محافظة القدس تطلق ورشة عمل التشغيل الذاتي للخريجين

رام الله - دنيا الوطن
تحت رعاية وزير شؤون القدس ومحافظها عدنان الحسيني أطلقت محافظة القدس في اطار جهودها لتفعيل دور مجلس التشغيل المحلي في المحافظة وبحضور نائب المحافظ عبد الله صيام ورئيس جامعة القدس الدكتور عماد ابو كشك واساتذة من الجامعة وطلبتها والمدير التنفيذي للصندوق الفلسطيني للتشغيل الدكتور زياد كرابيلة ومدير عام مديرية وزارة العمل في القدس الدكتور يوسف العيسة ورشة عمل بعنوان "التشغيل الذاتي للخريجين" والتي إستضافتها جامعة القدس والهادفة إلى تبصير الخريجين وتوعيتهم بالفرص الكامنة للتشغيل الذاتي من خلال المؤسسات المحلية والأجنبية المتوفرة التي تعرضُ خدمة التشغيل الذاتي (مشاريع تشغيل ذاتي) ودمج هؤلاء الخريجين في سوق العمل والتخفيف من البطالة في محافظة القدس.ودق الحسيني ناقوس الخطر مؤكدا على ضرورة التحرك السريع لمعالجة هذه القضية في ظل الارقام المفزعة الواردة عن الجهاز المركزي للإحصاء مؤخراً من نسب عالية فيما يخص إنتشار البطالة في المجتمع الفلسطيني وعزوف الشباب عن الدخول في مسارات أكاديمية وتوجيههم إلى سوق العمل مباشرة داعيا الى الجنوح للتعليم المهني والتفكير من خلال المجتمع المدني وكيفية حثه على اقامة مشاريع حيوية في فلسطين من شانها استيعاب اعداد كبيرة من العاملين ما يعمل على الحد من البطالة مشيرا الى ان فلسطين ارض الخيرات والبركة وتتسع للجميع .

وأعرب كذلك عن قلقة ومخاوفة الشديدة مما ورد في تقرير الجهاز المركزي حول رغبت الشباب الفلسطيني في الهجرة في ظل ما يعانوه من قيود وإنحصار في الأفق الأقتصادي منوها إلى أهمية مثل هذه الورشات التي تأتي في سياق الشراكة الرسمي مع مؤسسات المجتمع المحلي ذات العلاقة للتخفيف من هذه البطالة وتشغيل أكبر قدر من أبنائها وبناتها الخريجيين العاطلين عن العمل وتسليح هؤلاء الشباب بالتفاؤل والأمل في المستقبل من خلال دمجهم في سوق العمل المحلي والتقليل من نسب البطالة .

وأكد المحافظ كذلك على ضرورة توجيه الطلبة إلى التدريب المهني في القطاعات المهنية المختلفة التي يحتاج إليها المجتمع الفلسطيني وسوق العمل الفلسطيني كالعمل الفندقي والسياحي وغيرها من المجالات التي يمكنم أن يندمج فيها الشباب الفلسطيني موضحا حاجة شبابنا الى التسلح بالعلم والمعرفة والتقنيات المختلفة والتخصص في المجالات المهنية المختلفة حتى يكون قادرا على مواجهة التحديات التي يفرضها الإحتلال الإسرائيلي لبعث روح اليأس والقنوط لدفعهم إلى الهجرة وترك أوطانهم .

وقال بأن هذا الإحتلال بالتأكيد إلى زوال وبإننا سنكون قادرين على بناء مؤسسات دولتنا وعاصمتها القدس الشريف رغم كل القيود والمُعيقات التي تواجه الشباب الفلسطيني.

وأعرب المحافظ عن نية المحافظة والصندوق المحلي للتشغيل عن إطلاق مبادرة المسابقات الشبابية للتشغيل الذاتي خلال الفترة القادمة .

بدوره اثنى الدكتور عماد أبو كشك رئيس جامعة القدس على دور المحافظة في اقامة ورشات عمل لمعالجة موضوع البطالة والتشغيل ما يؤكد حرص الجانب الرسمي لهموم الشعب الفلسطيني داعيا الى تكامل العمل الرسمي والاكاديمي والمحتمع المدني في تحويل المشكلة الى فرصة متاحة امام الجميع لزيادة كفاءة القطاع الخاص ما سيعمل على ويادة اعداد العاملين فيه وتطويره منوها الى تميز الشعب الفلسطيني عن المجتمعات الاخرى بوجود نحو سبعين بالمئة منه من فئة الشباب ما يعتبر مؤشرا يجب الاخذ به للنهوض بالاقتصاد الفلسطيني .

