توظيف الدراسات القرآنية في علاج المشكلات المعاصرة مؤتمر بجامعة الملك خالد بالمملكة العربية السعودية

رام الله - دنيا الوطن
تحت شعار توظيف الدراسات القرآنية في علاج المشكلات المعاصرة عقد المؤتمر الدولي القرآني الأول بقسم القرآن وعلومه بكلية الشريعة وأصول الدين بجامعة الملك خالد بالمملكة العربية السعودية لمدة ثلاث ايام المؤتمر وذلك برعاية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز آل سعود- أمير منطقة عسير حيث شارك 416 باحث من جميع البلاد الإسلامية ، تم تصفيتهم إلي 100 بحث من قبل لجنة علمية عالية المستوي من مصر شاركت الدكتورة أماني محمود عبد الصمد الباحثة بقسم أصول الشريعة بكلية دار العلوم جامعة القاهرة بحث (اتجاه التفسير عند الطاهر ابن عاشور وتوظيفه في علاج المشكلات السياسية)
ملخص البحث
وتوضح إن البحث المقدم منه يكشف لنا عن العوامل التي أثرت في مؤلفي تلك التفاسير، فلكل عصر أو بيئة تفسير يعد مرآة له، وكل نزعة فكرية في اتجاه التفسير تعكس حصيلة كل مفسر من ثقافة عصره، ومدى تمثله واستيعابه لما اختص نفسه به من هذه الثقافة، في حدود المحور الفكري الذي يدور تفسيره في فلكه، وفي هذا دليل على حيوية النص القرآني، وثرائه التعبيري الذي لا ينفد، ويكشف أيضًا عن مدى التزام هؤلاء المفسرين بالمنهج الذي وضعوا قواعده في بدايات تفاسيرهم، وما قدموه من جديد، والحديث عن ابن عاشور وتفسيره التحرير والتنوير خاصة له أهمية كبيرة؛ فابن عاشور مفكر ومجتهد له مكانته، وتفسيره عدّه العلماء موسوعة علمية قيمة.
ولقد رأيت ابن عاشور قد دخل جنان القرآن الكريم، فسبح بين نجوم إعجازه، وتنسم من عبير جمالياته، ونهل من كنوز علومه، فأنعش أفئدتنا من فيوضات رحمات الله فيه، فأفترض أن في هذا التفسير اتجاها جديدا، يعد رسالة إلى الأمة الإسلامية كلها؛ فيها العلاج لمشكلاتها في نظر ابن عاشور، فهو لا يكتب لنا شيئًا إلا وفيه جديد، فما بالنا بالتفسير، فلابد أن يأتي بتفسير لم يسبقه إليه أحد، ولم أجد أحدًا من الباحثين الذين تناولوا الحديث عن اتجاه ابن عاشور ومنهجه قد أقنعني بنتائج بحثه في هذا الموضوع، فأقبلت على البحث في هذا الموضوع، وهو يندرج تحت المحور الثاني للمؤتمر: توظيف الدراسات القرآنية في علاج المشكلات السياسية.
الهدف من البحث
وتقول الباحثة أن الهدف من البحث النهوض بالدراسات القرآنية، وتفعيل مناهج المفسرين المتنوعة في مجال الدراسات القرآنية لتؤدي دورها في علاج المشكلات المعاصرة؛ وذلك من خلال الكشف عن اتجاه التفسير عند الطاهر بن عاشور، ومعرفة كيفية توظيفه في علاج مشكلات الأمة الإسلامية عامة والمشكلات السياسية خاصة.
وتقول أنها اتبعت منهجا يقوم على: استقراء النصوص والشواهد واستنتاج نوع الاتجاه التفسيري عند ابن عاشور، وتحليل تلك النصوص للبرهنة على نوع الاتجاه عنده في تفسيره – الذي توصلت إليه- وإبراز أهم ملامحه وكيفية توظيف ابن عاشور له في علاج المشكلات السياسية التي تجد على الأمة الإسلامية. وتقول أن البث جاء من مقدمة، وتمهيد، وثلاثة مباحث، وخاتمة.
فَأَمَّا الْمُقَدِّمَةُ فَتَحْتَوي عَلَى: مَنْهَجِ الدِّرَاسَةِ، وَأَهَمِّيةِ الْمَوضُوعِ، وَسَبَبِ اخْتِيارِهِ، وَالدِّرَاسَاتِ السَّابِقَةِ، وَخُطَّةُ البحث.
وَأَمَّا التَّمْهِيدُ، فَقَدْ أَتَى بِعُنْوانِ: (اتجاهات تفسير القرآن في عصر ابن عاشور)
حيث تناولت فيه مفهــــوم الاتجاه وأنواعه؛ حيث يعتبر الاتجاه بوصفه مصطلحا من المصطلحات الحديثة، قد اختلف العلماء في تعريفه، وأدق تعريف له هو تعريف فضيلة الأستاذ الدكتور محمد الشريف–رحمه الله- الأستاذ بكلية دار العلوم جامعة القاهرة بأنه: مجموعة الآراء والأفكار والنظرات والمباحث التي تشيع في تفسير ما بصورة أوضح من غيرها، وتكون غالبة على ما سواها، ويحكمها إطار نظري أو فكرة كلية تعكس بصدق مصدر الثقافة التي تأثر بها صاحب التفسير ولونت تفسيره بلونها،وهو يختلف عن المنهج والطريــقة.
