كايروس فلسطين يفتتح أعمال مؤتمره "الايمان – الصمود – المقاومة المبدعة"

رام الله - دنيا الوطن
افتتحت المبادرة المسيحية الفلسطينية - كايروس فلسطين، وبمناسبة الذكرى السابعة لانطلاق وثيقة وقفة حق مؤتمرا بعنوان " الايمان – الصمود – المقاومة المبدعة"، وقد حضر حفل الافتتاح حشد كبير من الشخصيات الدينية والوطنية والاعتبارية والرسمية ، الى جانب عدد من رجال الدين وكهنة الطوائف من كافة المناطق الفلسطينية، وذلك في قاعة ومسرح مؤتمرات الدار - دار الندوة الدولية في مدينة بيت لحم.

وبدأ المؤتمر بالصلاة والدعاء من قبل أصحاب السيادة المطارنة ورجال الدين المشاركين، وتلاه النشيد الوطني الفلسطيني ومن ثم وقف الجميع دقيقة صمت وحداد على أرواح شهدائنا الأبرار، وقد افتتحت المؤتمرالسيدة هند خوري الأمين العام للمبادرة المسيحية الفلسطينية - كايروس فلسطين وسفيرة فلسطين في فرنسا سابقا بكلمة رحبت خلالها بالحضور، مقدمة شرحاً عن هدف المؤتمر، والتحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني وهي: الواقع المستحيل، الدمار المحيط بنا، واهمية تكثيف التأزر والعمل سويا بين الشركاء بالاهداف والاليات والمقاربات على المستوى المحلي والدولي.

كما وأطلقت خلال كلمتها نداء الميلاد السنوي الذي ذكرت فيه: " يذكِّر نداء الميلاد لهذا العام بمعاناة الاطفال الفلسطينيين، به نطلق حملة خلال شهر المجىء تشمل تأملات لاهوتية وصلوات وتقاريرحقوقية ومقالات وقصص واشعار تتطرق الي قصة ميلاد يسوع المسيح هنا في بيت لحم والتي سادها ظروف التشرد وانعدام المأوى، والخوف، والفقر، والمنفى التي يعاني منها اطفال فلسطين جيل بعد جيل".

وأضافت:" نستعرض فيها التبعات الاليمة لاجراءات الاحتلال من تدمير الاقتصاد والسيطرة على المصادر الطبيعية ومصادرة الاراضي والمياه، وتشييد جدار الفصل العنصري، والاعتقالات المنهجية والقمع والقتل المستهدف. يؤكد النداء كما تؤكد وثيقة وقفة حق ان كلمة الله إنما هي خبر سارٌّ للبشرية كلها بما فيها للشعب الفلسطيني. وذلك يتطلب منا العمل الجاد حتى تتحق حقوق واماني اطفالنا واطفال العالم أجمع"، وفي ختام كلمتها شكرت جميع من ساهم بتنظيم هذا المؤتمر.

وقد ذكر الدكتور اولف تفيت امين عام مجلس الكنائس العالمي خلال كلمته:" دورنا هو إعطاء الشهادة المسيحية إلى العالم والعمل من أجل العدالة والسلام، وقد قدم خلال كلمته مثال وضح خلاله كيف ترافق مجلس الكنائس العالمي مبادرات السلام والمصالحة في الشرق الأوسط وما وراءه".

واضاف "نعتقد السلام يمكن تحقيقه فقط مع بعضنا البعض، ونحن كأعضاء بالكنيسة لاتخاذ إجراءات لدعم الحلول السلمية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي ".

كما وألقى القس الدكتور متري الراهب احد كاتبي وثيقة "وقفة حق" وراعي كنيسة الميلاد الإنجيلية اللوثرية في مدينة بيت لحم ورئيس دار الكلمة الجامعية للفنون والثقافة، والمتحدث الرئيسي في المؤتمر كلمة قدم خلالها "عرضاً عن الإيمان والصمود والمقاومة المبدعة وذلك عبر محطات سبع بدأً بوعد بلفور وانتهاءً بوقفة حق، حيث بين الدور الرئيسي الذي لعبه المسيحيون الفلسطينيون في مقاومة الصهيونية والتنبيه إلى خطرها قبل أن يدرك الكثيرون هذا الخطر مستشهداً بالأدوار التي لعبها كل من نجيب عازوري ، نجيب نصار ، عيسى العيسى ، والمطران غريغوريوس حجار، ومن ثم انتقل إلى المحطة الثانية وقرار تقسيم فلسطين وآثار النكبة والتي دفعت المسيحيين الفلسطينيين إلى المقاومة المسلحة عبر حركة القوميين العرب" .

واضاف: "اما المحطة الثالثة فجاءت متزامنة على النكسة حيث تم صياغة أول وثيقة لاهوتية عربية عن اللاهوت والصراع العربي الاسرائيلي ، وقد تميزت هذه الحقبة بتكاثف الجهود اللاهوتية العربية وبحركة كنسية شرق أوسطية نشطة مقرها بيروت، أما المحطة الرابعة فجاءت مع الانتفاضة الفلسطينية حيث شوهد البطاركة والمطارنة ورجال الدين يتصدرون المظاهرات السلمية المنددة بالاحتلال ، علماً أن هذه المحطة قد تميزت أيضاُ بغزارة الإنتاج اللاهوتي والفكري المقروء ، المقاوم للاحتلال وللصهيونية المسيحية".

واختتم كلمته "بالمحطة الأخيرة فجاءت بعد الانقسام الفلسطيني وغياب الرؤية وانعدام الحلول السلمية وبناء جدار الفصل العنصري حيث تم إطلاق وثيقة وقفة حق والتي أعلنت عن الاحتلال خطيئة في حق الله والإنسان ودعت المؤمنين إلى التمسك بالإيمان والرجاء والمحبة والصمود في فلسطين بالرغم من النوائب ، وبذلك سطر المسيحيون الفلسطينيون وعلى مدار قرن كامل مثالاً يحتذى به في الإيمان الواعي والفاعل ، وفي الصمود أمام كل النوابث والتحديات ، وفي تجسيد مقاومة مبدعة ضد الطائفية والصهيونية دعماً لسلام عادل وشامل".

وتخلل حفل الافتتاح عرض موسيقي غنائي لعملاق وقديس الطرب وديع الصافي احيته فرقة الرعاة للترانيم الدينية التابعة لإدارة مدارس بطريركية اللاتين.

ومن الجدير بالذكر أن المبادرة المسيحية الفلسطينية – كايروس فلسطين أكدت من خلال انطلاقة وإصدار وثيقة وقفة حق على التزامها وتمسكها بالمبادئ الأساسية ألا وهي الإيمان والرجاء والمحبة التي تعتبر البوصلة الموجهة للمسيحية المشرقية وهذه الحركة الوطنية التي تسعى إلى تحقيق السلام العادل في وطننا الحبيب حتى ينال كل فرد حقوقه المشروعة ويعيش بكرامة في دولة محررة يسودها الأمن والاحترام في إطار من التعددية التي تمتعنا بها منذ سنين طويلة.