سيادة المطران عطا الله حنا لدى استقباله وفدا من الاتحاد البرلماني الدولي في جنيف : " سنبقى ندافع عن قضايا الارض والانسان ولن نتخلى عن انتماءنا الوطني"

رام الله - دنيا الوطن
استقبل سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم وفدا من الاتحاد البرلماني الدولي ومقره في مدينة جنيف السويسرية .سيادة المطران استقبل الوفد اولا في كنيسة القيامة حيث قاموا بمعاينة الترميمات الجارية حاليا داخل القبر المقدس كما وتجولوا داخل الكنيسة واستمعوا الى بعض الشروحات والتوضيحات عن اهميتها الروحية والتاريخية والحضارية .

ومن ثم استمع الوفد المكون من 15 شخصية الى محاضرة من سيادة المطران الذي تحدث باسهاب عن مدينة القدس وما تتعرض له من استهداف يطال مقدساتها ومؤسساتها وشعبنا الفلسطيني .

سيادة المطران اكد في كلمته بأننا نحترم خصوصية المدينة المقدسة التي يكرمها المؤمنون في الديانات التوحيدية الثلاث ولكننا نرفض العنصرية والتطرف كما اننا نرفض ما يتعرض له شعبنا الفلسطيني في المدينة المقدسة من ممارسات وسياسات هادفة لاضعاف الوجود العربي الفلسطيني في القدس .

لا يمكننا ان نقبل بأن يعامل الفلسطينيون كضيوف في مدينتهم ولا يمكننا ان نستسلم لسياسات الاحتلال وممارساته بحق شعبنا ولا يمكننا ان نقف مكتوفي الايدي متفرجين على ما يمارس بحق ابناءنا من ظلم واضطهاد واستهداف يطال كافة مرافق حياة الفلسطينيين في المدينة المقدسة .

اننا نؤكد كفلسطينيين بأننا لن نتخلى عن حقنا في القدس ولن نستسلم لسياسات الاحتلال مهما كانت التضحيات ، نحن متمسكون بالقدس ومتشبثون بمقدساتها وننتمي الى كل حبة تراب من ثراها المقدس.

اننا نرفض العنصرية بكافة اشكالها والوانها ونرفض التطرف الديني والعرقي ونعتقد بأن الاديان يمكنها ان تتفاعل فيما بينها خدمة للانسانية ودفاعا عن حقوق الانسان ورفضا للكراهية والتطرف والعنف ، اننا نرفض من يصنعون من الدين سورا يفصل الانسان عن اخيه الانسان ، فالاديان يمكنها ان تكون جسور محبة بين الانسان واخيه الانسان ، واننا نرفض التطرف الذي يلبس ثوب الدين لانه يسيء الى الدين ورسالته في هذا العالم ، وان ما اقدمت عليه سلطات الاحتلال منذ عام 48 وحتى الان لا يمكن تبريره بأي نصوص دينية لان الله لا يبارك القتل وامتهان كرامة الانسان وتشريد البشر واقتلاعهم من منازلهم ومن اراضيهم ، فلا يجوز للبعض ان يحللوا ما حرمه الله ، وفي الوقت الذي فيه نعلن رفضنا للصهيونية وسياساتها وعنصريتها واستهدافها لابناء شعبنا ، فإننا نرفض كافة المظاهر العنصرية العنفية الهمجية الارهابية التي تعصف بمنطقتنا العربية تحت مسميات متعددة ومختلفة ، اننا نستنكر ما تقوم به الجماعات الارهابية التي تدمر وتخرب في مشرقنا العربي دون اي وازع انساني او اخلاقي ونعتبر الارهاب ظاهرة غير اخلاقية وغير حضارية يجب مقاومتها ومواجهتها ثقافيا وانسانيا وحضاريا ويجب ان يكون هنالك دور لرجال الدين والمثقفين والاعلاميين وغيرهم في مواجهة هذه الظاهرة التي تعصف بمنطقتنا وعالمنا وهدفها حرق الاخضر واليابس ونسف كل ما له علاقة بالتاريخ والحضارة والتعايش والثقافة في منطقتنا .

تحدث سيادته عن الحضور المسيحي في فلسطين وفي المشرق العربي وقال : بأننا في الوقت الذي فيه نستنكر سياسات الاحتلال بحق شعبنا الفلسطيني لا يمكننا ان نخفي قلقنا على مستقبل المسيحيين في بلادنا وفي مشرقنا حيث هجرة المسيحيين مستمرة ومتواصلة وهنالك مخطط ممنهج لافراغ منطقتنا من الحضور المسيحي الذي هو حضور اصيل في هذه المنطقة العربية، نحن قلقون على مستقبل المسيحيين في منطقتنا ولكننا في نفس الوقت لم ولن نفقد الامل لاننا نراهن اولا على تاريخنا وجذورنا العميقة في هذه الارض ونراهن على امتنا العربية التي الغالبية الساحقة من ابناءها يرفضون ظاهرة التطرف والكراهية والعنف والارهاب التي تعصف بمنطقتنا ويعتبرون بأن افراغ هذه المنطقة من مسيحييها هي خسارة لكل مكونات امتنا وليس فقط للمسيحيين .

نحن نعتقد بأن هذه الظواهر الدخيلة على مجتمعاتنا العربية والتي نلحظها في اكثر من مكان انما هي ظواهر عابرة كسحابة الصيف فلا يمكن للشر ان يبقى وان يستديم ونحن على ثقة تامة بأن امتنا العربية ستنهض مجددا من بين الركام من اجل ان نعيش معا وسويا في ظل الدولة المدنية الديمقراطية التي لا يتحدثون فيها بلغة الاقلية او الاكثرية بل بلغة الوطن والانسان والانتماء للارض ، هذا ما نتمناه لشعوبنا العربية ولشعبنا الفلسطيني .

قال سيادته بأن المسيحيين في فلسطين كما وفي سائر ارجاء منطقتنا العربية وبالرغم من آلامهم واحزانهم ومعاناتهم الا انهم لم يتخلوا عن انتماءهم الوطني ولن يتخلوا عن جذورهم الايمانية وثقافتهم الوطنية ، لن نتخلى عن قيمنا ومبادئنا واخلاقنا وسنبقى ملتزمين بقضايا الارض والانسان رافضين للاحتلال وممارساته ومعتبرين القضية الفلسطينية قضيتنا جميعا ورافضين للارهاب حيثما كان واينما وجد .

كما قدم سيادته للوفد وثيقة الكايروس الفلسطينية واجاب على عدد من الاسئلة والاستفسارات .