*وتناول المبحث الأول:(التعريف بابن عاشور وأثر عصره في اتجاه التفسير عنده)
من خلال مطلبين: الأول: عن حياة الطاهر ابن عاشور
والثاني: تحدثت فيه عن(عصر ابن عاشور وأثره في اتجاه التفسير عنده )
فلقد عاش ابن عاشور في مرحلة حرجة من مراحل تاريــخ الأمة الإسلامية؛ حيث إن الاستعمار كان يجوس خلال ديارها، وظهرت حركات الإصلاح لمجابهة هذا الدمار، وكان من أبرز زعماء حركات الإصلاح آنذاك.
*في حين جاء المبحث الثاني: ليكشف لنا عن اتجاه التفسير عند ابن عاشور
ثم جاء المبحث الثالث: بعنوان (توظيف ابن عاشور اتجاه التفسير في علاج المشكلات السياسية)وفيه مطلبان؛ الأول:بينت فيه منهج ابن عاشور في تفسيره
أما الثاني:فبينت فيه طريقة ابن عاشور في توظيف اتجاه التفسير لعلاج المشكلات السياسية)
التوصيات وتقول الباحثة بأنها توصلت في البحث إلي هده نقاط مهمة وهي
أولا. إن الطاهر بن عاشور قضي عمره في السعي إلى الإصلاح والتجديـد؛ ودعوته تعد امتدادا لدعوة الإمام محمد عبده والإمام محمد بن عبد الوهاب؛ حيث تأثر بزعماء الإصلاح في عصره إما بطريق مباشر؛ كتأثره بالإمام محمد عبده، أو بطريق غير مباشر؛ كتأثره بالشيخ محمد رشيد رضا الذي تأثر بدوره بالإمام محمد بن عبد الوهاب.
ثانيا : رأى ابن عاشور أن مقاصد الإسلام عامة تشمل كل العلوم، وفيها الحل لكل مشاكل المسلمين، فاتسم موقفه من العلوم كلها بالاستيعاب والتجديد، ونهج فيها الغربلة وإعادة التركيب، وفقًا للمقاصد.
ثالثا: اتجاه التفسير عند ابن عاشور اتجاه جديد، لم يسبق إليه، يتناول الكليات، ويضم كل الجزئيات التي اهتمت بها كل الاتجاهات، وهو الاتجاه المقاصدي، وقد سبقه الشاطبي بالإشارة إليه.
رابعا:الاتجاه المقاصدي في تفسير القرآن كما يعرفه ابن عاشور هو بيان ما يصل إليه المفسر أو ما يقصده من مراد الله تعالى في كتابه بأتم بيان يحتمله المعنى ولا يأباه اللفظ من كل ما يوضح المراد من مقاصد القرآن، أو ما يتوقف عليه فهمه أكمل فهم، أو يخدم المقصد تفصيلًا وتفريعًا، مع إقامة الحجة على ذلك إن كان به خفاء، أو لتوقع مكابرة من معاند أو جاهل.
خامسآ: منهج ابن عاشور تقليدي إجمالي؛ أي: يتناول كل سورة مجملًا القول فيها ثم مفصلًا، مع إبراز الوحدة النسقية لها، والالتزام بالترتيب التقليدي للسور حسب ترتيبها في القرآن الكريم.
سادسا: طريقة ابن عاشور في تفسيره تجمع بين الأصالة والتجديد، فلم يتحرر من القديم ويهاجمه كما فعل بعض المصلحين في عصره، ولم يقف عنده ويعكف عليه؛ بل عمد إلى ما أشاده الأقدمون فهذبه وزاده.
سابعا: وظف ابن عاشور اتجاه التفسير في حل مشكلات الأمة، ومن بينها المشكلات السياسية.
ثامنا:اعتنى ابن عاشور في علاجه للمشكلات السياسية بمعالم الإصلاح العامة وبيان أصول الدعوة إلى الله، وبيان فقه المصالح والمفاسد.
تاسعا: حرص ابن عاشور على ما يرفع من شأن الأمة فاعتنى بالقصص القرآني، واستلهام العبر من تلك القصص كي تعتبر الأمة بمن سبقها وتستقل عن غيرها . عن التوصيات تقول الباحثة من أهمها:
أولا: ضرورة توجيه الباحثين إلى دراسة مناهج المفسرين المتنوعة في مجال الدراسات القرآنية لتؤدي دورها في علاج المشكلات المعاصرة.
ثانيا: ضرورة التفصيل في دراسة طريقة ابن عاشور في توظيف اتجاه التفسير في حل مشكلات الأمة المتنوعة.
وقامت إدارة الجامعة بتكريمي ومنحي درع الجامعة وشهادة تقدير عن مشاركتي في المؤتمر وبعض الهدايا القيمة.