لماذا لا يصلي بالمسجد الأقصى سوى المسنين من الغزيين؟

خاص دنيا الوطن- علاء الهجين
حقق الرجل الغزي أبو خليل الديب (60 عاماً) حلمه الذي راوده منذ أكثر من اثنين وعشرين عاماً، عندما زار قبل عدة أيام مدينة القدس وصلى بالمسجد الأقصى، بعد منع تام من قبل الاحتلال الإسرائيلي دام سنوات، وخاصة بعد اندلاع الانتفاضة الثانية.
حالة المواطن الديب ليست فريدة من نوعها وإنما يوجد عشرات آلاف الحالات التي تنتظر هذه الفرصة بفارغ الصبر، لكن تعنت الاحتلال برفع مؤشر السن للمصلين لما فوق الستين عاماً للسفر إلى القدس والصلاة بالمسجد الأقصى، بات عائقاً أمام تحقيق حلم المواطنين الغزيين لما دون هذا السن، منتظرين سنوات عدة للسماح لهم بالصلاة فيه.
وعمل الاحتلال الإسرائيلي خلال السنوات الماضية على منع أبناء الشعب الفلسطيني من قطاع غزة من الصلاة في الأقصى نتيجة الأحداث والمواجهات بين أبناء القطاع وجيش الاحتلال الإسرائيلي، فيما سمح للمسنين الغزيين فقط لزيارته والصلاة فيه، فأضحى هذا الحلم يراود الشباب الغزيين كون الأقصى مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم.
يوضح الديب، أنه دائماً ما تمنى الصلاة بالمسجد الأقصى لكن لم تتح له فرصة نتيجة المنع التام من قبل الاحتلال الإسرائيلي لأهالي القطاع من الصلاة فيه، إلى أن سمح لهم بعد ذلك وأتيحت لي الفرصة.
الحصول على تصريح
ويروي حكاية سفره إلى القدس فيقول: "ذهبت لتأدية واجب العزاء لأحد أقربائي بمدينة جباليا شمال قطع غزة، وقل لي أحد أصدقائي أن أذهب للصلاة بالأقصى، فلم أتردد بالجواب بنعم أريد، فطلب مني صورة هوية مسجل عليها رقم جوالي فذهب بهم إلى رجل يعمل بوزارة الشؤون المدنية، فانتظرت فترة ما يقارب الشهر حتى وصلتني رسالة من قبلهم تطلب مني الذهاب للشؤون المدنية، فتوجهت لهم على الفور وحصلت على التصريح الذي سمح لي بالذهاب إلى القدس".
ويضيف "تجمعنا بمنطقة ساحة الكتيبة المحاذية لجامعة الأزهر بغزة أنا وحوالي و200 شخص، منتظرين الحافلات، فعندما وصلت صعدنا على متنها واتجهت بنا نحو معبر بيت حانون/"ايرز" فمررنا بالتفتيش، وبعد ذلك انطلقنا إلى القدس مباشرة".
متعة الصلاة
"رفع معنوية والحمد لله، والله حاجة ماكان الواحد متصورها، والله هناك نسيت زوجتي وأولادي وبناتي" بهذه الكلمات وبسعادة بدت على ملامحه تابع المواطن الديب حديثه خلال زيارته لأولى القبلتين، مشيراً إلى أنه منذ أن وطأت قدماه أبواب المسجد أخذ بالتجول بساحاته وبعد ذلك بدأ بالصلاة والتضرع إلى الله.
مكونات المسجد
ويتكون المسجد الأقصى من البوابة الشرقية من مدينة القدس القديمة المسورة بدورها، ويشمل كلاً من قبة الصخرة المشرفة "ذات القبة الذهبية" والموجودة في موقع القلب منه، والجامع القِبْلِي" ذو القبة الرصاصية السوداء" والواقع أقصى جنوبه ناحية "القِبلة"، فضلا عن نحو 200 معلم آخر تقع ضمن حدود الأقصى، ما بين مساجد ومبان وقباب وأسبلة مياه ومصاطب وأروقة ومدارس وأشجار ومحاريب ومنابر ومآذن وأبواب وآبار ومكتبات، فضلاً عن الساحات المحيطة به.
مساحته
وتبلغ مساحة المسجد الأقصى حوالي 144 دونماً، ويحتل نحو سدس مساحة القدس المسورة، وهو على شكل مضلع غير منتظم، طول ضلعه الغربي 491م، والشرقي 462م، والشمالي 310م، والجنوبي 281م, ومن دخل الأقصى فأدى الصلاة، سواء تحت شجرة من أشجاره، أو قبة من قبابه، أو فوق مصطبة، أو عند رواق، أو في داخل قبة الصخرة، أو الجامع القبلي، فصلاته مضاعفة الأجر.
ويؤكد المواطن جهاد حسونة (50 عاماً) من مدينة غزة، أنه لم يسمح له بالسفر للصلاة في المسجد الأقصى بسبب أن عمره دون الـ (60 عاماً) فلجأ إلى طريق أخرى كي يسافر إلى ثالث الحرمين ويصلي داخله.
