الأونروا تصدر تقرير الوضع الطارئ الإصدار رقم "167"

رام الله - دنيا الوطن
كتب مدير عمليات الأونروا في غزة السيد بو شاك مقال رأي نشرته وسائل الإعلام المحلية والإقليمية بشكل واسع، حيث يتناول المقال آثار الحصار على القطاع الساحلي والذي يدخل عامه العاشر في هذا العام، بدأ السيد بو شاك بمقولة للسيد علي البالغ من العمر 36 عام والذي يعمل نادل في إحدى مقاهي مدينة غزة، ولد علي في غزة ولحوالي 10 سنوات يعيش تحت وطئة حصار مشدد مفروض على غزة من الجو والبحر والبر، فقال علي للسيد بو شاك: " لقد نجوت من الحروب الثلاثة الماضية ولكن المشكلة ليست هنا، فالحروب في هذا المكان تأتي وتذهب. ولكن الصراع الأكبر يكمن في عدم فقدان الأمل. 

والطريقة الوحيدة التي يمكنني من خلالها القيام بذلك هي الانسحاب بعيدًا، وخلق عالمي الخاص والنسيان"، وأشار السيد بو شاك أن الحصار يُبقي علي وبقية السكان البالغ تعدادهم 1.8 مليون نسمة في غزة معزولون ومقيدون في مساحة ضيقة 365 كيلومتر مربع، وتعتبر غزة من أكثر الأماكن في العالم ازدحاماً وتعاني من الفقر الشديد وتكرار الصراعات، وتحدث أيضاً السيد بو شاك عن أثر الحصار على السكان في قطاع غزة خلال مؤتمرٍ صحفيٍ عقد في مدينة غزة في الاسبوع الماضي، وأكد فيه على أن القيود المشددة المفروضة تؤدي إلى مزيد من الإحباط والتشاؤم واحتمالية التطرف أيضاً، ومن الممكن مشاهدة المؤتمر الصحفي عبر الضغط هنا.

نظمت كلية مجتمع تدريب غزة (GTC) التابعة للأونروا حفل تخريج للإحتفال بإبداعية وابتكار طلابها الذين أتمّوا عدة دورات تقنية وحرفية متنوعة، وحضر السيد بو شاك مدير عمليات الأونروا في غزة الاحتفالية إلى جانب عدد من كبار موظفي الأونروا، والـ300 خريج وأولياء أمورهم، وقد اشتملت الاحتفالية على معرض عُرض فيه نماذج لأفضل أعمال الطلاب. 

في عام 2016، سيتخرج من كلية تدريب مجتمع غزة ما مجموعه 730 طالب، وفي نفس الوقت، بدأ حوالي 1,230 طالب تعليمهم وتدريبهم التقني والحرفي في كليتي التدريب المهني التابعتين للأونروا في مدينة غزة وفي مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة في شهر سبتمبر وذلك للعام الدراسي الجديد 2016-2017، إضافة إلى ذلك بدأ حوالي 470 شاب تدريبهم العملي في السوق المحلي بعد أن أكملوا تدريبهم في كلية تدريب مجتمع غزة. وفي المجموع العام يحصل أكثر من 2,220 شاب حالياً على التدريب في كلا الكليتين، والكثير ممن التحق في الكليتين هم من أكثر العائلات ضعفاً وفقراً في غزة: 50% من جميع الطلاب المسجلين مصنفون على فئة شبكة الأمان الاجتماعي (SSN) في الأونروا (أي الأسر التي يعيش الفرد فيها بأقل من 1.74 دولار في اليوم)؛ و 29% من الطلاب من العائلات المصنفة على فئة الفقر المطلق (أي الأسر التي يعيش الفرد فيها بأقل من 3.87 دولار في اليوم). وحتى اليوم، أكمل أكثر من 22,000 طالب تعليمهم وتدريبهم في برنامج التعليم والتدريب التقني والحرفي (TVET) لدى الأونروا.

