أسباب سكوت إسرائيل عن "التسهيلات" المصرية لقطاع غزة!

أسباب سكوت إسرائيل عن "التسهيلات" المصرية لقطاع غزة!
قطاع غزة
خاص دنيا الوطن - صلاح سكيك
يزداد الحديث في وسائل الإعلام المحلية والمصرية، عن منح السلطات المصرية تسهيلات لقطاع غزة، في ظل تجاوب وعلاقات جيدة، بين السلطات المصرية وحركة حماس، بعد حماية الحركة التي تسيطر على القطاع على الحدود مع مصر، فيبدو أنه من المنطقي أن تُكافئ مصر حماس بمزيد من التسهيلات، لعل أبرزها فتح معبر رفح عشرة أيام من كل شهر، ودخول البضائع المصرية لقطاع غزة، إضافة إلى زيادة حصة القطاع من الكهرباء أكبر من التي يتم منحها لمدينة رفح، بحسب ماتداوله الإعلام. 

 لكن يبقى السؤال الأبرز، هل إسرائيل "راضية" عن هذه التسهيلات الممنوحة لحماس، وهل هناك صفقة بين الجانبين المصري والإسرائيلي بهذا الصدد، في ظل حصار إسرائيلي مفروض على قطاع غزة منذ عقد من الزمن.

الناظر للشأن الإسرائيلي، في هذا التوقيت الحساس، يرى أن اليمين في دولة الاحتلال، مازال متمسكُا بمواقفه المتشددة، ولا يريد تقديم أي تسهيلات للقطاع، بادعاء مواصلة فصائل المقاومة الفلسطينية تشييد الأنفاق الهجومية على تخوم القطاع، وبالتالي إبقاء الوضع على ماهو عليه، والضغط على حماس تحديدًا، بما أنها مسيطرة كليًا على القطاع.

تخفيف الضغط على إسرائيل

الخبير في الشأن الإسرائيلي، "باسم أبو عطايا، يرى أن إسرائيل تتابع عن كثب وبدقة شديدة التسهيلات المصرية لغزة، بل وتدفع إسرائيل بالإتفاق مع مصر نحو تقديم المزيد من التسهيلات على اعتبار أن ذلك سيخفف حمل قطاع غزة عن كاهلها، خاصة وأن المصريين الآن هم من يتحملون عبء قطاع غزة.

وأضاف في حديث لـ "دنيا الوطن"، "يوجد اتفاقيات بين مصر وإسرائيل، ومن غير المنطقي أن تعارض دولة الاحتلال، القيادة المصرية الحالية في أي خطوة، بخصوص قطاع غزة، مشيرًا إلى أن إسرائيل تعتبر مصر الأن من ضمن دول الجوار التي تتمتع معها بحسن العلاقة".

وتابع: "إسرائيل تريد لقطاع غزة أن يكون حيًا، ولكن بنفس الوقت تريده أن لا يعيش كما ينبغي".

وأشار أبو عطايا، إلى أن إسرائيل وافقت على هذه التسهيلات لخشيتها من انفجار قطاع غزة، وزيادة الضغط الدولي الذي يدعو دائمًا إلى فك الحصار عن القطاع، مؤكدًا على أنها تريد أن يزداد الضغط الشعبي على حركة حماس المُسيطرة على غزة.

ولفت، إلى وجود تفاهم مصري إسرائيلي، بمنح غزة تسهيلات جديدة، فأي خطوة تقدم عليها مصر، تتم بعد دراسة جدية من قبل دولة الاحتلال، بما يكفل حماية أمنها، وعدم تضارب هذه التسهيلات مع مصالحها.

إسرائيل غير متضررة 

أما المحلل السياسي، د."مصطفى الصواف"، فقال إن إسرائيل غير متضررة من هذه التسهيلات، بما أن ذلك لا يتعلق بها، فالقرار هنا مصري فلسطيني، وإسرائيل تراقب فقط مايجري على الأرض.

واعتبر الصواف، في حديثه لمراسل "نيا الوطن"، أن الحالة الوحيدة التي قد تمتعض منها الحكومة الإسرائيلية، هو إن عمِل معبر رفح بشكل كامل، وتم فتحه لجانب تجاري، وتم إدخال البضائع للقطاع، في هذا الوقت ستتدخل إسرائيل بقوة خشيًة من تهريب أسلحة لغزة، لافتُا إلى أن إغماض العين الإسرائيلية عن التسهيلات المصرية، يعود لثقتها بالجانب المصري، الذي يعمل بالتنسيق معها وفق تعبير الكاتب.