واشار الى اهمية الربط بين القطاع الخاص ومخرجات التعليم العالي وصقل الطالب بمهارات يحتاجها السوق الفلسطيني موضحا ان جامعة القدس تعمل على اعادة الاعتبار للبرامج المهنية من اجل سد الهوة بين احتياجات القطاع الخاص ومخرجات التعليم العالي وتعمل ايضا على تشجيع البحث العلمي للخروج بافكار وربطها بشكل متكامل من اجل تطوير القطاع الخاص .

واكد ابو كشك ان هذا التكامل سيؤدي من دون شك الى تحقيق الاهداف المرجوة منوها الى تجربتي اليابان والمانيا بعد الحرب العالمية الثانية واخذ ما امكن منها وربطها بما يتلائم والحالة الفلسطينية .

من جهته دعا الدكتور كرابيلة الى تعميق التفكير بحجم البطالة والبحث عن حلول غعالة معتبرا امكانية التشغيل من مخرجات التعليم الاكاديمي ضئيلة جدا نظرا لعدم ارشاد الطلبة نحو التخصص المطلوب الذي يحتاجه السوق ولانعدام التغذية الرشيدة للطلبة منوها الى ضرورة خروج مبادرات ذاتية والسعي الدؤوب لمعالجة هذه المشكلة مؤكدا على استعداد مؤسسته للتعاون مع الجميع لدعم قطاع الشباب .

واشار الى ان القطاع الخاص ووفق ما هو جار يبحث عن النمو الاقتصادي لا التنمية الاقتصادية ما يدعو الحكومة الفلسطينية الى اخذ ذلك بعين الاعتبار والعمل على تجسيد مفهوم التنمية الاقتصادية لدى القطاع الخاص منوها الى دور الجامعات والتركيز على الدور التدريبي في امكنة العمل .

فيما اشار المهندس يوسف العيسة الى الاهمية الكبرى للريادة ( التشغيل الذاتي ) على المجتمع الفلسطيني بشكل خاص لما له من دور محوري في كافة مفاصل الاقتصاد الفلسطيني بالاضافة الى الاهمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في الحد من الفقر والبطالة ومواجهة سياسات الاحتلال موضحا ان الحكومة الفلسطينية اولت اهتمامها في وضع خطط وطنية للتشغيل وتنميته من كافة جوانبه واشراك كافة قطاعات المجتمع الفلسطيني كشركاء في حل مشكلة البطالة والفقر في المجتمع الفلسطيني حيث جرى عقد سلسلة من المناقشات والحوارات بين كافة المؤسسات الشريكة والتي نتج عنها المثلث الثلاثي للشركاء ( القطاع الحكومي ، القطاع الخاص والقطاع الاهلي ) للخروج بحلول حقيقية لحل المشكلة اضافة الى جانب الجمعيات التعاونية والتي تعد ظاهرة اجتماعية قديمة وتشمل انماط النشاط الاجتماعي في شتى المجالات والتي لا يمكن ان تتحقق بالمجهود الفردي بل تحتاج الى المشاركة والمساعدة والعمل معا لانجاز الاعمال بشكل افضل واسرع موضحا انه جرى بدء العمل في الجمعيات التعاونية بشكل منظم كوسيلة واداة اصلاحية وتصحيحية في المجتمع الفلسطيني وتحقيق اهداف تنموية واستغلال الموارد والطاقات البشرية منوها الى الخطة الاستراتيجية التي اعدتها مكونات العمل التعاوني .

واكد العيسة ان قطاع التعاون منتج ولديه استقلالية ومشغل ومساهم في الاقتصاد الوطني واصبح قطاعا هاما يسبق الى حد ما القطاع الحكومي في كثير من البلدان موضحا انه في كثير من البلدان التي تعاطت معه ايجابيا استاطعت توفير نحو مئة مليون فرصة عمل على مستوى العالم.   

وواوصى المشاركون بالورشة في ختام اعمالها والتي جرى خلالها استعراض تجربة احد الخريجين الذاتية ونجاحه في سوق العمل المحلي الى تفعيل دور مجلس التشغيل والتدريب المحلي من خلال الشراكة مع الصندوق الفلسطيني للتشغيل والحماية الفلسطينية ومؤسسات المجتمع المحلي ذات العلاقة في اطار المسؤولية الاجتماعية المُلقاه على عاتقها وارشاد طلبة الثانوية العامة الخريجين بالإتجاه نحو مسار التدريب المهني لما له من حاجة وأهمية في السوق الفلسطيني وضرورة إستمرار عقد ورشات العمل لتوعية الخريجين للفرص الكاملة للتشغيل والإندماج في سوق العمل الفلسطيني.