يعتبر فريق التواصل مع المجتمعات (CwC) جزء من مكتب الاتصال والتواصل في مكتب غزة الإقليمي للأونروا، حيث يتشارك الفريق مع منظمة (أوكسفام) العالمية في ترأس أول مجموعة عمل التواصل مع المجتمعات/والمساءلة في غزة. تأسست مجموعة العمل من خلال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية (أوتشا) والذي أسس في السابق مجموعات عمل التواصل مع المجتمعات في ميادين أخرى لتنسيق نشاطات التواصل المجتمعي ولتجنب أية ازدواجية في العمل، وتبادل أفضل الممارسات ومناقشة القضايا والمسائل التقنية. 

وشملت مجموعة العمل أيضاً على مشاركين آخرين مثل المجلس النرويجي للاجئين (NRC)، منظمات محلية غير حكومية وكذلك ممثلين من وزارة الشؤون الاجتماعية. وركزت مجموعة العمل على ثلاثة أبعاد؛ معالجة احتياجات المعلومات والاتصالات الطارئة للأشخاص النازحين داخلياً (IDPs) في غزة وذلك من خلال تحليل المعلومات المتاحة حول احتياجات الاتصالات، تطوير دليل اتصالات واسع النطاق/القطاعات من التواصل مع المجتمعات (CwC) لأوقات الطوارئ بحيث يخدم في زيادة التنسيق والتراسل بين الفاعلين في المجال الانساني في أوضاع الأزمات وغير الأزمات، وأيضاً من أجل تعميم ممارسات التواصل مع المجتمعات بين المنظمات المحلية والدولية العاملة في قطاع غزة.

أجرت إذاعة صوت ألمانيا (دويتشه فيله – DW) الألمانية مقابلة مع المفوض العام للأونروا السيد بيير كارينبول والتي ركز فيها على أعمال الأونروا في غزة وسوريا، وأكد المفوض العام على الأثر النفسي الذي يواجهه الفلسطينيين في غزة، وكذلك عن الإعاقات في إعادة الإعمار بفعل الحصار القائم على غزة

 وأضاف السيد كارينبول أن على المجتمع الدولي أن يضمن عدم نسيان/أو تجاهل اللاجئين الفلسطينيين: "إذا ما قمنا بتقليل أو تقليص خدماتنا التعليمية التي يستفيد منها نصف مليون فلسطيني من البنين والبنات في المنطقة، فإن ذلك لن يؤثر فقط على كرامتهم وآمالهم المستقبلية ولكنه عامل سيؤثر على الاستقرار الإقليمي".

 وقد تبع المقابلة تقرير صغير عن جهود الأونروا في غزة فيما يخص إعادة الإعمار وتوزيع المساعدات الغذائية، وتم تصوير التقرير من قبل فريق الإذاعة الألمانية عبر تنسيق وتسهيل من مكتب الاتصال والتواصل للأونروا في غزة.

في 19 أكتوبر أحاط المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط السيد نيكولاي ميلادينوف مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حول الوضع في الشرق الأوسط، وأشار أن تركيز المجتمع الدولي على المسألة الفلسطينية ذهب إلى مأساة سوريا وعلى غيرها من الأماكن في المنطقة، ولكن لا يجب السماح أن تُصبح مشكلة ثانوية. وقال: "إن عدم القدرة على الرؤية ما وراء الأفق وادراك مكاسب حل الصراع العربي الإسرائيلي وإنهاء الاحتلال وتأسيس حل الدولتين الذي يُلبي الطموحات الوطنية لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين على حدٍ سواء، حيث يُعد ذلك خسارة تاريخية للمنطقة بأكملها". 

