تونس تستضيف مؤتمر اصلاح المجال الديني
رام الله - دنيا الوطن
بدعوة من مركز دراسات الوحدة العربية والمعهد السويدي في الاسكندرية يفتتح صباح اليوم الاثنين في منطقة الحمامات في تونس مؤتمر تحت عنوان : " اصلاح المجال الديني " ويشارك في المؤتمر رئيس حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي وشخصيات فكرية وسياسية ودينية متنوعة من تونس والعالم العربي .
وينطلق الداعون للمؤتمر من ان حاجةُ الإسلام وأممه، بمن فيها الأمّة العربية، إلى إصلاح المجال الديني حاجةٌ حيوية لا مكان للجدال فيها. وإن هذا الإصلاح، عموماً، آليةٌ من آليات تنمية قدرة
أيّ جماعة دينية على التكيُّف الخلاّق مع متغيرات الواقع والمكان والزمان، وإجابة التحديات الاجتماعية والقِيَمية والثقافية التي تواجه المؤمنين في عالمٍ نزّاع إلى التغيُّر الدائب، ومحكومٍ بدينامية التفاعل بين الثقافات. ومن الطبيعي أن يتوقف النجاح في تحقيق ذلك التكيّف الخلّاق على المزيد من تنمية الاجتهاد العقلي في قراءة نصوص الدين من قِبَل أتباعه ومفكريهم وعلماء الدين فيهم: خاصة المصلحين أو الإصلاحيين منهم.
وتشير الورقة التحضيرية للمؤتمر : ان المسيحية حققت نجاحات كبيرة في مضمار الاصلاح الديني منذ القرن السادس عشر ، وصولاً إلى المراجعات اللاهوتية العميقة التي أجراها المجمع الثاني للفاتكيان في أوائل الستينيات من القرن العشرين (بين العامين 1962 و1965).
والحاجةُ هذه في الإسلام أَمَسُّ، اليوم، للأسباب التالية:
1– لأن الإسلام، كمجالٍ حضاري وثقافي وديني، لم يشهد، تاريخياً، سابقةً من سوابق الإصلاح فيه تعيد إلى علومه واجتماعه الديني والسياسي حيويَّته، وحركتَه الصاعدة التي بدأ بها في قرونه الأربعة الأولى.
2– لأن الذي أعقب لحظة الصعود، في تاريخ الإسلام، لم يأتِ استئنافاً لتقاليدالاجتهاد والتجدّد فيه، وإنما أتى يمثل تراجعاً عنها وقطيعةً معها؛ فلقد أُغلِق باب الاجتهاد، منذ ذلك الحين، وسادت ثقافةُ الاجترار والشروح والمختصرات، ولم يكن يُعَطِّل ديمومة سيادتها إلاّ اجتهادٌ جزئي، هنا وهناك، لا يغيّر من أحكام التراجع
شيئاً.
3– لأن التجربة التاريخية الإنسانية تعلّمنا أن إصلاح المجال الديني حلقة رئيسة من حلقات النهضة والتقدم؛ إذ لا يمكن أمّةً أن تُحرز نهضة وتقدّماً في ميادين الاجتماع والسياسة والتنمية والعلوم والفكر من دون إنجاز إصلاحٍ في العمران الديني.
4– لأن المحاولة اليتيمة التي بُذِلت في مضمار الاجتهاد الفكري الإسلامي، في القرنين الماضيين، من طريق إصلاحيين، عرباً ومسلمين لم تُسْتَأْنف بحيث تشكل قاعدة أساساً لتبلوُر نظرية متكاملة في مسألة إصلاح المجال الديني.
5– لأن تسييس الدين، أو استثمارَهُ في مشروع سياسي إسلامي، أنتج جيلاً "جهادياً" تكفيرياً أتى على كل تراث الإصلاح التنويري والاجتهادي، وأساء– أبلغ إساءةٍ – إلى صورته في الداخل والخارج، وهو – اليوم – يهدّد وحدة الكيانات العربية والإسلامية بالفتن والحروب الأهلية والتدخلات الأجنبية والتفكيك.
وتضيف الورقة التحضيرية : إن التفكير في إصلاح المجال الديني هو، حكماً، تفكيرٌ في نصابات ثلاثة من هذا المجال: المستوى الفكري المتعلق بنصوص الفكر الإسلامي، وبطريقة المسلمين – نخباً وجمهوراً – في قراءة تعاليم الدين وتَمَثُّلها
وتكييفها مع الواقعات والمتغيرات، مع ما تُلقيه مواريث النظرة الإسلامية الكلاسيكية من تأثيرات في نوع التمثلات العربية والإسلامية المعاصرة للنصّ الديني من جهة، ولتراث الإسلام من جهةٍ أخرى، والحاجة إلى التحرُّر الاجتهادي من ثقل تلك
المواريث والقيود التي تُلقيها على إرادة الإصلاح؛ والمستوى المؤسَّسي المتعلق بالأطر التنظيمية والإدارية للمجال الديني، بما يتضمنه ذلك من مؤسسات مرتبطةٍ بالشأن الديني (دُورُ الإفتاء، مؤسسات العلم الديني، المؤسسات التعليمية الدينية، مجالس العلماء، المرجعيات العُلَمَائية، الأحزاب والتيارات ذات الارتباط
بالمرجعية الدينية، القضاء الشرعي، التشريعات القانونية المتصلة بالشأن الديني،موقع الدين في الكيان الدستوري للدولة وعلاقة مجال الإيمان بمجال المواطنة داخل الجماعة الوطنية...)؛ ثم المستوى الاجتماعي – السياسي العام حيث يتحوّل الدين من عقيدة إلى رأسمالٍ للاستثمار الاجتماعي والسياسي من أجل حيازة النفوذ أو الوجاهة أو السلطة.
