سيادة المطران عطا الله حنا معقبا على تحريض اللوبي الصهيوني في تشيلي على زيارته : " لا توجد هنالك قوة قادرة على اقتلاعنا من انتماءنا الروحي والانساني والوطني "

اصدرت منظمات صهيونية تشيلية موالية لاسرائيل اليوم بيانا تحريضيا استهدف سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس وذلك بسبب زيارته الى تشيلي ومحاضراته ولقاءاته التي هدفت الى ابراز عدالة القضية الفلسطينية وقد شنت المنظمات المرتبطة باللوبي الصهيوني في تشيلي بيانا شديد اللهجة نشر اليوم في عدد من الصحف التشيلية وذلك بسبب تصريحات سيادة المطران المؤيدة للقضية الفلسطينية والمنحازة للشعب الفلسطيني .وقد اصدر سيادة المطران عطا الله حنا التوضيح التالي : 

اولا : ان هذا التحريض العنصري لن يزيدنا الا ثباتا وتمسكا بمواقفنا ونحن نرفض هذا التحريض جملة وتفصيلا لاسيما ان زيارتنا لتشيلي حملت رسالة السلام والمحبة والاخوة والتضامن والتأكيد على ضرورة الحوار والتلاقي بين كافة اصحاب الديانات التوحيدية الثلاث نبذا للكراهية والطائفية والعنف وكافة المظاهر اللانسانية واللاحضارية .

اننا نحترم كافة اتباع الديانات التوحيدية في عالمنا وهي الديانات اليهودية والاسلامية والمسيحية كما نحترم كل انسان بغض النظر عن خلفيته الثقافية او العرقية او القومية ، فنحن لا نعادي احدا بناء على انتماءه الديني او العرقي وقيمنا الاخلاقية والانسانية والروحية تحثنا على احترام ومحبة كل انسان ايا كان مذهبه او دينه او انتماءه القومي لاننا نعتبر البشر كافة انما هم خلائق الله ، وقد خلقنا الله جميعا على صورته ومثاله ونحن ننتمي الى اسرة بشرية واحدة.

ثانيا : في الوقت الذي فيه نؤكد احترامنا لكافة الديانات والثقافات والانتماءات العرقية والقومية نؤكد رفضنا وتنديدنا بكافة انواع واشكال العنصرية والتطرف وخاصة تلك التي تلبس ثوب الدين او الانتماء العرقي ، فالتطرف الديني والعنصرية والكراهية هي مظاهر غير انسانية وغير حضارية نرفضها جملة وتفصيلا ولا يمكننا ان نقبل بالمظاهر العنصرية او ان نستسلم امامها بغض النظر عن مسمياتها والقابها واوصافها .

ثالثا : اننا نحترم المنتسبين الى الديانة اليهودية وقد حضر عدد منهم محاضراتنا ونشاطاتنا في تشيلي وهم ينتمون للجماعات الرافضة للاحتلال والمؤيدة للشعب الفلسطيني .

نحن لا نعادي اليهودي لانه يهوديا بل نرفض العنصرية الممارسة باسم الدين اليهودي والتي تحلل ما حرمه الله ، فما اقدمت عليه السلطات الاسرائيلية منذ عام 48 وحتى الان لا يمكن تبريره بأي نصوص دينية فالله تعالى هو اله رحمة ورأفة للبشر ولا يمكن لله ان يحلل بأن يقتلع شعب من دياره وبأن يستهدف بهذه الطريقة الهمجية وان يشرد في كافة اصقاع العالم ونحن كفلسطينيين ما زلنا حتى اليوم ندفع ثمن هذه العنصرية وهذه السياسات الظالمة التي استهدفت شعبنا الفلسطيني في نكبته وفي نكسته وما اكثر النكبات والنكسات التي حلت بشعبنا الفلسطيني .

رابعا : اننا في الوقت الذي فيه نرفض العنصرية الممارسة بالثوب الديني اليهودي نؤكد رفضنا لكافة انواع العنصرية والتطرف والكراهية والعنف والارهاب بغض النظر عن اولئك الذين يمارسونها لاننا نعتقد بأن هذه الممارسات انما هي ممارسات خارجة عن السياق الانساني والحضاري والاخلاقي والروحي .