وأشار المنسق الخاص أيضاً أن غياب التقدم أدى إلى الإحباط وتنامي حالة الغضب بين الفلسطينيين، وبذلك فهو يكرر الرسالة التي وجهها مدير عمليات الأونروا في غزة السيد بو شاك والتي أدلى بها في المؤتمر الصحفي الذي نُظم في غزة في 17 أكتوبر. كما تحدث السيد ميلادينوف أيضاً عن زيارته الأخيرة إلى غزة والذي شهد فيها: "خلو/فراغ المستودعات من مواد البناء

 حيث تتباطئ عملية إعادة الإعمار بشكل ملحوظ"، حيث أرجع ذلك أنه بفعل القيود على الواردات إلى غزة؛ ولا يوجد مشاريع إعادة إعمار سكنية موافق عليها منذ شهر مارس، وتابع أيضاً ومضيفاً أنه في الأيام الماضية ألغت إسرائيل 80 من المشاريع الموافق عليها والتي بدأ بعضها بالفعل، وختم إحاطته أمام مجلس الأمن محذراً أولئك: "الذين يؤمنون أنه بالإمكان معاقبة السكان في غزة عبر الإغلاقات أو فرض قيود على إدخال مواد البناء التي تعتبر حيوية للاقتصاد، فعليهم أن يعلموا أن درجة الحرارة/حالة الغليان في غزة آخذة بالارتفاع".

في التقرير الاجتماعي الاقتصادي والذي يغطي الربع الثاني من عام 2016، أوجز مكتب المنسق الخاص لمتابعة عملية السلام في الشرق الأوسط التابع للأمم المتحدة (UNSCO) مرة أخرى الحال الكئيب لاقتصاد غزة والمخنوق بحصار مستمر منذ أكثر من تسعة سنوات، إن الناتج الإجمالي المحلي الحقيقي في غزة تقلص بحجم 4.8% في الربع الثاني مقارنة مع الربع السابق من العام نفسه، وفي الربع الثاني شكل الاقتصاد في غزة 24% من الاقتصاد الفلسطيني الاجمالي، وهو ما يعتبر أقل بحوالي الثلث عن الربع الأول. إضافة إلى ذلك، خلال عام واحد تقلصت قطاعات الزراعة والحراجة والأسماك في غزة بـ25.6% في الربع الثاني لهذا العام، وتقلص قطاع الإنشاءات بـ11%. وكما أشار الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أن معدل البطالة تجاوز 41%، وأن قطاعات الإدارة العامة والدفاع استمرت في أن تكون الموظِف الأكبر للأشخاص في غزة. 

وبشكل عام، ازداد العجز المالي الفلسطيني بـ 391.5- مليون دولار أو 11.6% من الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثاني لعام 2016 (من 8.4% من الناتج المحلي الإجمالي في الربع الأول من نفس العام). وقد نتج هذا الانخفاض بشكل أساسي بسبب العجز الأكبر في مجال السلع والخدمات.

 واستمرت إسرائيل في أن تكون المتحكم في الصادرات، وكذلك استمرت غالبية الواردات في الدخول من إسرائيل. وبحسب مكتب تنسيق الشؤون الانسانية، خرجت من غزة 453 شاحنة محملة بالبضائع في الربع الثاني من عام 2016، مقارنةً مع بـ595 شاحنة في الربع الأول من نفس العام. في عام 2000، كانت تخرج من غزة ما معدله 1,271 شاحنة (صادرات) في الشهر؛ وفي عام 2007، عندما فُرض الحصار، انخفض الرقم إلى 481 شاحنة في الشهر، وبعد عام من ذلك تراجع العدد إلى 3 فقط في الشهر.

آخر المستجدات:

خلال اسبوع إعداد التقرير، تمكنت الأونروا من توزيع أكثر من 1.7 مليون دولار أمريكي على النحو التالي، (951,000 دولار) لإعادة الإعمار، و(759,000 دولار) لأعمال إصلاحات الأضرار البالغة. حيث سيصل التمويل إلى ما مجموعه 242 عائلة لاجئة في أنحاء مختلفة من قطاع غزة، وستتمكن العائلات من استلام هذه الدفعات النقدية هذا الأسبوع.

