بعد انبعاث فرقة "العاشقين" مجدداً .. محمد الهباش لـ"دنيا الوطن": لهذا التزمنا بالزي العسكري والتشتت سبب توقفنا

بعد انبعاث فرقة "العاشقين" مجدداً .. محمد الهباش لـ"دنيا الوطن": لهذا التزمنا بالزي العسكري والتشتت سبب توقفنا
خاص دنيا الوطن - رفيف عزيز 
 "جفرا، من سجن عكا، ياظريف الطول، ياحلالي يا مالي" أغانٍ نرددها باستمرار ونعلم أنها جزء لا يتجزأ من التراث الفني في فلسطين، لكن بعض جماهير الجيل الحديث لا يعلمون أن فرقة "العاشقين" هم الجندي المجهول وراء هذه الأغاني الخالدة التي أشعلت الانتفاضة الأولى بأغاني ثورة تعيش حتى الآن في قلوب الفلسطينيين.

تلك الفرقة التي تأسست عام 1977 في دمشق وتوقفت لأكثر من عقد من الزمن عادت من جديد بنفس الأعضاء وبعض الوجوه الجديدة بعد إعادة لم شملها بداية عام 2010.

أسئلة كثيرة تتبادر إلى الذهن حول غيابهم وعودتهم وما بين ذلك، يجيب عليها أحد مؤسسي الفرقة "الملحن محمد هباش" في هذا اللقاء:

 في عودة إلى تاريخ مشرف .. من هو محمد الهباش وكيف بدأت موهبتك التي ساهمت في إثراء تاريخ أغاني الثورة الفلسطينية؟

ترعرعت في عائلة فنية، ودرست الموسيقى في المعهد العربي في دمشق، وبدأت بتسجيل أغاني في برنامج "افتح يا سمسم" حين كان عمري 6 سنوات، وتلازم ذلك مع بدء تأسيس فرقة العاشقين الفلسطينية، بعدها بدأت العمل الفني في عام 1977 مع فرقة أغاني العاشقين الفلسطينية مع عدد من إخوتي.

كانت الموسيقى تجري في دمي بسبب تأثري بوالدي أبو زيد الذي كان من عازفي آلة المجوز في فلسطين، فلم يكن هناك فرح أو عرس إلا كان الوالد موجوداً دائماً.

بعد نكبة 1948م وصل والداي إلى سوريا، وحضنا على دراسة الموسيقى بشكل أكاديمي، فكان خليل عازف على آلة العود والإيقاع، وكان خالد عازف على آلة القانون وورث عزف المجوز واليرغول من والدي، وكانت فاطمة تعزف على العود والإيقاع أيضاً، وكنت أنا أعزف على آلة الجيتار وبعدها آلة العود، وأحمد أخذ يعزف على آلة التشيلو وآلة نفخية هي الترمبون، ومن هنا تشكلت فرقة العائلة في السبعينيات، فرقة آل هباش انطلقت من فرقة العاشقين، بحكم عملهم في دائرة الثقافة بمنظمة التحرير الفلسطينية.

 كيف انتهى بك الأمر في مدينة هلسنبوري في السويد؟

بعد الأحداث في سوريا ومخيم اليرموك خرجت مع عائلتي في رحلة شتات جديدة كتبت علينا إلى أن استقريت في السويد.

 رغم تبدل الظروف السياسية تماماً إلا أنكم التزمتم بالزي العسكري على المسرح,, لماذا؟ وفي حال عودتكم إلى المسرح هل ستلتزمون بنفس الزي؟

العاشقين طوال مسيرتها الفنية الطويلة كان عناصرها يلتزمون باللباس العسكري للذكور والثوب الفلسطيني للإناث إلا في حالات معينة وبسبب بعض الظروف جعلتنا نرتدي اللباس العادي مثل ما حدث في حفلات العاشقين في الولايات المتحدة عام 1988م، نتيجة الظرف هناك ارتدينا الملابس العادية بدل الملابس العسكرية.

وهناك مناسبات معينة وجب علينا فيها ارتداء الملابس العسكرية خاصة بحفل عدن الشهير 1983.

