الحاج مصباح شبانة أقدم بائع صحف في القدس

الحاج مصباح شبانة أقدم بائع صحف في القدس
خاص لدنيا الوطن- شروق طلب 
بنشاط وثبات وهمة، يقف الحاج مصباح شبانة (66 عاماً) أمام بسطته التي يبيع عليها الجرائد مقابل مدرسة الرشيدية، تلك المنطقة التي عاصرت جميع الحروب وجميع الأحداث التي شهدتها مدينة القدس، التقيناه لنجري معه مقابلة خاصة لـ "دنيا الوطن" ليخبرنا بالقصة كاملة.

الحاج شبانة بادرنا بالقول: "من عمر الحادية عشرة وأنا أبيع الجرائد عند مدرسة الرشيدية، كنت قبل ذلك أوزع الجرائد على دراجتي الصغيرة  زمن الإنجليز في شارع يافا ومقبرة مأمن الله والملك جورج، كانت تأتي صحيفة الدفاع، وصحيفة فلسطين، من مدينة يافا الى القدس، وأقوم بتوزيعها على أحياء البلدة القديمة، والمناطق المجاورة". 

أردف الحاج شبانة "توفي والدي وعمري أحد عشر عاماً، وترك خلفه ثلاثة أولاد وثلاث بنات، أنا قمت بتربيتهم وتعليمهم، تزوجت وعمري عشرون عاماً وانجبت 13 طفلاً 10 بنات 3 اولاد، ربيتهم وخرجتهم من الجامعات، وكل ذلك من هذه البسطة، بكل فخر لدي ابن  محام، وآخر درس الكمبيوتر، وابنتي  مديرة لمدرسة المأمونية وهي مدرسة في القدس، وتعد من أهم وأقدم المدارس، لدي 125 حفيداً، وكل أولادي متعلمون وجامعيون وحاصلون على درجات الدكتوراة" الحمد لله.

تابع شبانة حديثه "دائماً قوات الاحتلال تحاول منعي من العمل، فقد أصدرت بحق بسطتي أكثر من 30 مخالفة، أنا هنا منذ الحكم الأردني والأنجليزي، وهذا يضايق قوات الاحتلال الإسرائيلي التي تخشى من صمودي في أرض القدس، أقدس وأطهر بقعة في الأرض". 

وفي حادثة حصلت في انتفاضة القدس "مر بالقرب من بسطتي ثلاثة مستوطنين، وأزعجوني، وأشار أحدهم إليّ بيده وقال: "بكرة رح نيجي ونسكر لك بسطتك يا شبانة".

ويشتكي شبانة من قلة الباعة، ففي هذه الأوقات تجد الشاب والشابة حتى كبار السن يمسكون هواتفهم الذكية ويتصفحون الأخبار، ما عاد أحد يشتري الكتب والصحف، الصحف الموجودة والكتب اهترأت إلا أنني سأبقى في مكاني حتى يأخذ الله أمانته، وأمنيتي أن أموت في القدس، وأدفن في ترابها الطاهر".

ويتنهد ويقص علينا شبانة حادثة إطلاق النار على الشاب أيمن الكرد فيذكر شبانة "عندما حصلت عملية إطلاق النار على الشاب الكرد كنت متواجداً عند بسطتي، قامت الدنيا ولم تقعد، انتشرت قوات الإحتلال وأغلقت المحال التجارية وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع، واعتقلت بعض الشبان الذين كانوا متواجدين في المكان".

وخص الحاج شبانة "دنيا الوطن" بقصيدة من تأليفه  ألقاها على مسامع مراسلة "دنيا الوطن" بصوته المتحشرج الذي أنهكته السنين " أنا بالألف أرداني الزمان بشره والباء بائت هجرتي بهواني، والتاء تزداد الليالي بعسرها وسوادها غطى على أجفاني، والثاء ثوبي قد تمزق وانتهت منه جلابيبي مع الأردان، والحاء حاربت اليهود ملوكنا فالنصر كان لهم بعشر ثواني، والخاء خالفت اليهود عودنا وتملكت في الأوطان، والراء ربي ليش كان بظالم زعمائكم جلبت لنا الخذلان، والظاء ظبي للكلاب فريسة، والعين عزم للعروبة ما بدت، وبالغين غادرنا أرض تفوح بالمسك والريحان، والياء يا أهل المروءة والشرف فلسطين والقدس ضاعت فانسجوا الأكفان".

وبخفة دمه ختم الحاج شبانة اللقاء مودعاً القراء " أوكي، قود باي، ميرسي، إلى اللقاء".