سيصدر في تقرير الاسبوع القادم تقرير مفصل عن آخر مستجدات الإيواء.

خلال اسبوع إعداد التقرير، فتحت القوات الإسرائيلية النار على المناطق الفلسطينية على طول السياج الحدودي وعلى قوارب الصيادين بشكل يومي.

استمر المواطنون - معظمهم من الشباب - في الاحتجاج بالقرب من السياج الحدودي، للتعبير عن دعمهم للمسجد الأقصى وتضامناً مع الفلسطينيين في الضفة الغربية. وخلال تلك الاحتجاجات اقترب بعض المحتجين من السياج الحدودي وقاموا بإلقاء الحجارة على نقاط المراقبة الإسرائيلية، ردّت القوات الإسرائيلية بإطلاق النار وقنابل الغاز المسيل للدموع؛ وأدى ذلك إلى إصابة شخص واحد.

كما نُظمت احتجاجات أخرى خلال اسبوع إعداد التقرير، تضامناً مع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وكذلك مظاهرات مطالبةً الأونروا بمزيد من الخدمات.

أطلقت الطائرات الإسرائيلية صاروخاً واحداً على موقع مراقبة يتبع لحركة حماس في شمال قطاع غزة، ولم يبلغ عن وقوع إصابات. وأطلق مسلحون صاروخ تجريبي من غزة تجاه البحر، ولم يبلغ عن وقوع إصابات. ودخلت أربعة جرافات إسرائيلية بعمق حوالي 50 متر داخل مناطق في غزة لإجراء عمليات تسوية وتمشيط، ومن ثم انسحبوا في نفس اليوم.

اندلع حريق داخل أحد المنازل في جنوب قطاع غزة بسبب تماس كهربائي، وجرح بسببه أربعة أشخاص، إضافة إلى ذلك، فتح مسلحون النار من سيارة وقتلوا شخص يبلغ من العمر 47 عام؛ وكان الدافع وراء مقتله انتقام وثأر عائلي، إضافة إلى ذلك، توفي مسلحان في انهيارين لنفقين مختلفين.


"لا تعتمدن على أحد، إبدأن في مشاربعكن الخاصة"
برنامج التمويل الصغير في الأونروا يدعم اللاجئين الفلسطينيين في الاعتماد على أنفسهم والاستقلالية في ظل الأزمة الاقتصادية

افتتحت فدوى أبو شعيب البالغة من العمر 59 عام مشروع عمل في مجال التطريز بدعم من برنامج التمويل الصغير في الأونروا
جميع الحقوق محفوظة: الأونروا غزة 2016، تصوير رشدي السراج.

تعيش اللاجئة الفلسطينية فدوى أبو شعيب البالغة من العمر 59 عام في منطقة التفاح شرق مدينة غزة، وفي عام 2007 حصلت فدوى على أول قرض، وكانت زبوناً لبرنامج التمويل الصغير في الأونروا في غزة، وفي ذلك العام في 2007 تكون مشروعها من بيع الحيوانات الأليفة – غالباً الأرانب والطيور – للغزيين، إلا أنها فقدت جميع الحيوانات خلال صراع عام 2008 في غزة، وأفلس مشروعها نتيجة لذلك. وبعد أربعة أعوام، حاولت فدوى مرة أخرى وحصلت على قرض آخر من الأونروا لافتتاح مشروع لأعمال التطريز.

وقالت فدوى في تعليقها على ذلك: "يعاني زوجي من السرطان، وأنا المعيل الرئيسي في العائلة، ويعتبر مشروع عملي مصدر الدخل الوحيد، ويقدم أيضاً الدخل إلى ابنتي المتزوجتين وكذلك لزوجات ولديّ الاثنين، واللواتي يعملن معي في المشروع".