أما المواطن الثلاثيني عبد الرحمن الحداد من حي الزيتون بغزة، فيشير إلى أنه سوف ينتظر 25 عاماً ليحقق حلمه بالصلاة في المسجد الأقصى إذا ما ظل الاحتلال متعنتاً بقراره بعدم السماح للمواطنين الغزيين بالسفر إلى القدس والصلاة بأولى القبلتين.
ويؤكد الحداد أن المسجد الأقصى ملك لنا كفلسطينيين وللعرب والمسلمين جميعاً ويحق لنا الذهاب إليه كلما أردنا ذلك، لكن الاحتلال الإسرائيلي بدوره يمنعنا من ذلك بحجة الحفاظ على أمن مواطنيه.
ويضيف، "أنا مش ضامن عمري ولا لحظة، كيف يمكن أن أنتظر كل هذه السنوات للصلاة بالأقصى؟ بصراحة أنا مش قادر أصبر أكتر".
الصلاة فقط للمسنين
ويوضح مدير الإعلام والمنظمات الدولية في الهيئة العامة للشؤون المدنية بغزة محمد المقادمة، أنه يسمح للمواطنين ما فوق الستين عاماً فرادى بالسفر إلى القدس، أما في حالة كونهم زوجين فيتقلص العمر إلى 55 عاماً للزوج و45 للزوجة.
وعن آلية التسجيل للسفر، يبين المقادمة أن الأشخاص المنطبقة عليهم الشروط، يأتون إلى الوزارة ومعهم صور الهوية، ويسجلون أسماءهم وينتظرون الموافقة بإرسال رسالة لهم من قبل الوزارة.
ويوضح أنه عند الموافقة على طلب المسجلين من قبل الجانب الإسرائيلي، يتم إبلاغ الشؤون المدينة بقائمة المسافرين، والتي بدورها تتصل عليهم وتبلغهم بالوقت المحدد لسفرهم.
ويشير إلى أن كل محافظة لها مكان تجمع ومنه يذهب المقبولون للسفر إلى حاجز بيت حانون/ "ايرز" يرافقهم موظفان أو ثلاثة من الشؤون المدنية حسب الاتفاق مع الجانب الإسرائيلي الفلسطيني.
ويبين أن الاحتلال قلص عدد المصلين من 300 شخص أسبوعياً إلى مائة وخمسين شخصاً، وأحياناً تلغى الزيارات للمسجد الأقصى، بسبب ما يسمى بالأعياد اليهودية.
حقق الرجل الغزي أبو خليل الديب (60 عاماً) حلمه الذي راوده منذ أكثر من اثنين وعشرين عاماً، عندما زار قبل عدة أيام مدينة القدس وصلى بالمسجد الأقصى، بعد منع تام من قبل الاحتلال الإسرائيلي دام سنوات، وخاصة بعد اندلاع الانتفاضة الثانية.
حالة المواطن الديب ليست فريدة من نوعها وإنما يوجد عشرات آلاف الحالات التي تنتظر هذه الفرصة بفارغ الصبر، لكن تعنت الاحتلال برفع مؤشر السن للمصلين لما فوق الستين عاماً للسفر إلى القدس والصلاة بالمسجد الأقصى، بات عائقاً أمام تحقيق حلم المواطنين الغزيين لما دون هذا السن، منتظرين سنوات عدة للسماح لهم بالصلاة فيه.
وعمل الاحتلال الإسرائيلي خلال السنوات الماضية على منع أبناء الشعب الفلسطيني من قطاع غزة من الصلاة في الأقصى نتيجة الأحداث والمواجهات بين أبناء القطاع وجيش الاحتلال الإسرائيلي، فيما سمح للمسنين الغزيين فقط لزيارته والصلاة فيه، فأضحى هذا الحلم يراود الشباب الغزيين كون الأقصى مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم.
يوضح الديب، أنه دائماً ما تمنى الصلاة بالمسجد الأقصى لكن لم تتح له فرصة نتيجة المنع التام من قبل الاحتلال الإسرائيلي لأهالي القطاع من الصلاة فيه، إلى أن سمح لهم بعد ذلك وأتيحت لي الفرصة.
الحصول على تصريح
ويروي حكاية سفره إلى القدس فيقول: "ذهبت لتأدية واجب العزاء لأحد أقربائي بمدينة جباليا شمال قطع غزة، وقل لي أحد أصدقائي أن أذهب للصلاة بالأقصى، فلم أتردد بالجواب بنعم أريد، فطلب مني صورة هوية مسجل عليها رقم جوالي فذهب بهم إلى رجل يعمل بوزارة الشؤون المدنية، فانتظرت فترة ما يقارب الشهر حتى وصلتني رسالة من قبلهم تطلب مني الذهاب للشؤون المدنية، فتوجهت لهم على الفور وحصلت على التصريح الذي سمح لي بالذهاب إلى القدس".