بدعوة من مركز دراسات الوحدة العربية والمعهد السويدي في الاسكندرية يفتتح صباح اليوم الاثنين في منطقة الحمامات في تونس مؤتمر تحت عنوان : " اصلاح المجال الديني " ويشارك في المؤتمر رئيس حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي وشخصيات فكرية وسياسية ودينية متنوعة من تونس والعالم العربي .
وينطلق الداعون للمؤتمر من ان حاجةُ الإسلام وأممه، بمن فيها الأمّة العربية، إلى إصلاح المجال الديني حاجةٌ حيوية لا مكان للجدال فيها. وإن هذا الإصلاح، عموماً، آليةٌ من آليات تنمية قدرة
أيّ جماعة دينية على التكيُّف الخلاّق مع متغيرات الواقع والمكان والزمان، وإجابة التحديات الاجتماعية والقِيَمية والثقافية التي تواجه المؤمنين في عالمٍ نزّاع إلى التغيُّر الدائب، ومحكومٍ بدينامية التفاعل بين الثقافات. ومن الطبيعي أن يتوقف النجاح في تحقيق ذلك التكيّف الخلّاق على المزيد من تنمية الاجتهاد العقلي في قراءة نصوص الدين من قِبَل أتباعه ومفكريهم وعلماء الدين فيهم: خاصة المصلحين أو الإصلاحيين منهم.
وتشير الورقة التحضيرية للمؤتمر : ان المسيحية حققت نجاحات كبيرة في مضمار الاصلاح الديني منذ القرن السادس عشر ، وصولاً إلى المراجعات اللاهوتية العميقة التي أجراها المجمع الثاني للفاتكيان في أوائل الستينيات من القرن العشرين (بين العامين 1962 و1965).
والحاجةُ هذه في الإسلام أَمَسُّ، اليوم، للأسباب التالية:
1– لأن الإسلام، كمجالٍ حضاري وثقافي وديني، لم يشهد، تاريخياً، سابقةً من سوابق الإصلاح فيه تعيد إلى علومه واجتماعه الديني والسياسي حيويَّته، وحركتَه الصاعدة التي بدأ بها في قرونه الأربعة الأولى.
2– لأن الذي أعقب لحظة الصعود، في تاريخ الإسلام، لم يأتِ استئنافاً لتقاليدالاجتهاد والتجدّد فيه، وإنما أتى يمثل تراجعاً عنها وقطيعةً معها؛ فلقد أُغلِق باب الاجتهاد، منذ ذلك الحين، وسادت ثقافةُ الاجترار والشروح والمختصرات، ولم يكن يُعَطِّل ديمومة سيادتها إلاّ اجتهادٌ جزئي، هنا وهناك، لا يغيّر من أحكام التراجع
شيئاً.
3– لأن التجربة التاريخية الإنسانية تعلّمنا أن إصلاح المجال الديني حلقة رئيسة من حلقات النهضة والتقدم؛ إذ لا يمكن أمّةً أن تُحرز نهضة وتقدّماً في ميادين الاجتماع والسياسة والتنمية والعلوم والفكر من دون إنجاز إصلاحٍ في العمران الديني.
4– لأن المحاولة اليتيمة التي بُذِلت في مضمار الاجتهاد الفكري الإسلامي، في القرنين الماضيين، من طريق إصلاحيين، عرباً ومسلمين لم تُسْتَأْنف بحيث تشكل قاعدة أساساً لتبلوُر نظرية متكاملة في مسألة إصلاح المجال الديني.
5– لأن تسييس الدين، أو استثمارَهُ في مشروع سياسي إسلامي، أنتج جيلاً "جهادياً" تكفيرياً أتى على كل تراث الإصلاح التنويري والاجتهادي، وأساء– أبلغ إساءةٍ – إلى صورته في الداخل والخارج، وهو – اليوم – يهدّد وحدة الكيانات العربية والإسلامية بالفتن والحروب الأهلية والتدخلات الأجنبية والتفكيك.
وتضيف الورقة التحضيرية : إن التفكير في إصلاح المجال الديني هو، حكماً، تفكيرٌ في نصابات ثلاثة من هذا المجال: المستوى الفكري المتعلق بنصوص الفكر الإسلامي، وبطريقة المسلمين – نخباً وجمهوراً – في قراءة تعاليم الدين وتَمَثُّلها
وتكييفها مع الواقعات والمتغيرات، مع ما تُلقيه مواريث النظرة الإسلامية الكلاسيكية من تأثيرات في نوع التمثلات العربية والإسلامية المعاصرة للنصّ الديني من جهة، ولتراث الإسلام من جهةٍ أخرى، والحاجة إلى التحرُّر الاجتهادي من ثقل تلك
المواريث والقيود التي تُلقيها على إرادة الإصلاح؛ والمستوى المؤسَّسي المتعلق بالأطر التنظيمية والإدارية للمجال الديني، بما يتضمنه ذلك من مؤسسات مرتبطةٍ بالشأن الديني (دُورُ الإفتاء، مؤسسات العلم الديني، المؤسسات التعليمية الدينية، مجالس العلماء، المرجعيات العُلَمَائية، الأحزاب والتيارات ذات الارتباط
بالمرجعية الدينية، القضاء الشرعي، التشريعات القانونية المتصلة بالشأن الديني،موقع الدين في الكيان الدستوري للدولة وعلاقة مجال الإيمان بمجال المواطنة داخل الجماعة الوطنية...)؛ ثم المستوى الاجتماعي – السياسي العام حيث يتحوّل الدين من عقيدة إلى رأسمالٍ للاستثمار الاجتماعي والسياسي من أجل حيازة النفوذ أو الوجاهة أو السلطة.