الأمومة الآمنة وممارسة الرياضة ماقبل وبعد الولادة

الأمومة الآمنة وممارسة الرياضة ماقبل وبعد الولادة
خاص دنيا الوطن- نرمين الجدي

قديماً كان الاعتقاد المتعارف عليه حول النصائح  التي تعطى للنساء الحوامل أن لا تقوم المرأة الحامل ببذل الجهد والقيام بالتمارين الرياضية حفاظاً على صحتها وصحة جنينها.
ومع تطور العلم، تركزت النصائح للحامل بممارسة التمارين الرياضية، نظراً لأن الرياضة مفيدة للأم والجنين على حد سواء، ولا تؤدي إلى الولادة المبكرة، ولكن يجب ممارستها ضمن شروط وخطوات صحيحة لتجنب الحامل أي مشكلات  صحية.
أخصائية العلاج الطبيعي والمشرفة في برنامج علاج العقل والجسم (مها الشامي) من جمعية الهلال الأحمر لقطاع غزة، تحدثت عن فوائد الرياضة للحامل وعن الظروف التي تمنع ممارستها خلال الحمل وعن أهمية ممارسة الرياضة بعد الميلاد.

وفيما يختص برياضة الحوامل، تقول الأخصائية مها الشامي في الماضي كان المختصين يحذرون المرأة الحامل من ممارسة الرياضة، وفي حين ممارستها، تجعل جسم الحوامل يفرز مادة كيميائية، يمكن أن تحفز تقلصات الرحم، وبالتالي تؤدي إلى الولادة المبكرة لكن مع تطور العلم وتقدمه وعمل أبحاث تابعت حالات كثيرة من النساء الحوامل أثبت عكس ذلك.

وحول أهمية الرياضة الخاصة بالنساء الحوامل تقول الشامي: "تلعب الرياضة أهمية كبرى للحامل نظراً إلى الفوائد الكثيرة التي تنتج عنها أبرزها:تقوية العضلات: فحركة الحامل تخف نسبياً في هذه المرحلة، مما يؤدي إلى ضعف العضلات في المدى البعيد، خصوصاً مع الاعتقاد السائد بأن الحامل يجب أن ترتاح، وأن تقلل من الحركةـ فالرياضة تساعد على تقوية عضلات الجسم عامةً، مما يساعد الحامل على تحمل الثقل الناتج عن الحمل.

ومساعدة الجسم على حرق كمية كبرى من الوحدات الحرارية، حيث إن الحامل تكون أكثر عرضة لزيادة الوزن، وبممارسة الرياضة يزداد وزنها لكن بنسبة أقل ويخف خطر إصابتها بمشكلات كثيرة ومضاعفات تنتج عن الحمل كالسكري وارتفاع ضغط الدم.

الحد من التوتر والتعب النفسي: خصوصاً أن الحامل تكون أكثر عرضة للتوتر والضغوط، وبشكل خاص في الأشهر الأولى، وممارسة الرياضة خلال الحمل تحد من خطر الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة.

وتتابع الشامي:"على الرغم من أنه لم يثبت علمياً أن الرياضة تخفف فعلاً من آلام الولادة كما هو شائع، إلا أن الحامل الرياضية تكون مرتاحة وأكثر استعداداً للولادة، كما أن عضلاتها تكون أكثر قوة لتتحمل ما تتطلبه الولادة من ضغط وشد، وتساعد ممارسة الرياضة خلال الحمل على تحسين الدورة الدموية ومنع ظهور الدوالي التي تكون الحامل عرضة له عامة".

وبسؤال الشامي حول الرياضة الأنسب للحامل تقول : "الرياضة الفضلى للحامل هي المشي بحسب قدراتها، فإذا كانت معتادة على ممارسة الرياضة والمشي يمكن أن تتابع بالحدة نفسها بمعدل ساعة في اليوم، أما إذا لم تكن معتادة فتزيد الحدة تدريجاً إلى أن تبلغ الحد الأقصى الممكن والمسموح به".

وتكمل :"من الرياضات المناسبة أيضاً للحامل السباحة التي تعتبر أيضاً من الرياضات الفضلى في هذه الحالة، نظراً لزيادة وزن وثقل الحامل في هذه المرحلة، فيساعدها الماء على تحمل هذا الثقل بحيث لا يكون له أي تأثير أثناء ممارسة الرياضة في الماء على ألا تزيد مدة ممارسة رياضة السباحة عن نصف ساعة إلى ثلاثة أرباع الساعة".

وحول رياضة "اليوغا" تقول الشامي: "هي من الرياضات التي ننصح الحامل بممارستها، نظراً إلى أهمية رياضة "اليوغا" بالنسبة للحامل لما لها من دور في الاسترخاء وراحة الأعصاب من جهة وتقوية الجسم من جهة ثانية، وننصح الحامل ألا تتعب نفسها في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، لهذا السبب يتم تعديل تمارين "اليوغا" في الأشهر الأولى من خلال التركيز على تمارين التنفس بدلاً من حركاتها التي تتطلب جهداً أكبر.
وفي هذه المرحلة، من المهم أن تتعلم الحامل التنفس بالشكل الصحيح، خصوصاً أن النفس يضيق خلال الحمل. 