ويضيف "تجمعنا بمنطقة ساحة الكتيبة المحاذية لجامعة الأزهر بغزة أنا وحوالي و200 شخص، منتظرين الحافلات، فعندما وصلت صعدنا على متنها واتجهت بنا نحو معبر بيت حانون/"ايرز" فمررنا بالتفتيش، وبعد ذلك انطلقنا إلى القدس مباشرة".
متعة الصلاة
"رفع معنوية والحمد لله، والله حاجة ماكان الواحد متصورها، والله هناك نسيت زوجتي وأولادي وبناتي" بهذه الكلمات وبسعادة بدت على ملامحه تابع المواطن الديب حديثه خلال زيارته لأولى القبلتين، مشيراً إلى أنه منذ أن وطأت قدماه أبواب المسجد أخذ بالتجول بساحاته وبعد ذلك بدأ بالصلاة والتضرع إلى الله.
مكونات المسجد
ويتكون المسجد الأقصى من البوابة الشرقية من مدينة القدس القديمة المسورة بدورها، ويشمل كلاً من قبة الصخرة المشرفة "ذات القبة الذهبية" والموجودة في موقع القلب منه، والجامع القِبْلِي" ذو القبة الرصاصية السوداء" والواقع أقصى جنوبه ناحية "القِبلة"، فضلا عن نحو 200 معلم آخر تقع ضمن حدود الأقصى، ما بين مساجد ومبان وقباب وأسبلة مياه ومصاطب وأروقة ومدارس وأشجار ومحاريب ومنابر ومآذن وأبواب وآبار ومكتبات، فضلاً عن الساحات المحيطة به.
مساحته
وتبلغ مساحة المسجد الأقصى حوالي 144 دونماً، ويحتل نحو سدس مساحة القدس المسورة، وهو على شكل مضلع غير منتظم، طول ضلعه الغربي 491م، والشرقي 462م، والشمالي 310م، والجنوبي 281م, ومن دخل الأقصى فأدى الصلاة، سواء تحت شجرة من أشجاره، أو قبة من قبابه، أو فوق مصطبة، أو عند رواق، أو في داخل قبة الصخرة، أو الجامع القبلي، فصلاته مضاعفة الأجر.
ويؤكد المواطن جهاد حسونة (50 عاماً) من مدينة غزة، أنه لم يسمح له بالسفر للصلاة في المسجد الأقصى بسبب أن عمره دون الـ (60 عاماً) فلجأ إلى طريق أخرى كي يسافر إلى ثالث الحرمين ويصلي داخله.
أما المواطن الثلاثيني عبد الرحمن الحداد من حي الزيتون بغزة، فيشير إلى أنه سوف ينتظر 25 عاماً ليحقق حلمه بالصلاة في المسجد الأقصى إذا ما ظل الاحتلال متعنتاً بقراره بعدم السماح للمواطنين الغزيين بالسفر إلى القدس والصلاة بأولى القبلتين.
ويؤكد الحداد أن المسجد الأقصى ملك لنا كفلسطينيين وللعرب والمسلمين جميعاً ويحق لنا الذهاب إليه كلما أردنا ذلك، لكن الاحتلال الإسرائيلي بدوره يمنعنا من ذلك بحجة الحفاظ على أمن مواطنيه.
ويضيف، "أنا مش ضامن عمري ولا لحظة، كيف يمكن أن أنتظر كل هذه السنوات للصلاة بالأقصى؟ بصراحة أنا مش قادر أصبر أكتر".
الصلاة فقط للمسنين
ويوضح مدير الإعلام والمنظمات الدولية في الهيئة العامة للشؤون المدنية بغزة محمد المقادمة، أنه يسمح للمواطنين ما فوق الستين عاماً فرادى بالسفر إلى القدس، أما في حالة كونهم زوجين فيتقلص العمر إلى 55 عاماً للزوج و45 للزوجة.
وعن آلية التسجيل للسفر، يبين المقادمة أن الأشخاص المنطبقة عليهم الشروط، يأتون إلى الوزارة ومعهم صور الهوية، ويسجلون أسماءهم وينتظرون الموافقة بإرسال رسالة لهم من قبل الوزارة.
ويوضح أنه عند الموافقة على طلب المسجلين من قبل الجانب الإسرائيلي، يتم إبلاغ الشؤون المدينة بقائمة المسافرين، والتي بدورها تتصل عليهم وتبلغهم بالوقت المحدد لسفرهم.
ويشير إلى أن كل محافظة لها مكان تجمع ومنه يذهب المقبولون للسفر إلى حاجز بيت حانون/ "ايرز" يرافقهم موظفان أو ثلاثة من الشؤون المدنية حسب الاتفاق مع الجانب الإسرائيلي الفلسطيني.
ويبين أن الاحتلال قلص عدد المصلين من 300 شخص أسبوعياً إلى مائة وخمسين شخصاً، وأحياناً تلغى الزيارات للمسجد الأقصى، بسبب ما يسمى بالأعياد اليهودية.