محطات الغاز بغزة تغلق أبوابها والأزمة تشتد .. المواطنون في خبر كان!

محطات الغاز بغزة تغلق أبوابها والأزمة تشتد .. المواطنون في خبر كان!
محطة غاز توضيحيه
خاص دنيا الوطن- كمال عليان
لا يحتاج المتابع للأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة إلى عين فاحصة ليرى الوضع المأساوي الذي وصل إليه المواطن الفلسطيني، بعد اغلاق أغلب محطات توزيع غاز الطهي أبوابها أمام احتياجاته، وتوقعات باشتداد الأزمة خلال الأيام المقبلة، على الرغم من فتح المعبر الثلاثاء.

وتعود أسباب الأزمة– وفقاً للمراقبين- إلى إغلاق الاحتلال الاسرائيلي معبر كرم أبو سالم- المعبر الاقتصادي الوحيد الذي يمد القطاع بالبترول والغاز- أكثر من 12 يوماً خلال الشهر الجاري، الأمر الذي فاقم الأزمة في ظل احتياجات المواطنين اليومية.

ويصل الاحتياج اليومي في قطاع غزة لغاز الطهي إلى 400 طن يوميا كحد أدنى، فيما أن المخزون الحالي في المحطات يساوي صفر، وما يدخل في أيام فتح معبر أبو سالم كمية تتراوح ما بين الـ 220 إلى 250 طناً يوميا، أي بعجز يصل 100 طن يوميا، خلافاً لإغلاق المعبر يومي الجمعة والسبت.

ويؤكد صاحب أحد محطات توزيع الغاز شمال غزة خالد العطار أنه أغلق أبواب محطته أمام المواطنين بعد أن عجز تماماً عن تلبية احتياجاتهم في ظل قلة كمية الغاز التي تصلنا.

وقال لـ "دنيا الوطن": "الناس يعتقدون أن المشكلة لدى أصحاب المحطات، لكن الحقيقة هي أننا نعاني مثل المواطنين من قلة كميات الغاز التي تصلنا بسبب الأعياد الإسرائيلية وإغلاق معبر كرم أبو سالم بشكل مستمر خلال هذا الشهر".

أما موزع الغاز أبو بلال فأصبح يهرب من بيته في ظل إصرار المواطنين على الطلب منه تأمين الغاز لهم، في حين أنه لا يستطيع توفيره لبيته- حسب قوله.

ويقول لـ "دنيا الوطن": "الناس تحتاج الغاز وتطلب منا كموزعين ويعتقدون أننا سبب المشكلة، لكن المشكلة ليست عندنا إنما من إسرائيل التي لا تدخل كميات كافية للقطاع".

بدوره، أكد محمود الشوا رئيس جمعية أصحاب البترول والغاز في قطاع غزة، أن السبب الرئيس في تفاقم أزمة الغاز في قطاع غزة هو كثرة إغلاق معبر كرم أبو سالم بسبب الأعياد الإسرائيلية، حيث أن الاحتلال أغلق المعبر خلال شهر أكتوبر الجاري أكثر من 12 يوماً، وفتحه في بعض الأيام نصف دوام.

وقال الشوا لـ "دنيا الوطن" :" بالتالي فإن كميات الغاز التي كانت تدخل في الأيام القليلة في الشهر هي كميات ضئيلة ولا تكفي حاجة الناس في غزة"، مبيناً أن حاجة المواطنين بغزة يوميا تصل إلى 350 طناً، ولكن ما كان يدخل في أيام فتح المعبر هو 230-250 طناً يوميا فقط، وبالتالي فإن استمرار إغلاق المعبر يفاقم الأزمة.

فيما يؤكد سمير حمادة رئيس لجنة الغاز في جمعية أصحاب شركات الوقود أن أزمة الغاز في القطاع تتفاقم في ظل إغلاق الاحتلال لمعبر كرم أبو سالم، الأمر الذي دفع العديد من محطات توزيع الغاز بإغلاق أبوابها أمام المواطنين.

وقال حمادة لـ "دنيا الوطن" قطاع غزة يحتاج إلى 400 طن من الغاز بشكل يومي غير أن ما يدخله الاحتلال هو قرابة 280 طناً وبالتالي لدينا عجز كبير، فيما أن نسبة تخزين الغاز في المحطات صفر، نظراً للكمية القليلة التي تدخل واحتياجات المواطنين الكبيرة بشكل يومي".

وتجدر الإشارة إلى أنه على الرغم من تركيب خط جديد للغاز عبر معبر كرم أبو سالم خلال الفترة القريبة الماضية، إلا أن العمل به لم يبدأ حتى اللحظة، وإذا تم البدء بالعمل بهذا الخط الجديد فإن الأزمة ستنتهي فوراً، لأنه - وفقاً للمسؤولين- سيزود القطاع بكميات تصل إلى 400 طن يومياً وهي حاجة القطاع بشكل يومي.

يشار إلى أن أهالي قطاع غزة، يعانون من أزمة كهرباء ووقود وغاز حتى في ظل عمل المعبر، غير أن إغلاقه على مدار الأسابيع الأربعة الماضية، ساهم بتفاقم معاناة المواطنين.