بالصور: "حلاق الريس".. بكير مصفف القيادات يروى ذكرياته في المهنة على مدار 40 عاماً

بالصور: "حلاق الريس".. بكير مصفف القيادات يروى ذكرياته في المهنة على مدار 40 عاماً
حلاق الريس
خاص دنيا الوطن- أسامة الكحلوت
لم يحالفه الحظ لإكمال دراسته الثانوية، فاختار تعلم مهنة الحلاقة لرغبته في تعلمها في صالون يعود لأبناء خالته من عائلة الثلاثيني وسط مدينة غزة، ليتقنها فيما بعد وينطلق في المهنة في صالونه الخاص لشغفه وحبه لها، مما أثار إعجاب جميع من تعامل معه فذاع صيته إلى أن تم اعتماده كحلاق للقيادات المحلية والسفراء وعلى رأسهم الرئيس الشهيد ياسر عرفات والرئيس محمود عباس.

عمل أنور محمد بكير (55 عاماً) أكثر من أربعين عاماً في مهنة الحلاقة وما زال، ومع قيام السلطة الفلسطينية قي قطاع غزة، واعتماده كحلاق خاص للأطباء والأكاديميين والمحامين والقضاة، انتشرت سمعته بين جموع المواطنين، لدرجة أن ساعات عمله امتدت في ذلك العام من السابعة صباحاً حتى الرابعة فجراً، وكان يتناول طعام الإفطار خلال عمله.

وكان من زبائنه عدد كبير من القيادات المحلية والدولية والسفراء والعمداء والألوية ومدراء في الأجهزة الأمنية، ومنهم الرئيس الراحل ياسر عرفات والرئيس الحالي محمود عباس، وبيتر هانسن، والسفير أحمد العباسي، والدكتور زكريا الأغا، وعبد الرحمن حمد، وأبو نضال ألعفيفي، وزهير اللحام، ووصفي أبو زعنونة، واحمد اليازجي، والحج توفيق اليازجي وأبناؤه، وناهض الريس، ومنصور الريس ومنجد الريس واللواء صائب العاجز، والدكتور رمزي خوري، وسعيد أبو علي، وعبد المعطي السبعاوي، وعبد الرازق المجايدة، ومروان كنفاني، ومحمد دحلان، وإياد السراج، والسفير عبد السلام سناطي، وماهر الريس، وسامي العقاد، وماهر شملخ، وناصر دغمش، وتوفيق جبر، وأبو المجد غريب، وفيصل الحسيني، ومحمد عبد النبي، وخالد إسلام، وفريح أبو مدين، وسعد الدين الريس، وإسماعيل الشافعي، ومحمود إسماعيل، وحكم بلعاوي، وحسن عصفور، وحيدر أبو شرخ.

وفي بداية دخوله لمنتدى الرئيس غرب مدينة غزة، كان يتوجه بكير لتصفيف وتزيين شعر الدكتور رمزي خوري مدير مكتب الرئيس ياسر عرفات، وفي ثاني جولة له في المنتدى، ابلغه خوري أنه سيتم إدخاله للرئيس أبو عمار.

ودخل بكير أول مرة لحلاقة شعر الرئيس أبو عمار، وكان ذلك في الساعة الحادية عشرة والنص مساءً من العام 1995، حاملاً معه شنطة فيها معدات الحلاقة، ونظراً لصلع الرئيس، باستثناء وجود شعر من الجانبين، كان يقوم بكير بتخفيف الشعر من الجانبين.

وما إن وضع بكير الفوطة على صدر الرئيس أبو عمار وبدأ بالحلاقة، حتى جاءه اتصال من وزير خارجية مصر الدكتور عمرو موسى، ويقول بكير: " جرد ما بدأ الحديث على الهاتف، رفعت الفوطة وانسحبت من الغرفة وانتظرت في الخارج، وأبلغت الدكتور خوري بذلك، وبعد ربع ساعة ضغط أبو عمار على الجرس، ودخلت من جديد لإكمال الحلاقة، وبمجرد دخولي شكرني الرئيس على مغادرتي وأكملت الحلاقة".

وبعد أن ذاع صيته كحلاق للرئيس أبو عمار، بدأ يتوافد عليه السفراء وجلبه لمكاتبهم ومنازلهم، وكان من بينهم السفير المغربي، حيث كان بكير يصفف شعر السفير والجالية بأكملها في بيته، بالإضافة لتصفيف شعر السفير التونسي مرة كل أسبوع.

وكان بكير يتجه للمنتدى لحلاقة شعر الرئيس أبو عمار بشكل دائم منذ العام 1995 حتى العام 2004، وكان يتردد علي المنتدى أيضا عدة حلاقين آخرين، نتيجة تنقل الرئيس بين قطاع غزة والضفة الغربية، ومن بينهم درويش الثلاثيني، وكان يتعمد الرئيس اختيار وقت الحلاقة ليلاً فقط، من خلال إرسال سيارته لجلب بكير وغيره من الحلاقين من أماكن عملهم.

كما أن المفوض العام للاونروا آنذاك بيتر هانسن كان يتوافد على صالون بكير طوال 12 عاماً باستمرار، على الرغم من تجوله في كل أنحاء العالم، لكنه يعود للمصفف بكير فقط.

ووصلت علاقات بكير إلى الصداقة مع السفراء العرب، حتى دعاه السفير التونسي أكثر من مرة للسفارة التونسية لحضور حفل الاستقلال، والوقوف بجانب السفير احمد الحباسي في السفارة واستقبال الضيوف، وفي نهاية الحفل كان يجلس بكير على طاولة العشاء مع الرئيس أبو عمار، حتى أن السفير دعاه قبل فترة لحضور زفاف نجله في تونس، لكنه لم يتمكن من الذهاب لتونس، وكما هو الحال بالضبط مع السفير المغربي آنذاك.

وأضاف بكير:" صففت شعر الرئيس الحالي أبو مازن في مكتبه في المجلس التشريعي حينما كان رئيس وزراء مرتين، كما صففت شعره مرتين عندما كان رئيساً في منزله بغزة، وكنت اجلس معه لوحدنا في غرفة واحدة نتيجة ثقة الجميع بي، وكنت أشاهد الكثير ولكن لا أتدخل، وفي ذات مرة لحظة خروجي من مكتب أبو مازن سألني.. أنت بتحلق لمحمد دحلان، فأجبته نعم".

وفي ذات المرات كان بكير يصفف شعر حسن عصفور ووجد عنده محمد دحلان، فتقدم وصافحه، وقال له دحلان.. قص شعر حسن عصفور كله، وبادره عصفور بسؤاله  ساخراً ماذا تفعل، فقال له بكير: إذا كانت أوامره تنفذ وهو بالخارج فهل أتمكن من مخالفه أوامره وهو أمامي؟

واعتمد دحلان بكير كمصفف خاص له، وكان يتردد على بيته وسط مدينة غزة دائماً، وساعده دحلان في إتمام عملية جراحية في القلب وسهل له الأمر.

وما زال الكثير من القيادات الفلسطينية تتردد على صالون بكير وسط مدينة غزة، وتوفى عدد كثير من زبائنه من القيادات الفلسطينية.

وبعد هذا  التاريخ الحافل لبكير في هذه المهنة والملئ بالذكريات مع القيادات الفلسطينية، قام نجله المصفف محمد أنور بكير باصدار كتاب خاص عن المصففين في قطاع غزة وعن أدواتهم منذ ظهور هذه المهنة، بالإضافة لسرد تاريخ والده داخل الكتاب وصوره مع القيادات من زبائنه.

















التعليقات