ماهو الإنجاز الذي يسعى الرئيس عباس إلى تحقيقه قبل رحيله من السلطة؟

ماهو الإنجاز الذي يسعى الرئيس عباس إلى تحقيقه قبل رحيله من السلطة؟
الرئيس الفلسطيني محمود عباس
خاص دنيا الوطن - صلاح سكيك
يتحدث الكثير من القادة والخبراء، عن إنجاز يسعى الرئيس "محمود عباس"، إلى تنفيذه خلال المرحلة الأخيرة من حياته السياسية، الإنجازات التي على طاولة الرئيس، تتلخص في أربعة خيارات أساسية، ويبدو أن أصعبهم هو تحقيق السلام مع إسرائيل، في ظل تعنت الحكومة اليمينية في إسرائيل، وانغلاق أو حتى "انعدام" الأفق، فيبقى هناك ثلاثة خيارات، قد يتم إنجاز أحدها على الأقل.

أبو مازن استطاع خلال العامين الأخيرين، أن يحمل القضية الفلسطينية في المحافل الدولية، واستطاع أن يجلب الاعتراف الدولي من بعض دول العالم، وقد يكون الإنجاز القادم هو توسيع رقعة الاعتراف الدولي بفلسطين، من خلال الرد على إسرائيل دبلوماسيًا، التي تزداد مقاطعة سياسية واقتصادية يومًا بعد يوم، بينما على النقيض أصبحت الدول تتقرب إلى فلسطين.

الإنجاز الثاني، هو تحقيق المصالحة الفتحاوية الداخلية، وقد يبدو أن هذا الخيار معقد لاعتبارات شخصية بجميع الأطراف الفتحاوية، التي لا تنسجم مع بعضها، منذ رحيل الرئيس ياسر عرفات.

إذن يبقى الخيار الأوحد والأقرب للواقع من وجهة نظر الكثيرين، هو تحقيق المصالحة الوطنية بين حركتي حماس وفتح، رغم أن مدخلاته تبدو معقدة، بسبب الإقليم العربي الذي يبدو غير ضاغط بما يكفي على الحركتين بسبب مشاكل تلك الدول الداخلية.

المصالحة مع حماس أقرب ولكن

المحلل والكاتب السياسي، د. ناجي شراب، قال: إن الدراسات والأبحاث، التي أجريت في العديد من دول العالم، والتي تتعلق بشخصية الزعماء، ذكرت أن جميع هؤلاء القادة، يسعوّن إلى تحقيق إنجاز فريد قبيل رحيلهم من سدة الحكم، حتى يظل هذا الموقف أو الإنجاز، عالقًا في ذاكرة التاريخ والشعب على أساس أن العبرة بالخواتيم.

وأشار شراب في حديث خاص لـ "دنيا الوطن"، إلى أن تحركات الرئيس الأخيرة، حول المحور العربي والإسلامي، تبدو أنها ذاهبة باتجاه، تحقيق المصالحة الوطنية مع حركة حماس، لاعتبار أن هذه الدول لها علاقات جيدة مع الحركة وأن لها ضغطُا محوريًا عليها.

وأضاف: "أبو مازن يعلم جيدًا صعوبة تحقيق السلام مع إسرائيل، أو على الأقل التسوية "الجغرافية" مع دولة الاحتلال، بسبب أن من يحكم الدولة العبرية هم أكثر الأشخاص تشددًا فيها.

ولفت إلى أن المصالحة قطعت شوطُا كبيرًا، ويبدو أن الرئيس يريد فعلًا تحقيقها، من خلال بوابة تركيا التي أعادت علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل، ودولة قطر التي لها ثقل على رئاسة المكتب السياسي لحماس، وتحديدًا "خالد مشعل".

وقارن شراب بين المصالحة الفتحاوية والمصالحة الوطنية، حيث ذكر أن تحقيق الأخيرة أقرب من الأولى، لأن الأولوية الوطنية تطغى عليها من جانب، إضافة إلى أن المصالحة الفتحاوية رغم سهولتها لكن تبدو أن من يحكمها لن يتنازلوا عن مواقفهم المتشددة، بسبب التصعيد الإعلامي المتكرر، بين جميع الأطراف، رغم أن المصالحة الفتحاوية تنتهي بمجرد عودة المفصولين من فتح.

وذكر المحلل السياسي، أن الرئيس بات يدرك أكثر من أي وقت مضى، بأن عمره السياسي أشرف على الانتهاء، وأن السلطة تريد أن تكون قريبة من الشعب الفلسطيني، وأن عليها تحقيق الحلم المنتظر بإعلان تحقيق المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس.