تحذيرات من تبعات السماح لأعضاء الكنيست اليهود ووزراء اقتحام المسجد الأقصى مجدداّ

رام الله - دنيا الوطن
حذّر مختصون وقيادات مقدسية من تبعات قرارات من المتوقع أن تتخذها الحكومة الإسرائيلية وأذرع الاحتلال في القدس، تقضي بالسماح لأعضاء الكنيست اليهود ووزراء باقتحام المسجد الأقصى مجددا، وتبني توصيات قيادة شرطة الاحتلال في القدس بمعاودة السماح بمثل هذه الاقتحامات بشروط معينة، حيث أعلن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية "بيبي نتنياهو" أن الأخير بصدد عقد اجتماع قريب بهذه الخصوص.

وقال الناشط والحقوقي في الشأن المقدسي خالد زبارقة في حديث مع المركز الإعلامي المختص بشؤون القدس والأقصى- "مسرى ميديا"- : "واضح أن الاحتلال الإسرائيلي بدأ يستفحل شره في المسجد الأقصى المبارك، وبدأ هذا واضحا وجلياً في عدة مؤشرات أهمها منع المسلمين من دخول المسجد الأقصى في الشهر الأخير، في حين تم توفير الحماية للمقتحمين  من المستوطنين، وغيرهم، كما أن الاحتلال الإسرائيلي بدأ يشعر اليوم أن المجال متاح أمامه من أجل حسم مسألة المسجد الأقصى المبارك والقدس الشريف، ولذلك يتعامل ويتصرف في هيستيريا وجنون، وباستفزاز واستعجال غير مسبوق، ظنّاً منه أنه يستطيع أن يحسم قضية القدس والمسجد الأقصى المبارك، وعلى ضوء ذلك أؤكد أن القوة والحديد والنار والسلاح والمخابرات والشرطة والجيش والقتل والاعتقالات والإبعادات، لن تعطي الاحتلال الإسرائيلي أي حق في المسجد الأقصى، سيبقى الاحتلال الإسرائيلي مرفوضاً، وستبقى كل اجراءاته باطلة، وكل اجراءاته التي يحاول أن يفرضها بقوة السلاح لن تعطيه أي شرعية".

ورجّح المحامي خالد زبارقة ان يوافق "نتنياهو" على توجه الشرطة الأخير وتوصياتها بخصوص المسجد الأقصى، وقال: "إن نتنياهو سيوافق عاجلاً أم آجلاً على هذا  التوجه الذي أوصت بها قيادة الشرطة، ولا اعتقد أن تصريح الشرطة بالأمس أطلق في فضاء مستقل، بل هو أحد الفقاعات التي تطلقها الشرطة لترى ردة فعل الناس والشارع، وباعتقادي عاجلاً أم آجلاً، سيتضح أن رئيس الحكومة وأركان الحكومة الاسرائيلية، ماضون بشكل واضح وصريح في محاولة حسم قضية المسجد الأقصى المبارك، ولذلك من كان يظنّ أن الاحتلال الإسرائيلي سيتوقف عند حد اجراءاته وممارساته الحالية بسبب الضغط العالمي الدولي، أو بسبب التصريحات التي صدرت من هنا وهناك من حكومات أو مسؤولين عرب هو واهم ومخطئ، ومثل هذه التصريحات لن توقف شراسة الاحتلال الإسرائيلي الاّ اذا كانت  تصريحات حقيقية نابعة من موقف حقيقي، والموقف الحقيقي بحاجة الى رصيد على الأرض".

وعن تبعات ممكنة لقرار قد يتخذه الاحتلال بشأن السماح لأعضاء الكنيست اليهود ووزراء باقتحام المسجد الأقصى قال زبراقة لـ "مسرى ميديا": "إن اتخاذ مثل هذا القرار هو سبب واضح لزيادة التوتر في القدس، وإذا كان الاحتلال الإسرائيلي ماضٍ في هذا الموضوع فهو الذي يتحمّل تبعات هذا القرار، أيا كانت هذه التبعات".

