مؤتمر فتح السابع .. محاولة استنهاض أم تصفية حسابات

مؤتمر فتح السابع .. محاولة استنهاض أم تصفية حسابات
حركة فتح
خاص دنيا الوطن- أحمد جلال 
تسعى حركة فتح لعقد مؤتمرها السابع في ظل ظروف سياسية وإقليمية غاية في التعقيد، فيما تتصاعد وتيرة الخلافات الداخلية في الحركة والتي من المتوقع أن تأخذ حيزاً كبيراً من وقت مؤتمر الحركة. 

ويتساءل مراقبون حول الأهداف التي تسعى إليها قيادة حركة فتح من خلال عقد المؤتمر السابع، في حين يرى البعض أن المؤتمر هو عملية استنهاض للحركة، ,يقول آخرون إن المؤتمر يأتي لتصفية الحسابات بين الأطراف المتصارعة داخل إطار الحركة. 

ويقول المحلل السياسي حسن عبد لله، إن حركة فتح بحاجة إلى عملية استنهاض وإعادة ترتيب لأوراقها وتنظيم صفوفها الداخلية، منوهاً إلى أن حركة فتح تمثل قوة رئيسية وتاريخية في الساحة الفلسطينية. 

وأوضح عبد لله، في حديث خاص لـ "دنيا الوطن"، أن حركة فتح والتي شُكلت السلطة الفلسطينية من خلالها لا يمكن أن يستقيم الوضع الداخلي للفلسطينيين في حال كانت ضعيفة وتعاني من إشكاليات. 

وأضاف: "معروف تاريخياً أن ضعف حركة فتح ينعكس على القضية الفلسطينية، والعكس صحيح فكلما قويت حركة فتح قوي الموقف الفلسطيني"، مشدداً على أن مسألة حركة فتح لا تخص الفتحاويين وحدهم وإنما ترتبط بالشعب الفلسطيني. 

وأشار إلى أن استنهاض الحركة وتطوير وضعها وتوحيدها وجعلها تنطلق على أسس صلبة وقوية وجديدة، سيكون له انعكاسات قوية على المستوى الفلسطيني، منوهاً إلى ضرورة أن يرتقي المؤتمر السابع لفتح عن تصفية الحسابات والتصدي للتيارات المختلفة. 

وبين عبد لله، أن حركة فتح بداخلها تيارات وتكتلات متعددة منذ نشأتها وتعتمد على موازين القوى، معتبراً أنه من الضروري أن يتسع صدر الحركة لاستيعاب اختلاف وجهات النظر دون الالتفات للخلفيات والخلافات الشخصية. 

ونوه إلى أن استمرار المناوشات والتناقضات والمهاترات بين كل الأطراف يضعف الحركة ويسيء لها، لافتاً إلى أن شكل الحركة بعد المؤتمر يعتمد على أداء المؤتمر وما سيتمخض عنه. 

واستطرد عبد لله: "سيكون المؤتمر ناجحاً إذا ما تصدى للقضايا التنظيمية الكبيرة، ودور حركة فتح في هذه المرحلة السياسية، وخروجها بقرارات وتوصيات ترتقي لمستوى التحديات". 

ولفت إلى أنه في حال انغماس المشاركين في المؤتمر بالحديث عن تناقضات وتصفية حسابات فإن أهداف المؤتمر لن تتحقق بالمعنى الفتحاوي والفلسطيني. 

من ناحيته، يقول المحلل السياسي ناجي شراب، إن مؤتمر حركة فتح السابع في حال انعقاده يأتي في مرحلة مفصلية من التاريخ السياسي لحركة فتح، مبيناً أن المؤتمر سيحدد المستقبل السياسي للحركة. 

وأوضح شراب، في حديثه لـ "دنيا الوطن"، أن المعطيات السياسية التي تمر بها الحركة في الوقت الحاضر لها تأثير مباشر على بنية حركة فتح ومستقبلها، خاصة أنها حركة قوية والبيئة الإقليمية والدولية كانت دافع لها إلى حد كبير. 

وأضاف شراب، أن المؤتمر الفتحاوي يجري عقده في ظل انقسام حقيقي وعميق داخل حركة فتح، ومع تحولات سياسية كبيرة في بيئة النظام السياسي للحركة، لافتاً إلى أن فتح لم تعد الحركة الأولى على المستوى السياسي والعربي والإقليمي ولم يعد عدد كبير من الدول العربية يمثل حاضنة لفتح كما كان في السابق.  

وأشار إلى أنه في ظل المعطيات السياسية التي تتعلق بحركة فتح والوضع السياسي الفلسطيني والإقليمي والدولي؛ يمكن اعتبار المؤتمر السابع إما أن يؤسس لفتح قوية أو أن يؤسس لمزيد من الانقسام الداخلي في الحركة.  

وأكمل بقوله: "إن من يوصفوا بالمفصولين هم قادة ومؤسسون لهم دور كبير في حركة فتح، ولا يعترفون بقرارات الفصل، ويتجهون نحو ولادة جديدة للحركة، وبالتالي فعقد المؤتمر في ظل المعطيات السلبية سيولد المزيد من التداعيات السلبية على مستقبل الحركة". 

ونوه إلى أن المعطيات الخارجية وحالة الانقسام الفلسطيني تلقي بظلالها على مؤتمر فتح السابع في ظل اعتماد المفصولين من الحركة على أدواتهم الخاصة وعلاقاتهم الإقليمية في التأثير على مجريات المؤتمر. 

وتابع شراب: "حركة فتح في ظل ما هو قائم ليست كما كانت في السابق، ومن هنا ننظر بقدر كبير من القلق على مستقبل الحركة، خاصة أن الانقسامات داخلها تأتي في وقت صعب"، مشدداً على أن البنية الفتحاوية لا تتمتع بأي قوة في الوقت الراهن. 

ويرى شراب أن قيادة فتح متخوفة من عقد المؤتمر السابع، خاصة في ظل الأوضاع الأمنية غير المستقرة بالضفة الغربية والتي تلقي بظلالها على مجريات وقرارات المؤتمر، مرجحاً أن يكون لدى قيادة الحركة تريث في عقد المؤتمر. 

وأشار إلى "أن قيادة فتح وضعت بين فكي "كماشة" فهي لا تستطيع تأجيل المؤتمر لأنه انتصار للفريق الآخر، والأمر الآخر هو الإشكالية الكبرى لعقد المؤتمر في ظل سياسية غير مواتية"، وفق شراب. 

وشدد شراب على أن قرار عقده أو تأجيله لهما ذات التداعيات الخطيرة، منوهاً إلى أنه لا بديل أمام حركة فتح إلا بمبادرة تصالحية وتوافق يمكن أن ينقذها مما هو قادم.