حزب الله.. هل نسي نفسه في سوريا؟

حزب الله.. هل نسي نفسه في سوريا؟
حزب الله
خاص دنيا الوطن – صلاح سكيك 
اتهامات كثيرة لازالت تطال حزب الله، منذ دخوله الصراع في سوريا، بأنه حرف بوصلته المقاومة وتخلى عن سلاح المقاومة، بعد أن كان يدافع عن القضية الفلسطينية، وخاض العديد من الحروب دفاعًا عن فلسطين، هذه الاتهامات تبدو منطقية لمرور أكثر من 10 سنوات على آخر مواجهة مع إسرائيل، والتي كانت في تموز 2006، حتى إن الحزب لم يرد على اغتيال إسرائيل بعض قادته العسكريين البارزين وفي مقدمتهم "سمير القنطار"، إضافة إلى قلة حدة خطابات حسن نصرالله، وندرة إشارته إلى فلسطين عن ذي قبل.

ومنذ أن أقحم الحزب نفسه في الصراع السوري والعراقي، ورفضه التدخل السعودي في اليمن، أضعف ذلك من حجم شعبيته في المحيط العربي، فهل ما يعرف بسلاح المقاومة سقط من أيدي الحزب اللبناني، أم أنه في مرحلة إعداد لما هو قادم؟

الكاتبة والمحللّة السياسية، "رهام عودة"، ترى أن حزب الله لازال جزءاً لا يتجزأ من حركات المقاومة الناشطة في الشرق الأوسط، وقد حظي  بشعبية كبيرة في فلسطين، لإصراره على مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.

وتابعت: "لكن انحيازه الأخير للنظام السوري، وتبعيته الكاملة لإيران شكل قلقًا كبيرًا لدى بعض الدول العربية ومن بينها دول الخليج بسبب مشروع إيران النووي ودعمها لبشار الأسد".

شعبية منخفضة

وذكرت عودة، أن تلك الأسباب أضعفت من شعبية الحزب في عدد كبير من الدول العربية، لأن قواته أصبحت تحارب جنبًا إلي جنب مع النظام السوري، الذي يُتهم دوليًا بأنه ينتهك حقوق المدنيين السوريين ويتسبب بتشريد آلاف النازحين في جميع أنحاء العالم، الأمر الذي جعل عددًا كبيرًا من الفلسطينيين غير مقتنع بتحالف الحزب مع النظام، وفق الكاتبة.

وفيما يتعلق بالاتهامات التي تطال حزب الله، بأنه تخلى عن المقاومة، أشارت المحللة السياسية، إلى أن الحزب اللبناني لم يتخل بشكل كامل عن المقاومة لإنه لازال يعتبر الاحتلال الإسرائيلي عدوه الاستراتيجي، لكن انشغاله وتورطه بالصراع في سوريا، جعله يؤجل مواجهته لإسرائيل بشكل مؤقت، وذلك بسبب رغبته في الاستعداد الجيد، مؤكدًة احتياج الحزب لوقت كافٍ لتعبئة قواته من جديد بعد أن فقد جزءاً كبيرًا من عناصره في الصراع السوري، ناهيك عن الخسائر الكبيرة التي مُنيّ بها خلال حرب تموز 2006.

ولفتت إلى أن الحزب يواجه انتقادات لبنانية كبيرة لاتهامه من قبل بعض السياسيين اللبنانيين بتوريط لبنان بالحرب، الأمر الذي جعل الحزب يتريث للرد على إسرائيل لحين حسم الصراع في سوريا لصالح النظام السوري، ومن ثم خوض الحرب المحتملة ضد إسرائيل.

استنزاف الحزب

المُطّلِع على الشأن اللبناني، اللواء المتقاعد "يوسف الشرقاوي"، اعتبر أن حزب الله مازال يحمل سلاحه دفاعًا عن القضية الفلسطينية، ومازالت فلسطين حاضرة على لسان "حسن نصرالله" أمين عام الحزب.

وأضاف الشرقاوي، في حديث خاص لـ(دنيا الوطن)، أن إقحام حزب الله في الصراع السوري، لم يكن أبدًا موقفًا بديلًا لحرف بوصلته عن القضية الفلسطينية، وإنما هذا التدخل يمثل موقفًا لرد الجميل لحلفاء الحزب هناك.

وربط الشرقاوي، ما يجري في سوريا بحرب تموز2006، وذكر أن المقاومة اللبنانية، تُستنزّف لصالح إسرائيل، وهذه المرة استنزفت مذهبيًا كما استهدف من قبلها الوجود الفلسطيني المقاوم في لبنان، وأجُبرت المقاومة الفلسطينية على مغادرة بيروت.

وتابع: "كلنا تستذكر كيف تم استنزاف إيران إبان ثورتها وكيف فرضت عليها الحرب، فكان هدف الولايات المتحدة الأمريكية آنداك هو تدمير إيران والعراق معًا، وهاهو يحدث الشي نفسه الآن مع حزب الله في سوريا".

إعداد وتجهيز

وأشار، إلى أن حزب الله لم يزج بقواته الأساسية في الصراع السوري، بل دخل بجزء بسيط  من قواته وعتاده، ولازالت قوته العسكرية والصاروخية في لبنان تعد العدة لنقطة الصفر، وفق تعبيره.

أما فيما يتعلق ببعض الاتهامات التي طالت الحزب الشيعي، بانه يخشى مواجهة إسرائيل، فقلل الشرقاوي من تلك الاتهامات، مؤكدًا على أن الحزب تم تأسيسه من أجل المقاومة، وهو الآن في مرحلة الإعداد والتجهيز لما هو قادم، فلا يمكن لحزب كبير وقوي في المنطقة أن يخشى مواجهة إسرائيل، بل إنه توّاق إلى فتح معركة مع الاحتلال، لتصفية حساباته، والرد على سلسلة اغتيالات قادته التي ثبت تورط إسرائيل فيها، بحسبه.

يشار إلى أنه من المتوقع أن يظهر حسن نصرالله، الأمين العام للحزب، السبت في إطلالة استثنائية ليخاطب أنصار حزبه ويتحدث في أمور الدولة اللبنانية الداخلية، ومن المتوقع أن يذهب للحديث عن الوضع في سوريا واليمن والعراق وفلسطين.

التعليقات