أطباء العظام في غزة: الحقيبة المدرسية الثقيلة تسبب انحراف العمود الفقري ومشاكل في الجهاز التنفسي

أطباء العظام في غزة: الحقيبة المدرسية الثقيلة تسبب انحراف العمود الفقري ومشاكل في الجهاز التنفسي
صورة توضحية
خاص دنيا الوطن - ريم عبد الرحمن
لا يكاد يتجاوز عامه السابع، يترنح بخطوات بطيئة في طريقه إلى المدرسة، يحمل على ظهره حقيبة مثقلة بالكتب والدفاتر والقرطاسية، ينزلها تارة ويحملها على ظهره أو أحد كتفيه تارة أخرى في مشهد يشبه إلى حد كبير عمالة الأطفال وانتهاك حقوقهم الصحية والنفسية، لاسيما في ضوء عبء صعوبة المنهج, فما مدى خطورة حمل الحقيبة المدرسية الثقيلة على ظهر الطالب؟

المخاطر

عن هذا السؤال يجيب الدكتور عبد ربه أبو حشيش استشاري جراحة العظام والكسور بالقول: "إذا كان وزن الحقيبة ثقيل سيضطر الطفل أن يحملها وهو ثاني الظهر للأمام ومع انثناء الظهر نحو الأمام بسبب الحمل الزائد، يصبح هناك ضغط على غضاريف وفقرات العمود الفقري وهذا بدوره يؤدي إلى تقوس وانحراف في العمود الفقري وهذا الشيء قد يستمر مدى الحياة".

ويضيف، "زيادة الحمل يؤدي إلى خلل في النمو بسبب الضغط على الفقرات وعلى الأطراف السفلية بحيث إن وقفة الطفل لا تكون صحيحة وبالتالي تؤدي إلى مشاكل وآلام في الظهر، قد تؤدي إلى وضع مستمر على المدى البعيد، مما يعني انحرافات في العمود الفقري مع عدم اكتمال لنمو الفقرات وآلام مزمنة في الظهر".

مواصفات الحقيبة الصحية

أما فيما يتعلق بالحقيبة المدرسية الصحية الواجب توافرها لدى الطلاب، فيؤكد أبو حشيش "يفترض في تصميم وشراء الحقائب أن تكون مناسبة لوزن الطفل وحجمه، فلا يجب أن يكون ثقل الحقيبة أكثر من 10-15% من وزن الطفل (الطالب) فالذي يكون وزنه 50 كيلوجراماً يجب أن يحمل حقيبة وزنها 10 كيلو على أبعد تقدير ليس أكثر".

"من ناحية حجم الحقيبة لا يجب لأبعادها أن تكون أطول من الكتف ولا تحت الخصر، أما بالنسبة للعرض فلا يكون أكبر من حجم ظهر الطفل وألا تكون بارزة من الجانبين، وبالنسبة للتركيب يجب أن تحتوي الحقيبة على عدة جيوب بحيث أن الطفل يوزع الأحمال داخلها وتكون متوازنة لا تميل على جهة واحدة على الظهر، و يجب أيضاً أن تشتمل على أحزمة علوية ليست رفيعة بل مبطنة و عريضة بحيث يتوزع الحمل على الكتفين وحزام البطن يكون مربوطاً لأنه يساعد في توزيع الحمل على البطن" على حد قوله.

وينصح الدكتور بضرورة حمل الحقيبة على الظهر وعدم حملها على أحد الأكتاف لأنها تؤدي إلى عدم توازن الظهر.

حالات  

يشير أبو حشيش إلى وجود حالات كثيرة من الأطفال يعانون مشاكل في العمود الفقري بما يسمى تيبس الفقرات وفي هذه الحالة نضطر إلى اخضاعهم إلى علاج تقويمي للعمود الفقري وذلك نتيجة الحمل الزائد على جهة من الجسم وينصح بعده بعدم حمل الطفل أوزاناً زائدة عن طاقته ويجب الإدارك أن الحمل الزائد يسبب مشاكل صحية للأطفال الطلاب".

