غزو النساء للكرسي الرئاسي.. استغلال للفرص أو ضعف المنافسة الرجالية!

غزو النساء للكرسي الرئاسي.. استغلال للفرص أو ضعف المنافسة الرجالية!
نساء على الكرسي الرئاسي
خاص دنيا الوطن - صلاح سكيك
يشهد العالم الحديث ظاهرة تتمثل بسيطرة النساء على سدة الحكم في أغلبية الدول العظمي، هذه السيطرة لم تكن لتحدث إلا تأكيدًا من هذه الدول على أحقية المرأة بشغل جميع المناصب السيادية في الدولة.

وتقترب المرّشحة الديمقراطية "هيلاري كلينتون"، من زعامة البيت الأبيض، فمعظم وسائل الإعلام أكدت أن كلينتون هي الخليفة المحتملة لبارك أوباما، نتيجة خبرتها السياسية الكبيرة من جهة، ولضعف المنافسة مع المرشح الجمهوري، "دونالد ترامب" الذي تلاحقه فضائح أخلاقية من جهة أخرى.

لكن قبل تجربة كلينتون هناك تجارب أخرى كانت ولا زالت فيها المرأة رأس  حربة دولتها، وسيدة صناعة القرار السياسي، بل وتستطيع أن تهزم الرجل في العديد من القضايا، على سبيل المثال، التجربة الأكبر التي تمثلت بوصول "أنجيلا ميركل"، إلى حكم ألمانيا، وزعامة تيريزا ماي لبريطانيا، وأيضًا في أمريكا اللاتينية، ديلما روسيف رئيسة البرازيل التي غادرت الرئاسة مؤخرًا، ورئيسة الأرجنتين السابقة كريستينا فيرنانديز، إضافة لوصول المرأة الكورية الجنوبية إلى زعامة دولتها من خلال بارك غيون هاي، إذن وصول المرأة للحكم غير مقتصر على الأوروبيين وإنما حتى في قارات أخرى كأسيا والأمريكيتين.

ليس ضعفاً بالرجال

الخبير في العلاقات الدولية، د. علاء أبو طه، رأى أن سيطرة النساء على سدة الحكم في الدول الأكبر في العالم لا يرجع ذلك لقلة حيلة الرجال أو ضعف المنافسة مع المرشحين.

وأرجع أبو طه أسباب ذلك إلى استغلالهن للفرص المتاحة، والعنصر المادي، والدعم الحزبي لهن، اضافة لاستغلال وسائل الاعلام على الوجه الأفضل، فولوج المرأة لسدة الحكم في الدول العظمى، أمر طبيعي نتيجة التغيرات التي شهدها العالم مؤخرًا.

وأشار إلى أن العالم الآن يتجه نحو التغيير، فكل السبل تؤدي الى زيادة تحرر المرأة بشكل كامل حتى في بعض الدول النامية، مؤكدًا أن الأوروبيين مازالوا يعانون من عقدة انتقاص تجاه المرأة الأوروبية حتى وإن وصل بعضهن لأعلى الهرم السياسي.

وتابع: "بريطانيا العظمى رغم حرياتها وإرثها التاريخي، فإنها سمحت للمرأة بحق التصويت والانتخاب فقط في العام 1956".

جيل نسائي قيادي

المُحللّة السياسية رهام عودة قالت: إن بروز جيل قيادي من النساء الغربيات اللواتي يتمتعن بشخصيات قوية ومهارات قيادية عليا مثل ميركل، أدى لرفع ثقة المواطن الغربي بأحقية وصول المرأة لرئاسة الدولة.

وأضافت، تحقيق الرفاهية لدى الدولة هو مطلب أساسي لسكان جميع الدول الغربية، ونجحت على سبيل المثال رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر المعروفة بـ "المرأة الحديدية" في تحقيق هذا الهدف، وبالتالي هذا يؤدي في نهاية المطاف إلى نجاح تجربة المرأة السياسية.

مراعاة الجِنّدر

وتعتقد عودة، أن سبب تولي معظم النساء الغربيات لمراكز قيادية حساسة في العالم يعود بالأساس إلى السياسة الدولية والنظام العالمي الجديد المتجه نحو تمكين المرأة في كافة المجالات والوصول لأماكن قيادية عليا مثل منصب رئيس الوزراء، وذلك من مبدأ دعم حقوق المرأة السياسية ومراعاة الجِنّدر، وتطبيقًا للاتفاقات الدولية ومطالب الأمم المتحدة الداعمة للمرأة، حيث من ضمن أحد أهم أهداف الألفية للأمم المتحدة 2015، وتحديدًا البند الثالث الذي نص على  تعزيز المساواة حسب النوع الاجتماعي وتعزيز دور المرأة في صنع القرار.

ولفتت إلى أن هناك عددًا كبيرًا من الدول المتقدمة كبريطانيا وفرنسا قد وقعت أيضًا على عدة اتفاقيات دولية متعلقة بحقوق المرأة، مثل اتفاقية (سيدّاو) التي صدرت عام 1979، ونصت على القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، واتفاقية الحقوق السياسية للمرأة التي صدرت عام 1952 ، والتي أكدت على أن للنساء أهلية تقلد المناصب العامة وممارسة جميع الوظائف العامة المنشأة بمقتضى التشريع الوطني، بشروط المساواة بينهن وبين الرجال، دون أي تمييز.

وتابعت: "لذا تحاول الدول المتقدمة تطبيق تلك الاتفاقيات الدولية وأن تكون قدوة لدول العالم الثالث عن طريق دعم وصول النساء إلي مراكز قيادية وللترويج لحقوق المرأة والمساواة بينها وبين الرجل".

وأشارت عودة، إلى أن وصول المرأة الغربية لتلك المنصب يدل على زيادة الوعي السياسي لدى الأحزاب السياسية الكبرى بالغرب، حول ضرورة دعم الحقوق السياسية للمرأة وتمكينها سياسيًا وإعطائها الفرصة لصنع القرار وعدم اقتصار عملية اتخاذ القرارات على الرجال.

التعليقات