فوائد تمارين اليوغا كثيرة وأبرزها:

تعيد إلى الحامل الحيوية، وتوفر الطاقة، وتساعد في ضخ الأوكسيجين في كل الجسم، وتساعد في مكافحة الدوار الصباحي، كما تؤمن اليوغا سلاماً داخلياً وتريح الجسم لتعرف الحامل جسمها جيداً وتعي كل ما يحصل من تغييرات في جسمها، وتساعدها على الاسترخاء وعلى تهدئة أعصابها في هذه المرحلة الحساسة لتشعر بالراحة ولتكون نظرتها إلى الأمور أكثر إيجابية.

كما أن لها دوراً أساسياً بالنسبة إلى ليونة الجسم والرشاقة وتليين المفاصل والاسترخاء، خصوصاً أن الحامل تعاني تقلبات مزاجية كثيرة بسبب الحمل،وتساعد على تقوية عضلات الفخذين اللذين يحملان كل الثقل أثناء الحمل، تساعد وتقوية العضلات، خصوصاً عضلات الحوض التي تضعف أثناء الحمل والولادة.

تقول الشابة فاطمة خضر (26 عاماً) إحدى النساء اللاتي يمارسن الرياضة الخاصة بالحوامل في مركز الصحة والمرأة التابع لجمعية الهلال الاحمر الفلسطيني، والتي تشرف على تدريبها الأخصائية مها الشامي: "في المرات السابقة التي أنجبت فيها أطفالي كانت تحدث معي مضاعفات أثناء الولادة ولم أكن أعلم أن هناك رياضة للحوامل ممكن أن تزيل هذه المضاعفات وأن تخرج المرأة من مرحلة الخطر أثناء الولادة".

وتتابع خضر متبسمةً: "هذه المرة الأولى التي أحضر فيها للمركز كي أمارس الرياضة وبعد الانتهاء من ممارستي للرياضة و"اليوغا" الخاصة بالنساء الحوامل، شعرت براحة نفسية ونسيت كل الضغوطات وكل شيء من حولي، إن شاء الله ربنا يسهل ميلادي وأفرح بقدوم طفلي الرابع".

أما رفيقتها في الصالة الرياضية الثلاثينية ميساء لبد فتتحدث قائلة: "أنا في الأشهر الأخيرة من حملي وبفضل الله لم تحدث معي مضاعفات حمل كسابقاتها في أطفالي الخمسة، حيث كنت أصاب بضغط وتسمم حمل ومضاعفات سيئة نهاية كل حمل، أما في هذا الحمل لم أصب بشيء بفضل الله لأني واصلت ممارسة الرياضة لدى الأخصائية مها".

تابعت لبد:"هذا اللقاء السابع لي في المركز لممارسة الرياضة ,لقد شعرت بفرق ملحوظ عن فترات حملى الاولى دون ممارسة الرياضة أشعر دوماً أن جسمي مرتاح نتيجة الاهتمام الذي أحظى به في المركز ولرياضة اليوغا دور كبير في تخليص المراة الحامل من كافة الضغوطات وجعلها تصب تركيزها واهتمامهاالاكبر على طفلها ونفسها فقط".

أما لجيهان ظاهر(28 عاماً) رواية تختلف عن زميلاتها في صالة الرياضة ف تروي قائلة: "شعوري يوازي شعور زميلاتي أثناء حملي كنت أحضر للمركز لممارسة التمارين الرياضية حسب ما أشارت علي طبيبتي الخاصة بسبب أخذ الجنين وضعية متعارضة في بطني وخوفاً من ان أنجب طفلي الثاني بعملية سيزيريا ولكن بفضل الله ونتيجه التمارين الرياضية  الخاصة بالحوامل رجع طفلي لوضعه الطبيعي داخل الرحم وأكرمني الله بولادة طبيعية, وها انا اليوم هنا لأمارس الرياضة ما بعد الميلاد كي تعمل على شد البطن ورجوع الرحم الي وضعه الطبيعي والتخلص من سلس البول الذي يصيب النساء حديثات الولادة".

وتعقب الشامي حول الحالات التي تمنع فيها المرأة الحامل من ممارسة الرياضة فتقول:

"يجب على المرأة الحامل ألا تمارس الرياضة في حال تعرضها لنزف دم أثناء الحمل أو مغص شديد  أو حملها بتوأمين ناهيك عن وجود سوابق للولادة في حملها السابق او مواجهتها لمشكلة ارتفاع ضغط الدم او القلب او مواجهتها لمشكلة صحية تمنعها من ممارسة الرياضة او إصابتها بمرض فقر الدم الشديد".