وعن قلة عدد المسلمين الذين تواجدوا في المسجد الأقصى خلال الفترة الأخيرة، قال المحامي زبارقة: "يجب ان نقول الحقيقة بصراحة، في السابق تواجد مرابطون ومرابطات في المسجد الأقصى المبارك، وحشود من المصلين والمصليات من القدس والداخل الفلسطيني، ثم أعلن عن المرابطين والمرابطات بأنه تنظيم محظور ومنع نشاطه من قبل الاحتلال الإسرائيلي، كما تم اعتقال الكثير من شباب القدس وإبعادهم عن القدس والأقصى، ومنع عدد من القيادات والنشطاء من الداخل الفلسطيني من دخول القدس والأقصى، كما جرى إعاقة وصول ودخول المصلين الى المسجد الأقصى، وتضييق الحصار على الأقصى، في السابق أيضا كان هناك موقف واضح وقوي للأردن من الاقتحامات والممارسات الإسرائيلية، كان هناك موقف للجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل الفلسطيني، كان هناك موقف للحركة الإسلامية الجنوبية، الان وبسبب منع وحظر المرابطين والمرابطات، ثم حظر الحركة الإسلامية، وإغلاق مؤسسات أهلية كانت تعنى برفد المسجد الأقصى بآلاف المصلين، الآن وبعد ما حصل  نتساءل ونتصارح،  اين باقي المركبات التي من الواجب ان تتحرك الان؟! وتقدم موقفها ونشاطها نصرة للمسجد الأقصى، أين هذه الشرائح، المملكة الاردنية الهاشمية، ووزارة الأوقاف الاردنية، والسلطة الفلسطينية، ولجنة المتابعة، وأعضاء الكنيست العرب، اين موقف هؤلاء من آخر المستجدات والممارسات الاحتلالية الأخيرة في المسجد الأقصى ومدينة القدس المحتلة".

وأضاف: "اعتقد أن سلوك  الاحتلال الإسرائيلي اليوم هو مؤشر خطير جدا لما قد يقدم عليه الاحتلال من سياسات وممارسات ضد المسجد الأقصى،  أخطر مما عليه اليوم،  وفقط الأعمى هو الذي لا يرى الصورة كذلك، ولذلك المطلوب الآن وبشكل واضح وصريح تكثيف التواجد في المسجد الأقصى، من جميع المركبات الفلسطينية، لأنه ثبت بالدليل القطعي أن التواجد الفلسطيني في المسجد الأقصى كفيل بعرقلة كل سياسات الاحتلال الإسرائيلي، ولذلك يجب على الجميع داخل مركبات لجنة المتابعة أن يقوموا بدورهم المنوط بهم في تحريك الشارع نحو المسجد الأقصى المبارك".

أما على المستوى الفلسطيني، يضيف زبارقة: "يفهم إسرائيليا على انه موقف هزيل وغير مبال، ولذلك لا تأبه به إسرائيل، عندما تحدد سياساتها وممارستها على الأرض، ولذلك من الواجب ان تتوحد الجهود نحو القدس والمسجد الأقصى، لأن قضية القدس وقضية المسجد الأقصى هي القضية الوحيدة الكفيلة بتوحيد جهود كل الشعب الفلسطيني، بكل مشاربه وفصائله، وحركاته، لأنه لم تعد هناك قضية يمكن أن يتوحد حولها الشعب الفلسطيني، مثل قضية القدس والمسجد الأقصى".

وأكد زبارقة أن المطلوب الان وبشكل عيني من المملكة الأردنية الهاشمية، على ضوء محاولات الاحتلال الإسرائيلي سحب الوصاية التاريخية للملكة الأردنية الهاشمية، هو أن ان تتحرك لحماية هذه الوصاية الأردنية الهاشمية، التي يريد الاحتلال الإسرائيلي أن يسحبها منها".