تستخدم فدوى القروض من الأونروا لشراء المواد الخام لإنتاج منتجاتها التي تقوم ببيعهم إلى البائعين، بالرغم من انهيار اقتصاد غزة ومعدل البطالة المرتفع ومعدلات الفقر بسبب الحصار الإسرائيلي، إلا أن مشروعها تحسن على مر السنوات، وبينما عملت في البداية لوحدها، اليوم يوفر مشروعها دخلاً صغيراً لأربعة نساء أخريات.

وقالت بنوع من الفخر: "كل شهر، أقوم بتقسيم ما أكسبه إلى جزئين: الجزء الأول لشراء مزيد من المواد الخام والجزء الآخر كراتب لي ورواتب لابنتيّ وزوجتيّ ولديّ".

وتستخدم فدوى ما تكسبه لدفع تكاليف العلاج لزوجها وللدفع على تعليم أبنائها، إضافة إلى ذلك، لدى ثلاثة من أبنائها إعاقات ويتطلب ذلك طعام خاص وغالي الثمن بالإضافة إلى الحاجة لأدوات وعلاج.

وقالت فدوى أيضاً: "لا أكسب من مشروعي الأموال فقط، فهذا المشروع يعطيني الفرصة للتشبيك والتعرف على أشخاص ويساعدني على تحسين وتطوير مهارات التجارة وإدارة مشروع العمل، وهناك نساء يقدّرون ما أقوم به كإمرأة قوية ومستقلة، ونصيحتي إلى تلك النساء، لا تعتمدن على الآخرين، إبدأن مشاريعكن الخاصة حتى لو كان صغير وبسيط".

أطلقت الأونروا مبادرة التمويل الصغير في الأراضي الفلسطينية المحتلة في بداية التسعينيات، وتوسعت عمليات المبادرة إلى الأردن وسوريا في عام 2003، ومنذ 1991، قدمت دائرة التمويل الصغير حوالي 400,000 قرض بقيمة 440 مليون دولار؛ وفي قطاع غزة لوحده، قدمت دائرة التمويل الصغير أكثر من 112,000 بقيمة حوالي 132 مليون دولار؛ وتشكل النساء نسبة 41% من نسبة أصحاب المشاريع والعمل المستفيدين من تلك القروض، 28% منهم دون سن الـ30 عام. 

وبالقروض التي تقدمها، تستهدف الأونروا احتياجات القطاع الريادي في المجتمع، بما يشمل اللاجئين الفلسطينيين ذوي الدخول المتدنية والعائلات العاملة الفلسطينية، من أجل منحهم الفرصة لتحسين ظروفهم المعيشية وتوفير الاحتياجات الصحية والتعليمية لعائلاتهم، كما تقدم دائرة التمويل الصغير أيضاً للخريجين الجدد وطلاب الجامعات والمهنيين التدريب التقني المتنوع، بعض ذلك التدريب يركز على "طرق البحث عن عمل"، "إدارة المشاريع" و"التوعية حول النوع الاجتماعي".

تواجه الأونروا زيادة على طلب خدماتها ناتج من نمو وتزايد أعداد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين، ومن مدى ضعفهم ومن عمق فقرهم، يتم تمويل الأونروا بشكل كلي عبر تبرعات وإسهامات طوعية، وأن احتياجات النمو فاقت الدعم المالي.

وكنتيجة لذلك، فإن موازنة الأونروا للبرامج والتي تدعم تقديم الخدمات الأساسية تواجه نقصاً كبيراً، حيث من المتوقع أن يقف النقص في عام 2016 عند 74 مليون دولار. تدعو الأونروا جميع الدول الأعضاء على العمل بشكل مشترك من أجل بذل الجهود التي من شأنها تمويل موازنة برامج الأونروا، وإضافة إلى ذلك، تعمل برامج الطوارئ ومشاريع رئيسية في الأونروا في ظل وجود نقص كبير والتي يتم تمويلها من خلال قنوات تمويلية منفصلة.

