"المولود البكر" لماذا يتسبب بالمشاكل لوالديه؟

"المولود البكر" لماذا يتسبب بالمشاكل لوالديه؟
صورة توضيحية
خاص دنيا الوطن-علاء الهجين
عند ولادة طفل جديد في العائلة، يهرع أفراد الأسرة بالبحث عن اسم يلائم المولود الجديد، وتختلف الأولويات هنا، فعند بعض العائلات، حداثة الاسم هي العامل الأهم، وعند عائلات أخرى، المعنى هو المهم، وآخرون يقتدون باسم الجد والجدة.

ولكن ما لا يفكر فيه بعض الأشخاص هو معنى الاسم، أو إمكانية تسمية الطفل بأسماء معينة قد تكون قديمة نوعاً ما، فأحياناً يتدخل الجد والجدة "والدا الزوج" باختيار اسم المولود البكر ويفضلا تسميته على اسمهما إن كان ذكراً أو أنثى، ومن هنا تبدأ المناكفات بين الزوج وزوجته، وخاصة إذا كان الاسم يرجع إلى عشرات السنين.

والشائع بمجتمعنا الفلسطيني، أن المولود البكر يسمى على اسم جده لأبيه، ولكن بعض الزوجات يعارضن هذا الموضوع كونهن يردن اسماً حديثاً يتناسب مع العصر الذي تعيشه، فهنا يبدأ الشد والجذب بين المرأة وزوجها على تسمية المولود الأول.

توضح المرأة العشرينية منال فايز "ربة منزل" أن زوجها أصر على تسمية مولودهما البكر على اسم  والده "شفيق" فنظرت إلى الاسم بأنه قديم جداً وطلبت منه العدول عن قراره واختيار اسم عصري يتناسب مع الأسماء الحديثة التي يطلقها الأهالي على أبنائهم حديثي الولادة، لكنه تعنت وقام بتسميته كما يريد.

وتشير منال إلى أنها شعرت بالضجر كونها امرأة عشرينية سينادي عليها الأهل والأقارب "أم شفيق" وبدأت مناكفات بينها ووبىن زوجها استمرت عدة أيام لأنها كانت تحب اسم "يزن" وأرادت أن تسمي بكرها بهذا الاسم، لكنها تقبلت الأمر بالنهاية كونه أصبح  واقعاً.

وتؤكد أن لها الحق بتسمية مولودها كونها هي من تتعب وتحمله داخل أحشائها تسعة أشهر، لكن بنهاية المطاف يحصل ما يريده الزوج.

 فتحية أبوسمعان ( 40 عاماً) من حي الزيتون وسط مدينة غزة، توضح أن والداها سمياها على اسم جدتها لأبيها وهو يعتبر اسماً قديماً جداً فحين أنجبت مولودتها البكر، أراد زوجها تسميتها "صبحية" على اسم والدته لكنها رفضت وأصرت أنه هذا الاسم قديم ولا تريد أن نظلمها عند الكبر، فبعد مناكفات اقتنع زوجي بقراري واتفقنا على تسميتها "جوري".

وتبين أنها كانت لن تسمح بكل الظروف أن تسمى ابنتها "صبحية" وخاصة أنها مولودتها البكر، مشيرة إلى أنها تعيش تتنافس الأسماء من شدة جمالها، فلماذا ترجع إلى الخلف عشرات السنين؟

أما الشاب العشريني عبد الرحمن موسى يقول: " تزوجت قبل عام ورزقني الله بمولود ذكر اتفقت مع زوجتي على تسميته "طارق" كونهم ينادوني من صغري أبو طارق وظل الاسم ببالي لحين تزوجت وأنجبت زوجتي الطفل الأول لنا".

ويضيف عبد الرحمن" حين سألني والداي عن تسمية الطفل وأجبتهما، لم يرق لهما وأرادا تسميته على اسم والدي، ولكني رفضت, ليس لأني لا أحب والدي بل لأني أحببت اسم طارق".

يوضح رئيس مجلس إدارة التدريب المجتمعي د. درداح الشاعر، أن التوافق باختيار اسم المولود البكر بين الزوجين شي جميل، وعلى الأهل عدم التدخل وفرض اسم لا يحبذانه، كون تلك الأمور ستخلق  عدم المحبة بين الأطراف جميعاً.

ويشير إلى أن الأجداد يشعرون بالفرحة حين يسمى المولود البكر على اسمهم، ولكن بالوقت نفسه لا يمكن تجاهل الأسماء الحديثة والمعاصرة، وخاصة للفتاة، كونها لو سميت باسم قديم جداً ستنزعج نفسيتها عند الكبر، وربما تخجل من اسمها عند البلوغ وتخاف من معايرة الآخرين لها به.

وينوه إلى أن مجتمعنا الفلسطيني يتسم بعادات وتقاليد تسمية المولود البكر إذا كان ذكراً على اسم جده لأبيه، وإن كانت أنثى على اسم جدتها لأمها، فذلك يحدث مناكفات بين الزوجين، حتى وإن كانت لا تؤثرعلى علاقة المرأة بزوجها، فالأفضل أن يتحرر مجتمعنا من تلك القيود.