أولياء الأمور

وحول هذا الأمر، تقول إحدى الأمهات: "ابني في الصف الخامس الابتدائي، نعم حقيبة ابني ثقيلة جداً و ظهر ابني لا يحتمل، خاصة وأنه يذهب إلى المدرسة مشياً على الأقدام، ومعه خمس كتب بالإضافة إلى ما يقارب العشرة دفاتر.
وتضيف، كلما حمل الحقيبة أراه يشكو من وزنها، ندعو إلى تخفيف المنهج وبالتالي تخفيف الكتب المدرسية المطلوبة".

أما والد الطالب (م. ع) فيقول: "ابني في الصف الثاني الابتدائي، كان يشكو من ثقل وزن حقيبته العام الماضي لكن هذا العام وبسبب تخفيف المنهج أصبح وزن الحقيبة مناسباً أكثر من قبل، ومن هنا يجب أن يحمل أولادنا حقائب صحية طبية لتجنيبهم المشاكل الصحية التي تنجم عن الحمل الزائد في الحقيبة".

مشاكل في الجهاز التنفسي  

الدكتور محمود مطر استشاري جراحة العظام و المفاصل رئيس قسم العظام في مستشفى الشفاء بغزة يؤكد ما ذكر سالفاً حول العلاقة بين المشاكل الصحية للطلاب ووزن الحقيبة المدرسية فيقول: " صراحة إن العلاقة واضحة وأكيدة ووفقاً لدراسات و أبحاث مؤكدة تفيد بأن الحقيبة المدرسية يجب ألا يتجاوز وزنها من 10-15% من وزن الطفل فإن زادت عن هذا المعدل فإن الطفل يعاني من آلام و مشاكل صحية".

ويضيف، "الآثار الجانبية المتعلقة بهذا الموضوع هي آثار لها علاقة بالجهاز الهيكلي سواء كفقرات أو عضلات وبطريقة ما تؤثر أيضاً على الجهاز التنفسي وهذه دراسة نشرت مؤخراً في إحدى المستشفيات السعودية، إذ وجد أن معايير وظائف الجهاز التنفسي تقل حين يحمل الطالب حقيبة ذات وزن ثقيل والسبب أنه يمنع القفص الصدري من التمدد وبالتالي فان كمية الأكسجين التي تدخل الرئتين تصبح أقل".

وبين "أن العمود الفقري يتأثر خاصة لدى الأطفال الذين تكون فقراتهم غير مكتملة النمو، إضافة إلى مشكلة تحدب أو تقوس الظهر، خاصة الفقرات الصدرية وفي حال استمر هذا الوضع لفترات طويلة وعلى مدار شهور وسنين فإن التقوس يصبح دائماً. 

وأكد أن من المضاعفات الخطيرة لحمل الحقيبة الثقيلة الإنهاك العضلي، الذي بدوره يسبب التهابات عصبية ووترية في منطقة الأكتاف بما يسمى "التهاب العضلة الرافعة للوحة الكتف" وفقا لحديثه.

الحل

و في نهاية حديثه يوجه مطر نداء إلى مديريات التربية والتعليم وإلى الأهالي أن يأخدوا بالحسبان الوزن الصحي والوضعية الصحية لحقائب المدرسة بحيث لا تتجاوز 15% من وزن الطالب، بالاضافة إلى تخفيف المنهج الدراسي وتقليل عدد الكتب المطلوبة أو الاعتماد على نظام الحوسبة في تطوير التعليم والذي يعتمد على التعليم بدون نظام الكتب الدراسية وذلك للحفاظ على صحة أطفالنا".

الجودة تعني سعراً أغلى 

يقول صاحب محل عوض لبيع الشنط: "لدينا شنط طبية صحية ولدينا أيضاً الشنط العادية، 30% من الزبائن يطلبون الشنط الصحية الطبية والباقي بسبب الظروف المادية يطلب الشنط العادية.
ويتراوح سعر الحقيبة الصحية من 100-120 شيقلاً و معها ضمانة لمدة سنة كاملة وتتمتع بمواصفات الجودة العالمية الصنع، ويتم استيرادها من الخارج".