بعد صراع عام 2014، تم التعهد بمبلغ 257 مليون دولار لدعم برنامج الأونروا للإيواء الطارئ، وذلك من أصل 720 مليون دولار تحتاجها الأونروا لذات البرنامج، مما يترك عجزاً مقداره 463 مليون دولار. تناشد الأونروا المانحين بشكل عاجل الإسهام بسخاء لبرنامجها للإيواء الطارئ من أجل تقديم الدفعات النقدية بدل الإيجار أو المساعدات النقدية للقيام بأعمال إصلاحات وإعادة بناء المساكن المتضررة للنازحين الفلسطينيين في قطاع غزة.

وكما تم تقديمه وعرضه في النداء الطارئ لعمليات الأونروا في الأراضي الفلسطينية المحتلة لعام 2016، تسعى الأونروا إلى توفير مبلغ 403 مليون دولار لتغطية أقل الإحتياجات الإنسانية للاجئين الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة. تطلب الأونروا 355.95 مليون دولار لبرنامج التدخلات في قطاع غزة والذي يشمل على 109.7 مليون دولار للمساعدة الغذائية الطارئة، و 142.3 مليون دولار لمساعدات الإيواء الطارئ، و 60.4 مليون دولار للمساعدات النقدية الطارئة العمل مقابل الإيجار، و 4.4 مليون دولار للعيادات الصحية الثابتة والمتنقلة و 3.1 مليون دولار للتعليم في أوقات الطوارئ. للمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الرابط التالي: النداء الطارئ للأراضي الفلسطينية المحتلة للعام 2016

إن القيود على حركة الأفراد والبضائع من وإلى قطاع غزة والتي طال أمدها قد ساهمت في تقويض الظروف الحياتية لـ1.8 مليون نسمة فلسطيني في قطاع غزة، حيث تمنع إسرائيل أيضاً الدخول أو الخروج من غزة سواء من البحر أو الجو. كما إن حركة الأفراد والبضائع من وإلى غزة مقيدة في 3 معابر: معبر رفح، معبر إيريز، ومعبر كرم أبو سالم. تتحكم السلطات المصرية بمعبر رفح، حيث تسمح بعدد محدود مصرّح له بالسفر من مرضى فلسطينيين وحالات إنسانية فقط. وتتحكم السلطات الإسرائيلية في معبر إيريز وتسمح بحركة موظفي الإغاثة والمساعدات وعدد محدود من المسموح لهم بالسفر حيث يشمل ذلك حالات طبية وإنسانية فلسطينية، أما معبر كرم أبو سالم والتي تتحكم به أيضاً السلطات الإسرائيلية تسمح من خلاله بحركة ومرور البضائع المسموح دخولها فقط.

كان معبر رفح مفتوح من 19 إلى 23 أكتوبر لدواعي إنسانية وللمسجلين من غزة مسبقاً، وأغلق في بقية أيام اسبوع إعداد التقرير.

 يتم فتح معبر إيريز في الأغلب 6 أيام في الاسبوع، حيث كان مفتوح لحملة الهوية الوطنية لفئات (الحالات الإنسانية، الحالات الطبية، التجار وموظفو الأمم المتحدة) والموظفين الدوليين من 18 إلى 20 أكتوبر، ومفتوح أيضاً في 25 أكتوبر، وفي 21 أكتوبر فُتح المعبر للمشاة فقط، وفي 23 أكتوبر فُتح المعبر للموظفين الدوليين وللحالات الانسانية الطارئة فقط، وأغلق في 22 و 24 أكتوبر بسبب الأعياد الإسرائيلية.