خامسا : اننا نعلن مجددا رفضنا وتنديدنا واستنكارنا بما تقوم به منظمات ارهابية تدعي تمثيلها للديانة الاسلامية وهي تقتل وتذبح وتدمر دون اي وازع انساني ، كما اننا ندين وبشدة ما تقوم به بعض الجماعات في الغرب والتي تدعي انها مسيحية اذ تقوم بتبرير سياسات اسرائيل وتدافع عنها بطريقة غير مقبولة لا انسانيا ولا اخلاقيا ولا مسيحيا ، لهؤلاء اقول بأن انحيازكم للصهيونية ولاسرائيل جعلكم بعيدين عن القيم المسيحية ، فلا يمكن للمسيحي المؤمن بقيم الانجيل والمتمسك بالقيم والمبادىء المسيحية ان يكون منحازا للظالمين على حساب المظلومين، ان المسيحية تعلمنا دوما بأن نكون منحازين الى جانب المظلومين والفقراء والمطرودين والمضطهدين والمستهدفين ، المسيحية لا تدعونا للانحياز للظالمين على حساب المظلومين او الاغنياء على حساب الفقراء ، فالقيم المسيحية دوما كانت داعية لنصرة المظلومين والمتألمين ولذلك فإنني اقول لاولئك الذين يبررون سياسات اسرائيل ويدافعون عنها اقول : بأن الانحياز للشعب الفلسطيني في نضاله المشروع من اجل الحرية من اجل تحقيق امنياته وتطلعاته الوطنية هو انحياز للحق والعدالة وهو انحياز للقيم المسيحية والمبادىء الانجيلية .

سادسا : ان هذا التحريض لن يزيدنا الا ثباتا وتمسكا بمواقفنا ولن نتنازل عن حقنا المشروع في الدفاع عن عدالة قضية شعبنا فالمسيحيون الفلسطينيون هم اصيلون في انتماءهم لشعبهم ولقضيته الوطنية ولن يتخلوا عن ثقافتهم وانتماءهم الروحي والانساني والحضاري والوطني .

سابعا : اننا نؤكد لمن يجب ان يسمع ويعرف بأن المسيحية اصيلة في انتماءها لهذا المشرق العربي ونحن في فلسطين نعشق هذه الارض المقدسة وننتمي اليها بكل جوارحنا ولن نتخلى عن قضية شعبنا تحت اي ظرف من الظروف وتحت اية ضغوطات مهما كانت هذه الضغوطات ، فنحن لا نخاف من احد ونحن لسنا موظفين عند احد ونحن لسنا موجودين في جيب احد لكي يسيرنا كما يريد ، نحن احرارا وسنبقى احرار وستبقى مواقفنا واضحة وضوح الشمس انطلاقا من قيمنا الروحية واخلاقنا الايمانية وانتماءنا الفلسطيني العربي النقي .

ثامنا : اقول لهؤلاء المحرضين الذين لم يقرأوا التاريخ ولربما لا يعنيهم قراءته بأن المسيحية انطلقت من فلسطين الارض المقدسة ، فنحن لسنا بضاعة مستوردة من هنا او من هناك ونحن لسنا جماعة أوتي بها من هنا او من هناك ، فهذا هو موطننا وهذه هي ارضنا وهذه هي قدسنا حاضنة مقدساتنا وهذا هو شعبنا الفلسطيني الابي المناضل من اجل الحرية الذي نحن جزء اساسي من مكوناته ونحن نفتخر بانتماءنا لهذا الشعب المناضل من اجل الحرية والكرامة واستعادة الحقوق السليبة.

تاسعا : ان ابواق اللوبي الصهيوني في العالم بكافة مسمياتها والقابها يزعجها ان يسمع الصوت المسيحي الفلسطيني المنادي بالعدالة لان هذا الصوت يحرجهم ونود ان نقول بأن الصوت المسيحي الفلسطيني العربي النقي سيبقى صوتا حرا اصيلا منتميا لهذه الارض المقدسة ، لن نتخلى عن مسيحيتنا المشرقية ، لن نتخلى عن انتماءنا لشعبنا الفلسطيني ، لن نتخلى عن انتماءنا لامتنا العربية وسنبقى ندافع عن قضايا امتنا العربية وفي مقدمها قضية فلسطين شاء من شاء وابى من ابى .