يتمنى المشاركة في (أرب جوت تالنت).. "منير" أصغر موهبة ليونة بغزة

يتمنى المشاركة في (أرب جوت تالنت).. "منير" أصغر موهبة ليونة بغزة
 خاص دنيا الوطن– محمد الخالدي
 اكتشف موهبته التي أصبحت جزءاً من حياته وربما كلها، إلا أنه لا يتمتع بما يتمتع به باقي الأطفال، كونه يعيش في غزة، وعليه أن يكتشف موهبته بذاته وينميها بإرادته وأن يواجه العراقيل كلها، فهو ليس كباقي أطفال العالم الذين تضع حكوماتهم الخطط والبرامج لاكتشاف مواهبهم، خاصة في مراحلهم الدراسية، ثم يتم تعزيزها وتطويرها وإبرازها للعالم؛ لتكون خير ممثل لوطنهم وشعبهم، فأين منير من هذا؟
 
منير صلاح (9 سنوات) يقطن في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، يتمتع بموهبة الليونة التي اكتشفها بعمر الـ (7 سنوات) حين كان يتابع مقاطع الفيديو عبر "اليوتيوب" ويحاول تقليدها، خاصة مقاطع الطفل محمد الشيخ صاحب ذات الموهبة.

 ولمنير شقيقه صالح، وهو خير صاحب وسند في مشوار البحث عن وسيلة تنمي تلك الوهبة، حيث كان يدربه على سطح المنزل ويأخذه إلى الصالات والنوادي الرياضية لتحقيق حلم أخيه.

تقول والدة الطفل "أم صالح" لمراسل "دنيا الوطن": "منير منذ أن كان صغيراً حركة كثيرة ويتعبني بذلك، وحين كنت أعلمه دروسه كان كثير الحركة، إلى أن تعودنا على حركاته غير الطبيعية مثل الشقلبة والتسلق والقفز من علو".

 وأضافت، حين شاهد منير برنامج (أرب جوت تالنت) وشاهد الطفل "الشيخ" التفت له ووجد شيئًا مشابهًا له، حينها ظهرت حركاته وموهبته بالليونة، فأصبح شقيقه صالح يأخذه إلى المدرب ثائر أبو حمادة وإلى النوادي الرياضية، وتطور شيئاً فشيئاً إلى أن أصبح يشارك في بعض الفعاليات، أتمنى أن يصل إلى ما يطمح إليه ويحقق أحلامه".

وحول خطورة تلك الرياضة التي يمارسها منير ومدى خشيتها عليه، أوضحت (أم صالح) أنها ليست خطرة عليه ولا تخشى عليه من تلك الموهبة، لأن الله خلقه هكذا وطبيعته وقدرته هكذا، وأحب ما عليه أن يتسلق المناطق المرتفعة وأن يتثنى.

وعن الإمكانيات، بينت والدة الطفل، "الامكانيات المتوفرة لموهبة منير بسيطة، فقط يتدرب على سطح البيت أو في بيت المدرب الذي لا يأخذ أجراً مادياً على ذلك ووالده حريص أن يقدم له كل ما يستطيع ليحقق حلم طفله، فنحن نتمنى أن يتقدم وأن يسافر وأن يصل للعالمية، كما أن ابني صالح أيضًا يرى فيه أخوه منير كل شيء يرى فيه حلمًا يتمنى تحقيقه فهو يهتم به وبملبسه وحذائه الرياضي".

من جهته، قال مدرب الطفل أبو حمادة (28 عامًا)، لـ "دنيا الوطن": "حين اكتشفت هذه الأسرة موهبة ابنهم منير من خلال حركاته الغريبة التي كان يؤديها بجسمه، بحثوا عمن يستطيع تنمية هذه الموهبة فالتقيت بالطفل ودربته على قدر الإمكانيات على سطح  منزلهم وفي بيتي أو في المتنزهات العامة".

وأوضح المدرب أن تلك المواهب لا يوجد من يحتضنها هنا، مشيراً إلى أنه بالرغم من وجود اتحادات رياضية وجهات عديدة إلا أنه لم يجد شيئًا عملياً لها على أرض الواقع أو فعل يساهم في تطوير موهبة الطفل.

وقال: "أنا حزين ليس على منير فقط بل على كل طفل زُرعت فيه موهبة رياضية ولم يجد من يأخذ بيده وينميها".

ودعا المدرب أبو حمادة كل من له في المجال الرياضي، أن ينظر إلى مثل هذه المواهب، وأن يستغلها في المكان المناسب، بدلاً من أن يفرغها الأطفال في أساليب خاطئة، كما ناشد الجهات المعنية لمساعدة الطفل منير للتسجيل في برنامج "أرب جوت تالنت"، مؤكداً أنه كفيل بأن يقدم منير حركات عجيبة تؤهله في ذلك البرنامج.