مؤسسة القدس الدولية تعقد ورشة عمل لبحث سبل مواجهة الاحتلال سياسيًّا وإعلاميًّا

رام الله - دنيا الوطن
عقدت مؤسسة القدس الدولية، اليوم الأربعاء 26/10/2016، ورشة عمل في العاصمة اللبنانية بيروت،  تحت عنوان "تهويد القدس وآليات المواجهة السياسية والإعلامية"، وذلك بمشاركة ثلة من الأكاديميين والباحثين في الشأن المقدسي، وشخصيات إعلامية وسياسية وفكرية قدموا إحدى عشرة ورقة بحثية تناولت قضية القدس وتهويدها، وتطوّر المواقف السياسية المتعلقة بالقدس لدى الأطراف المختلفة، بهدف الخروج بجملة توصيات تسهم في تشكيل خيارات سياسية لمصلحة القدس لدى صناع القرار.

ترأس جلسة الافتتاح معالي الأستاذ بشارة مرهج، نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية، الذي قال في كلمته:" جئنا اليوم لنتدارس واقع القدس وسياسات الاحتلال التهويدية، لنقدم نتائج نقاشنا البحثية والأكاديمية المتخصصة لصناع القرار العربي والفلسطيني، بهدف تثبيت أهل القدس ودعم صمودهم على أساس أن التوصيف الدقيق لمجريات الأمور ومعرفة التوجهات السياسية ومشاريع التهويد بقراءة بحثية أكاديمية معمقة، يدفعنا لتقديم خطط واضحة وعميقة قائمة على أسس منهجية".
 
وأضاف مرهج :" إن المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية وقادة الدول، مدعوّون كلهم للوقوف وقفة مسؤولة، أمام انتهاكات الاحتلال اليومية لحقوق الإنسان في القدس، وعلى المجتمع الدولي في مجلس الأمن تفعيل قراراته المتراكمة، لتصبح واقعًا ملموسًا في القدس لا حبرًا على ورق".
 
وألقى مدير عام مؤسسة القدس الدولية، الأستاذ ياسين حمود، كلمة قال فيها:" نلتقي اليوم في ورشة عمل متخصصة بعنوان "تهويد القدس وآليات المواجهة السياسية والإعلامية"، بهدف تحريك الخيارات السياسية الراكدة، وإعادة بَلوَرتها بما يخدم قضية القدس، من أجل العمل على طرحها من جديد بين يدَيْ صُنّاع القرار والمسؤولين والمهتمين. ولا شكّ في أنّ هذه الورشة بعناوين أوراقها المختلفة تعكس توجّسًا لدينا جميعًا من حالة التراجع الملحوظة على مستوى الأداء السياسي والإعلامي المتعلّق بالقدس فلسطينيًّا وعربيًّا، وتوجّسًا من بوادر مواقف ومبادرات دوليّة تنسف الحق الفلسطيني بالقدس، لا سيما المبادرة الفرنسية ومتعلّقاتها من مفاوضات".
 
وأضاف:" لقد سَعَينا منذ تأسيس مؤسسة القدس الدولية إلى تقديم المعلومة الدقيقة عن القدس، وتصدير المواقف الناضجة الواعية لتطور الأحداث على مختلف الصعد المتعلقة بالقدس، ونحن على قناعة بأنّ نصرة القدس تبدأ أولًا من الموقف السياسي، الذي يُترجَم لاحقًا على شكل استراتيجية إعلامية تبثّ المضامين السياسية، وبرامجَ عمليةٍ تخدم القدس ماديًّا وثقافيًّا وقانونيًّا".

وأكّد حمود، أن قرار اليونسكو الأخير قد أثبت قدرة العمل العربي والإسلامي المشترك، على تحقيق الإنجازات وتوجيه الضربات للاحتلال، وأن ما حصل قدّم نموذجًا إيجابيًا للعمل العربي والفلسطيني المشترك، داعيا إلى تكرار هذه النماذج وترجمتها إلى مشاريع تخدم القدس وتدعم صمود المقدسيين.
كلمة القدس ألقاها الشيخ الدكتور عكرمة صبري، رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس وخطيب المسجد الأقصى المبارك، دعا  فيها العرب والمسلمين إلى توجيه البوصلة نحو القدس، التي هي موضع إجماع للكل العربي والإسلامي. وقال:" على العرب والمسلمين أن يتحدوا لنصرة القدس وأهلها، ولجْم إجراءات الاحتلال الإسرائيلي التي تستهدف الإنسان الفلسطيني والمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة.

وثمَن صبري قرار اليونيسكو الأخير الذي وقف إلى جانب الحق الفلسطيني والتاريخي، وطالب الدول العربية باستثمار هذا القرار، وأن يكون منطَلَقًا لتحركاتها السياسية والدبلوماسية والقانونية في سبيل إظهار حقنا الشرعي".
كلمة حركة فتح ألقاها أمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح في لبنان، الأستاذ فتحي أبو العردات، أكد خلالها فشل الرواية الصهيونية الباطلة والمزيفة، التي استفادت من اللوبي الإعلامي والاقتصادي العالمي الصهيوني، قائلًا:" لقد سقطت الرواية الصهيونية على المسرح الدولي، وعلينا إسقاطها في ميدان الصراع المباشر على أرض فلسطين وفي القدس أولى القبلتين"، مضيفًا:" إن معركة القدس المستمرة وتجربة النضال فيها اليوم تحتاج من الدارسين ومراكز البحث توثيقها بكافة السبل الحديثة من التوثيق الشفوي إلى التوثيق المرئي والمسموع، ليس فقط من أجل حفظ  تراث المدينة وشعبها، بل من أجل استخلاص الدروس والعبر، والتخطيط المنهجي لمواصلة معركة الصمود البطولية".

وشدّد أبو العردات على أهمية تجاوز الانقسام الفلسطيني والالتقاء على أسس نضالية تنتج خيارات وطنية جديدة قادرة على إعادة المركزية السياسية والنضالية للقضية الفلسطينية، وتعزيز مقاومة الشعب الفلسطيني على المستويات كافة.
بدوره ، قال الأستاذ أسامة حمدان، مسؤول العلاقات العربية في حركة حماس "إن الاحتلال يبذل جهودًا محمومة، للسيطرة على الهوية الثقافية والرواية التاريخية للمدينة المقدسة، من خلال المشاريع التهويدية الضخمة وسلب الحق الفلسطيني وتغيير وجه المدينة العربي والإسلامي".

ودعا حمدان إلى تبني استراتيجية وطنية للدفاع عن القدس والأقصى، تترفّع عن الخلافات السياسية، وتُبنى على قاعدة تثبيت صمود المقدسيين، وتفعيل المقاومة وتطوير الموقف السياسي الفلسطيني، لينتقل من مربع الرهان على المفاوضات إلى الرهان على المقاومة وسائلها بكافة ، ودعم العمل الفلسطيني المشترك والسعي لتجريم العدو وإثبات الحق الفلسطيني والدفاع عنه.