بالفيديو.. الطيار الجمل: غطيتُ الرئيس بوسائد لأحافظ على حياته لحظة سقوط طائرته.. شجاع وقوي طائر الفينيق الراحل عرفات

بالفيديو.. الطيار الجمل: غطيتُ الرئيس بوسائد لأحافظ على حياته لحظة سقوط طائرته.. شجاع وقوي طائر الفينيق الراحل عرفات
خاص دنيا الوطن- عبير مراد 
لم يكن يوم السابع من أبريل من العام 1992، يوماً عادياً، فقد بدا كذلك إلى أن سقطت طائرة الرئيس الراحل عرفات في الصحراء الليبية بسبب عاصفة رملية، تسببت بتحطم طائرة الرئيس واستشهاد ثلاثة طيارين، ممن كانوا معه وإصابة طاقم الطائرة بجراح ونجاة الرئيس"الختيار" من الحادثة.

توجهنا إلى بيت المهندس الطيار خليل الجمل، أحد شاهدي العيان الذين كانوا مع الرئيس الراحل عرفات، حين سقطت طائرته في الصحراء الليبية.

ما إن دخلنا بيته، حتى وجدنا صور الرئيس الفلسطيني متناثرة هنا وهناك وعلى إحدى طاولات المنزل المستديرة، لمحنا صور الطائرة المتحطمة وقبل أن نجلس أخبرنا أنه يوم لا ينسى في حياته وحياة الفلسطينيين.

قال لنا: "إن الرئيس كان أقوى منهم، وكان في مقدمة الطائرة بل ظل لآخر لحظة يطمئن على الأمور، حتى أعطيته إشارة بأن خطراً سيلحق به إذا بقي في غرفة قيادة الطائرة.

عاد قليلاً للوراء، كأنما أراد إزالة تراب علق بذاكرته، ثم علقت دمعةُ في عينه، عرفنا أن الحديث سيطول، وأن الأعوام التي مضت على حادثة الطائرة على كثرتها لم تنسه الراحل عرفات.

جلسنا بجانب الطيار، وبدأنا نتفقد الصور التي جمعته بالرئيس عرفات، أسرّ إليّ حديثاً طويلًاً، وبلهجته الفلسطينية المخلوطة بالكثير من اللبنانية والمصرية كما كان يحب أبو عمار أن يتحدث قال: "متذكر بالضبط إنو الرئيس قال للشهيد الطيار غسان إيه هو إنت مش فدائي، رد عليه بأنه فدائي حين عرف عرفات أن شيئاً ربما سيلحق بهم".

حرك أصابع يديه باتجاه عينه، أومأ رأسه ثم عاد يتطلع إلى فراغ، عرفنا أنها لحظات صمت يعود بها كلما حلت به رياح الشوق لرائحة الرئيس عرفات، تدارك الأمر وعاد يخبرنا أن إصابة لحقت به حين سقطت الطائرة به، وأن عرفات هو من أخبره أنه سيرى من جديد النور بعدما لحقت الإصابة إحدى عينيه.

ظل الرجل الطيار متسمراً في مكانه للحظات، ظننا أنه لن يحدثنا، إلا أن شجناً بدا في صوته حين همس "كان الختيار أبونا" وقد فقدنا الأبوة اليوم وبقينا أيتاماً من بعده، وقد شكلت حادثة الطائرة مفصلاً مهماً في حياته وحياتنا.

عاد يقلب ذاكرته التي بدت أقوى من ذاكرتنا، ثم قصّ علينا من القصص التي جمعته بالرئيس الكثير، أخبرنا أن الصدمة الأولى حين سقطت الطائرة تلقاها الشهيدان الطياران ثم غاب عن الوعي لثوانٍ إلا أنه عادت له الحياة، وحين فتح عينيه لم ير بهما بسبب إصابته.

استرسل لنا بالحديث حين هوت الطائرة، وارتطمت بالأرض، كنا نظن أن الموت قد جاء، إلا أننا حين بدأنا نعود لوعينا اكتشفنا أن أول الناجين كان طائر الفينيق الراحل عرفات، وقد وقف كعادته شامخاً يلملم أبناءه الطيارين والمرافقين.

أمسك بصورة، تسللت إلينا رائحتها على قدم تاريخها، حدثنا أنه لف "عرفات الراحل بالحرامات من أجل أن يحافظ على سلامته"، وبدا كأنه يحاول تقليب ذاكرته، حينها ابتسم لنا كان الراحل عرفات يحمل مصباحاً فتحه على عيني حين صرخت متألماً لن أرى بعيني بعد ذلك، إلا أنه أخبرني أن النور سيعود لها وبالفعل حدث ذلك.

جهزنا المعدات وأخذنا شوطاً آخر في حديثنا مع المهندس وعدنا بالذاكرة معه للوراء أعواماً كثيرة، ليقص علينا حادثة سقوط طائرة الراحل عرفات وكيف نجا الرئيس منها، وأهم الأحداث التاريخية المتعلقة بالحادثة.

بالفيديو والصور "دنيا الوطن" تعود بكم للوراء لتتعرفوا على حياة الراحل عرفات عن قرب وأبرز المفاصل في حياته لحظة سقوط طائرته في الصحراء الليبية في العام 1992.