مؤسسة القدس الدولية تقدم إحدى عشرة ورقة بحثية تناولت تهويد القدس وآليات المواجهة سياسيًّا وإعلاميًّا

رام الله - دنيا الوطن
اختتمت مؤسسة القدس الدولية ورشة عمل بعنوان "تهويد القدس وآليات المواجهة السياسية والإعلامية" في العاصمة اللبنانية بيروت، بمشاركة ثلة من الباحثين والأكاديميين والشخصيات السياسية والإعلامية من دول عدة.

وانقسمت الورشة إلى ثلاث جلسات متتالية قدم خلالها الباحثون إحدى عشرة ورقة بحثية تعالج قضية تهويد القدس وسبل مواجهته سياسيًا وإعلاميًا، حيث جاءت الجلسة الأولى تحت عنوان "القدس في السياسة الإسرائيلية والإعلام العربي والإسرائيلي"، ترأسها سعادة النائب السابق الدكتور زهير العبيدي، وقدّم فيها الخبير في الشؤون الإسرائيلية د.عباس إسماعيل ورقة بعنوان "الرؤية السياسية الإسرائيلية تجاه القدس" تناول فيها مواقف الأحزاب الإسرائيلية من القدس واتجاهات الرأي العام الإسرائيلي في ضوء انتفاضة القدس.

كما قدّم الأستاذ هشام يعقوب، رئيس قسم الأبحاث والمعلومات في مؤسسة القدس الدولية، ورقة بعنوان "مخططات الاحتلال لتهويد القدس" تحدّث فيها عن مسارات تهويد القدس واستراتيجية الاحتلال لجعل القدس عاصمة موحّدة وأبدية ويهودية المعالم والسكان. أما الورقة الثالثة كانت بعنوان "التعاطي الإعلامي مع القدس إسرائيليًّا وعربيًّا"، عرض فيها الكاتب والإعلامي رأفت مرة ركائز الإعلام الإسرائيلي المتميز مقابل الإعلام العربي الضعيف في التعامل مع قضية القدس، مشدّدًا على أهمية الإعلام البديل في نقل صورة القدس للعالم وزيادة التعاطف العربي والدولي مع قضية القدس وأهلها، وتخلص الورقة إلى مجموعة من التوصيات أهمها محاولة التأثير في أصحاب القرار السياسي والإعلامي العربي.


الجلسة الثانية كانت بعنوان "المواقف السياسية تجاه القدس" ترأسها معالي الوزير السابق الدكتور طراد حمادة، وتضمنت أربع أوراق، قدّم الورقة الأولى مدير مركز مسارات الأستاذ الباحث هاني المصري، تحت عنوان "إشكالية الموقف الفلسطيني تجاه القدس"، استعرض فيها حال المقدسيينومعاناتهم وتغيّر الموقف الفلسطيني الذي أضعف صمودهم وزاد من شراسة الاحتلال الإسرائيلي في استهدافهم واقتلاعهم من أرضهم، وتدعو الورقة لتحمّل الكل الفلسطيني مسؤولية معالجة قضية القدس. وقدم الورقة الثانية الأستاذ زياد ابحيص المتخصص في الشأن المقدسي تناول فيها إشكالية تعريف مدينة القدس حيث لا يوجد تعريف واضح للنطاق الجغرافي المقصود بالقدس كمدينة رغم الاتفاق الضمني على القدس كرمزٍ ديني وحضاري على المستويين الإسلامي والعربي، ثم عرج على غياب استراتيجية الصمود ومواجهة التهويد رغم ما أثبته هذا الصمود من جدارةٍ ومن جدوى في تعطيل أهداف التهويد في المدينة.

وفي الورقة الثالثة التي قدّمها الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي د.رياض حمودة ياسين بعنوان "الدور الأردني: الواقع وآفاق التغيير"، تناول ياسين الدور التاريخي للأردن في الدفاع عن المقدساتفي القدس ونقاط القوة والضعف فيه، وناقش فكرة الوضع القائم تاريخيًا وسياسيًا وقانونيًا من خلال رؤية شاملة لتحولات المشهد السياسي الإقليمي والدولي. أما الورقة الرابعة قدمها الأستاذ الباحث في الشأن الفلسطيني ربيع الدنان بعنوان "تطور الموقف الدولي تجاه القدس" عرض خلالها المواقف الدولية بشأن القدس لا سيما الموقف الأمريكي والأوروبي، مع استعراض لأبرز القرارات التي تدين الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته بحق القدس مؤكدًا أهمية قرارات الأمم المتحدة رغم عجز تلك المنظمة الدولية عن تنفيذ قراراتها، لكنها تعتبر مرجعًا قانونيًا يُعْتد به عند الاحتكام للشرعية الدولية.


وترأس الجلسة الثالثة والأخيرة المدير العام لقناة فلسطين اليوم الدكتور أنور أبو طه والتي جاءت تحت عنوان "مركزية القدس واستراتيجية المواجهة"، حيث قدمت خلالها أربع أوراقٍ، وكانت الورقة الأولى بعنوان "القدس في الهبات والانتفاضات الفلسطينية: خلفيات الحضور وآليات الاستثمار"، أعدها الباحث في الشؤون الإسرائيلية الأستاذ عليّان الهندي موضحًا الأهداف الإسرائيلية في القدس، من إقامة القدس الكبرى وتقسيم الأقصى زمانيًا ومكانيًا وتهجير المقدسيين وتفريغ المدينة وإيجاد أغلبية يهودية في المدينة تصل إلى 80% بحلول عام 2028. والورقة الثانية أعدها الأستاذ الجامعي في العلوم السياسية د.أحمد سعيد نوفل بعنوان "مستقبل القدس في ظل الواقع والمواقف" أشار فيها إلى التهويد المادي والقانوني والإداري بالإضافة للتهويد الثقافي، محذرًا من إمكانية نجاح الاحتلال في تهويد القدس بالكامل في حال لم تتظافر الجهود العربية والإسلامية والفلسطينية للتصدي للاحتلال.


في حين قدم الورقة الثالثة المستشار في الشؤون الإعلامية والأوروبية الأستاذ حسام شاكر بعنوان "آفاق تطوير العمل الإعلامي للقدس"، أوضح فيها ضرورة توفير سمات معينة من أجل التطوير الإعلامي، الفعال أهمها: تحقيق المعايشة وإعادة صياغة موجات التأثير وتطوير الوعي بالجوانب المنسية والتثبيت الإعلامي للمقدسيين. أما الورقة الرابعة والأخيرة كانت بعنوان " نحو خيارات سياسية تتمسك بالقدس" أعدها القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومسؤولها في لبنان الأستاذ مروان عبد العال دعا فيها إلى الخروج من إطار الانتظار والمراقبة إلى الانصهار في الفعل الشعبي والعمل الجماعي، مقدّمًا اقتراحات لإعادة القدس لمحور الاستراتيجية الفلسطينية، أهمها وضع استراتيجية للعمل الفلسطيني في القدس، والتأكيد أن الاحتلال الإسرائيلي عدو وليس شريكًا، وتأمين مظلة سياسية حامية للانتفاضة، بالإضافة للحماية الميدانية الشعبية، وإعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني.

وخلصت الورشة إلى مجموعة من التوصيات والمقترحات بعد عرض بحثي أكاديمي لواقع القدس وسياسة الاحتلال التهويدية، حيث ستعمل مؤسسة القدس الدولية على جمع تلك الورق في كتاب ستطلقه خلال الأسابيع القليلة القادمة على أن تقدم تلك التوصيات للجهات المعنية بالعمل للقدس.