تحليل: ما أسباب فشل مبادرات المصالحة الفلسطينية في كل مرة؟

تحليل: ما أسباب فشل مبادرات المصالحة الفلسطينية في كل مرة؟
المصالحة الفلسطينية
خاص دنيا الوطن - صلاح سكيك
لقاءات تُعقد، ومبادرات تُطرح، وعواصم عربية تستضيف، وبنهاية كل لقاء يبقى الوضع على ماهو عليه، وينتظر الفلسطينيون ما قد يسد رمقهم بخصوص ملف المصالحة، فأصبح إنجازها يعادل صعوبته تحقيق حلم الدولة الفلسطينية المستقلة.

القاهرة والدوحة ومكة والشاطئ، كل هذه مبادرات عربية طُرحت لإنهاء ملف الانقسام، ولبدء العمل بين طرفي الانقسام لتحقيقه على أرض الواقع، بما يضمن الشراكة السياسية مع باقي الفصائل، ولكن هناك أسباب كانت ولا زالت هي العائق في إتمام هذا الملف الشائك.

فصائل فلسطينية طرحت أيضًا مبادرات خلال العشر سنوات الماضية، وباءت كلها بالفشل لأسباب متعلقة بطرفي الانقسام، وأيضًا وضع المحيط العربي الداخلي.

آخر هذه الفصائل كانت "حركة الجهاد الإسلامي"، التي طرحت مبادراتها عبر أمينها العام، د.عبد الله شلح، خلال مهرجان إحياء ذكرى انطلاقة الحركة بالقطاع، رغم أن المبادرة تضمت إنهاء الانقسام، لكنها تضمنت أيضًا بنودًا تبدو غير قابلة للتطبيق في الوقت الحالي، ولعل أبرزها، قيام الرئيس محمود عباس بإلغاء اتفاقية أوسلو، وإعلان منظمة التحرير الفلسطينية سحبها الاعتراف بدولة إسرائيل.

المحلل والكاتب السياسي، د. ناصر اليافاوي، شرح لـ (دنيا الوطن)، أسباب فشل كل المبادرات المطروحة، واللقاءات التي عقدت بين حركتي فتح وحماس، حيث قال: "إن غياب الضغط الشعبي على طرفي الانقسام، من أجل الدفع باتجاه تنفيذ كل ما يصب نحو تحقيق تطلعات وأهداف الشارع الفلسطيني، وإعادة البوصلة الفلسطينية إلى اتجاهها الصحيح أسهم في عدم تحقيقها حتى اليوم".

وأضاف: أما العامل الدولي، فهو أثر سلبًا من خلال الضغط بطريقة مباشرة وغير مباشرة، عبر تهديد قيادة السلطة، مشيرًا إلى أن التدخلات "الرباعية الدولية" وتصنيف بعض الفصائل الفلسطينية المقاومة تحت بند الإرهاب، شكل عائقًا علينا كفلسطينيين.

وتابع: "المشاكل الداخلية لبعض الدول العربية التي طرحت مبادرات، أثرت سلبًا على فكرة تنفيذها وتطبيقها على أرض الواقع".

ولفت اليافاوي، إلى أن غياب الترجمات العملية للمبادرات الوطنية، وعدم متابعتها من قبل الحزب الذي طرحها، أعطى طرفي الانقسام فرصة الهروب من المبادرة، بمعني أن معظم من يطرح المبادرات يتنظر الردود دون الإلحاح والضغط، بكافة أساليبه السلمية.

الرئاسة لن توافق 

أما فيما يتعلق بمبادرة الجهاد الإسلامي، فذكر المحلل السياسي، أن الرئاسة الفلسطينية ومنظمة التحرير، لن توافق على بنود المبادرة، حتى وإن وافقت الجبهتان الشعبية والديمقراطية عليها، وتحديدًا فيما يتعلق بإنهاء اتفاقية أوسلو، وبالتالي ستفقد السلطة ما نتج عنها العديد من مسببات بقائها، والرجوع إلى المربع الأول، وبالتالي ستضطر منظمة التحرير إلى إجراء تغييرات وتعديلات في سياستها، وهذا الأمر من الممكن أن يغير خارطة التكتلات والأحزاب والحركات السياسية على الساحة الفلسطينية.

وأشار، إلى أن مشروع السلطة قائم بالأساس على دعم دولي أوروبي أمريكي، وتلك الدول لها حساباتها ورؤيتها الخاصة، وارتباطاتها الخاصة مع إسرائيل، من ناحية اقتصادية طورًا، وعقائدية ودينية طوراً آخر، خاصًة جماعة المحافظين و"الانجيليكان"، الذين يعتبرون أن قوة إسرائيل في المنطقة مصلحة وتمهيد لظهور المسيح المخلص لهم بحسب اعتقاداتهم، مؤكدًا على أن كل فصيل يطرح نهج المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، يُصنّف ضمن نظم الإرهاب الدولي.

 ولفت، إلى أنه ينبغي على قيادة السلطة أن تختار بين تلك الفصائل والمصالحة، وبين الدعم الدولي الذى يحفظ بقاء السلطة ومقوماتها المادية، وعلى تلك الأحزاب أن تغير من نهجها وتخضع لتدجين سياسي، فكل هذه الأسباب وراء محاولة 
إدخال كافة الفصائل للعملية السياسية والانتخابات من ناحية، وتطويل عُمر الإنقسام إلى الآن، ورفض المبادرات المتعددة بانتظار ما تسفر عنه الضغوطات الدولية والإقليمية على الساحة الفلسطينية.