معبر كرم أبو سالم يعتبر المعبر الرسمي الوحيد لإدخال البضائع من وإلى غزة، وهو يعمل في الأغلب 5 أيام في الاسبوع، حيث كان مفتوح من 18 إلى 20 أكتوبر، ومفتوح أيضاً في 23 و 25 أكتوبر، وأغلق المعبر في 21 و 22 أكتوبر، وكذلك في 24 أكتوبر بسبب الأعياد الإسرائيلية.

في 7 يوليو 2014، أعلنت الأونروا حالة الطوارئ الإنسانية في قطاع غزة بعد حالة التصعيد العنيف، والذي شمل على قصف إسرائيلي مكثف جوي وبحري وإطلاق صواريخ فلسطينية، وقد خفت حدة الأعمال العدائية بعد التوصل إلى وقف مفتوح لإطلاق النار والذي دخل حيز التنفيذ في 26 أغسطس.

إن حجم الخسائر البشرية والدمار والخراب والنزوح الذي تسبب بها هذا الصراع الثالث في غضون 7 سنوات كان الأكثر مأساوية وغير المسبوق في غزة.

لقد قامت الأونروا خلال الـ50 يوم من الأعمال العدائية بالتجاوب مع الوضع بشكل غير اعتيادي، وهو ما مكنها من تقلد مكانة مرموقة كأكبر منظمة للأمم المتحدة في قطاع غزة، والمنظمة الوحيدة التي تتعاطى بشكل مباشر مع الوضع.

إن حجم الخسائر الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية بسبب الأعمال العدائية والصراع الأخير قد زاد من العبء على المجتمع الذي يعاني بالأساس من حجم الفقر والإحباط، حيث زاد من حالة الضعف وعدم الاستقرار السياسي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

دخل الحصار الإسرائيلي على غزة عامه العاشر في شهر يونيو 2016، وما زال يأتي بآثار مدمرة، حيث أن قدرة الناس على الوصول للأسواق وحريتهم في الحركة سواء بالخروج من غزة أو الدخول إليها تبقى مقيدة بشدة. الاقتصاد متهالك، وكذلك قدرته على إنتاج وظائف جديدة، حيث أصبح غالبية سكان قطاع غزة معتمدين على المعونة الإنسانية لتلبية الحاجات الأساسية. إن عدد اللاجئين الفلسطينيين المعتمدين على المعونة الغذائية للأونروا ازداد من 80,000 في عام 2000 ليصل إلى أكثر من 930,000 هذه الأيام.

بالرغم من حجم التحديات اليومية الهائلة ومن خلال تفاني وإخلاص فريق عمل الأونروا، فإن عمليات الأونروا تستمر في إعالة ومساعدة ما يقرب من 1.3 مليون لاجئ يعانون من اقتصاد منهك وانقسام سياسي وبنى تحتية مدمرة.

غزة: حقائق وأرقام

• سكان غزة من اللاجئين 1.3 مليوناً من أصل 1.9 مليوناً هو عدد سكان قطاع غزة (حوالي 70% من عدد السكان في قطاع غزة).

· يوجد في قطاع غزة 8 مخيمات للاجئين.

• يبلغ عدد أعضاء طاقم الأونروا في غزة حوالي 12,500 شخص.

· عدد مدارس الأونروا في غزة 267 مدرسة لحوالى 263,000 طالب.

• 21 مركز صحي تابع للأونروا.

· 16 مكتب إغاثة وخدمات اجتماعية تابع للأونروا.

· 3 مكاتب لتمويل المشاريع الصغيرة.

· 12 مركز لتوزيع المساعدات الغذائية لأكثر من 930,000 لاجئي.

· تعيش غزة تحت حصار مشدد من البر والجو والبحر منذ العام 2007.

· القيود القائمة منذ فترة طويلة على حركة الأفراد والبضائع أدت إلى تراجع التنمية في قطاع غزة.

· هناك احتمال بأن تكون غزة مكان غير صالح للعيش بحلول عام 2020، وكذلك عدم صلاحية مخزون المياه فيها للشرب بحلول 2016.