الدعم الاقليمي للفصائل الفلسطينية.. هل أدى إلى انحراف بوصلتها الوطنية؟

الدعم الاقليمي للفصائل الفلسطينية.. هل أدى إلى انحراف بوصلتها الوطنية؟
الفصائل الفلسطينية
خاص دنيا الوطن - صلاح سكيك
الدعم الاقليمي والدولي للفصائل الفلسطينية، من خلال تقديم الأموال، والدعم العسكري لها، كان له تأثيرًا سلبيًا على القضية الفلسطينية في بعض المواقف التي مرت بها القضية خلال الاعوام القليلة الماضية.

فرغم أن الدعم العسكري والمالي، هو مطلب لكل فلسطيني مادامت أرضه محتلة، إلا إن بعض الانحرافات في بوصلة الأحزاب الفلسطينية، أدى لابتعادها عن الشارع الفلسطيني، الذي أصبح يتهم تلك القوى أنها لا تعمل من أجله، بل تعمل لغايات حزبية ضيقة.

لا يخفى على كثير أن حركة فتح، تتلقى دعمًا من الولايات المتحدة وبعض الدول الاوروبية لإبقاء سياستها مدرجة تحت لواء الحكومات العالمية، ناهيك عن الدعم المصري والسعودي والأردني لها رغم الخلافات الأخيرة.

حركة حماس تتلقى دعما ماليًا ولوجستيًا من قطر وتركيا، بينما قّل الدعم المالي الإيراني لها بسبب المواقف الحمساوية المناهضة للنظام السوري، بينما مازال الدعم العسكري الإيراني متواصلًا رغم التباعد السياسي.

الجهاد الاسلامي، هي الأخرى عانت من الجفاف المالي الإيراني بسبب مواقف بعض قادة الحركة من الملف اليمني والسوري، بينما قوى اليسار الفلسطيني تتماهى مع مواقف النظام السوري وحزب الله وإيران، وتعارض السعودية في الكثير من المواقف كما في موضوع اليمن.

هذه الأحزاب الأكبر في الخارطة السياسية الفلسطينية، لكن يبقى السؤال الأبرز، هل هذا الدعم (حرف) بوصلة هذه القوى عن مسارها التحريري، وجعل الاقليم بدلًا من أن يدعم فلسطين، جعله يتدخل بشكل كامل في القضايا الداخلية الفلسطينية.

كسب مواقف ودعم

الكاتبة والمحلّلة السياسية، "رهام عودة"، ترى إن أهم أسباب توجه الفصائل الفلسطينية، لدول المحيط الاقليمي، هو (المنافسة) الحزبية بين كافة الفصائل، وضعف الثقة فيما بينها، بحيث أن كل فصيل يبحث عن حلفاء له في الشرق الاوسط، ودعم تلك الدول يعني الحصول على مكاسب وصفقات سياسية تعزز من مكانتها على الخارطة السياسية، ومواقع الحكم والسلطة سواءً في قطاع غزة أو الضفة الغربية.

وأضافت عودة في حديث لـ(دنيا الوطن)، إن بعض الفصائل الفلسطينية، تذهب إلي دول الاقليم  بعد دعوتِها للتوسط في حل الخلافات الفلسطينية الداخلية، خاصة موضوع الانقسام الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس، لاعتقاد تلك الفصائل أن دول الاقليم تستطيع التأثير على قرار طرفي الانقسام، ناهيك عن بعض بهدف الحصول على التمويل والدعم المالي، لبرامجها السياسية والعسكرية.

 وأرجعت سبب تقرب دول الاقليم من القرار الفلسطيني والأحزاب، لرغبة بعض الحكومات الاقليمية، لعب دور محوري في الساحة الفلسطينية، من خلال محاولة تقديم مساعدات انسانية  للشعب الفلسطيني ومحاولة فك الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة .

وتابعت: " ما تقوم به كل من دولة قطر التي تمول مشاريع البنية التحتية والاعمار في قطاع غزة، والضغط الذي تقوم به تركيا على إسرائيل لفك الحصار عن قطاع غزة، بالإضافة إلى الدور المصري المؤثر على القضية الفلسطينية، أكثر الأمثلة وضوحًا على ذلك".

و أشارت، إلى أن سياسة الفصائل الفلسطينية، تغيرت بالفعل من سياسة داخلية تختص فقط بالشأن الفلسطيني إلى توجه اقليمي متحالف في بعض المحاور الموجودة في المنطقة، وهذا بالتأكيد سيعطي دول الاقليم الحرية لإقحام نفسها في السياسة الفلسطينية وفرض أراءها وشروطها.

ولفتت الكاتبة عودة، إلى أن الاستفادة الوحيدة من هذا التدخل الاقليمي، هو اعطاء القضية الفلسطينية بُعدًا اقليميًا، من خلال كثرة تداولها في المحافل الدولية، بحيث تصبح القضية  الفلسطينية ذات شأن (عربي اقليمي دولي)، وليست مجرد شأن فلسطيني خالص، رغم مرور القضية في فترة حرجة بعد انشغال الاقليم بالصراع الدائر في سوريا والعراق واليمن.