اليهود العرب

اليهود العرب
حلوة زحايكة

سوالف حريم
اليهود العرب
وممّا لفت انتباهي أثناء رفقتي لوالدتي –شافاها الله- في مستشفى هداسا –على جبل المشارف، هو سيّدة يهودية، ترقد على سرير الشّفاء في نفس الغرفة التي ترقد فيها والدتي، وهذا أمر عاديّ بالطبع، رغم أنّ وضعها الصحي ليس على ما يرام، لكن اللافت هو أنّ ابنة هذه السّيدة وهي في الخمسينات من عمرها، جاءت تزور والدتها المولودة عام ١٩٣٠، ولا جديد حتى الآن، لكن الجديد اللافت هو أن الابنة الزائرة جاءت تحمل "آي باد" فيه تسجيل لمسلسل حمّام الهناء السّوري، الذي يقوم بدور البطولة فيه عدد من نجوم الفن السوري، منهم "غوار الطوشه، حسني البرزان، ياسين وفطوم حيص بيص" فتحت المسلسل قريبا من وجه والدتها التي تعيش في شبه غيبوبة، تكلّمت مع والدتها برقّة زائدة وهي تقول بالعربية:"هذا غوار وفطوم اللي بتحبيهن يا ماما"، الأمّ تنتبه للمسلسل، تبتسم، لكنها لا تقوى على الكلام، لكن السعادة كانت بادية على وجهها وهي تتابع المسلسل بين صحو وغفو، وتواصل الابنة الحديث مع والدتها باللهجة الشامية، فتلتفت الأمّ إلى وجه ابنتها سعيدة، دون أن تقوى على الكلام.
استمعت للحديث البنت مع والدتها، وشاهدت تقاسيم وجه الأمّ وهي تتابع المسلسل، ومع أنني لا أعلم متى هاجرتا من وطنهن سوريا، لكنني أكبرت فيهما تعلقهما بثقافتهما الأولى، وهي الثقافة العربية، ولا غرابة في ذلك فهما من اليهود السوريين العرب. وعجبت ممن استطاعوا تحويل الدين إلى قومية.
6-11-2016