أما حديثاً  من عام 2010 وحتى 2013 التزمنا باللباس العسكري في زيارتنا لغزة والضفة، لكن بعض الظروف تُحتم علينا اختيار أغان معنية وأيضاً لباساً عادياً مع الاحتفاظ بالثوب الفلسطيني كزي رسمي للفتيات طوال الفترة من عام 1977 وحتى اليوم.

 خلال فترة غياب ليست بقصيرة أبداً .. هل توقفت نشاطات الفرقة الفنية تماماً؟

بدأت أنا مع عدد من أفراد عائلتي بتكوين فرقة باسم العائلة في منتصف السبعينات ثم تأسست فرقة العاشقين، وكنا من نواة تأسيسها واستمررنا مع العاشقين المشوار الطويل إلى أن حصل الانشقاق في سوريا، ولفترة قصيرة توقفت العاشقين فأسست فرقة الجذور في مخيم اليرموك والتي كانت امتداداً للعاشقين ومن أغانيها المعروفة (سبل عيونه، زغردي يم الجدايل، البطل نادوا عليه، فلسطين مزيونة، هلي علينا يا بشايرنا هلي).
واستمرت الجذور في انتفاضة الأقصى وحتى حديثا في العمل بالجهود الذاتية

  هل كانت هناك نشاطات فردية؟ وماهي؟

عدا العمل الطويل مع فرقتي العاشقين والجذور، عملت كملحن ومؤلف موسيقي في أعمال كثيرة لمسلسلات وعروض للمسرح الراقص وأيضاً أغان وألحان لأعمال وطنية منها: مسلسل عياش ، التغريبة الفلسطينية، الدرب الطويل.

وحديثاً ساهمت مع العاشقين بعدة أغان منذ 2010 منها" أغنية إعلان الدولة، أعلنها يا شعبي، القدس والجدار، وع رجالها، وفلسطين لو نادت علينا".

على صعيد الألحان والغناء شاركت مع العاشقين بمجموعة حفلات خاصة في زيارتنا لغزة يناير 2013.

ما هو سبب غياب الفرقة الطويل؟ وكيف كانت العودة؟

فرقة العاشقين انتهت تقريباً عام 1993 وكنت أنا أسست فرقة الجذور وقدمت فيها أيضا مجموعة كبيرة من الأغاني والألحان في الانتفاضتينأالأولى والثانية.

أما العودة كانت بعدما أعدنا ترتيب وضع الفرقة الفني وانطلقنا من السويد، خاصة بعد التشتت والخروج من سوريا .

 كيف يتغلب أعضاء الفرقة على عائق المسافات خاصة أن كل عضو فيها في بلد ؟ وهل تتجمعون؟

هناك الكثير من الصعوبات خاصة أن جميع الأعضاء بالأصل من سوريا، وبعد الأزمة والتشتت أصبحنا موزعين في عدة دول، وحين نحاول أن نلتقي تواجهنا الكثير من العوائق ما اضطرنا أحياناً في بعض الحفلات والفعاليات إلى العمل بجزء من الفرقة.

  بعد عودة من غياب طويل .. كيف ستواكبون ألوان الغناء الحالية؟ وعن ماذا ستدور أغانيكم كون الأوضاع تغيرت بشكل جذري؟

أنا دائماً لدي أعمال جديدة  تناسب الواقع وكل مرحلة، وآخر أغنياتي هي "هواك فلسطيني" والتي تعبر عن كل  لاجئ فلسطيني في كل أماكن الشتات.

كذلك في بداية انتفاضة القدس قمت بتحديث وعمل توزيع جديد لعدد من الأغاني الوطنية القديمة ومنها أغاني الشهيد " سبل العيون وزغردي يم الجدايل".

 ماهي المعايير التي اتبعتها الفرقة في اختيار الأعضاء الجدد؟

بعد عودة العاشقين حديثاً يتم الانتقاء لاختيار من هم متعلمين بشكل مهني من معاهد موسيقية وعندهم الاحترافية.







 


التعليقات