كيف أحمي أطفالي من تعليقات الأخرين السلبية؟

كيف أحمي أطفالي من تعليقات الأخرين السلبية؟
رام الله - دنيا الوطن
كانت الفتاة الصغيرة تلعب في أحد مطاعم الأطفال عندما ركضت إلى أمها تبكي تهكمهم على وزنها الزائد، ردت الأم بتوبيخ الفتاة نفسها "بطلي أكل شوية علشان محدش يتريق عليكِ".

كان هذا مثال لهدم ثقة هذه الطفلة بنفسها، حتى بعد أن تكبر وقد تفقد وزنها الزائد، لكنها لن تنسى أبدًا تهكمهم وسخريتهم منها، لكن ما سيؤلمها حقًا هو رد فعل الأم فقط.

خلال دراستي لنفسية الطفل، كان من ضمن أهم الاحتياجات التي تبني شخصية الطفل هو الإحساس بالأمان، والتقدير، والثقة بالنفس، التي لا يأخذها الطفل بشكل أساسي من المارة المُعلقين والمتهكمين غير الواعين، لكن يستمدها بشكل أساسي من أسرته، وبالتحديد من الأم والأب.

بنخزي العين!أول التعليقات التي تواجه الأم مع طفلها أو طفلتها، هي تلك التعليقات السلبية التي تُقال من منطق "بنخزي العين" خوفًا من الحسد، فترى مولودك الصغير للمرة الأولى لتسمعي، عبارات مثل: "إنه ليس جميل مثل أمه، ليس وسيم مثل أباه، فمه كبير جدًا".

وهنا، عليكِ إنهاء هذه المهزلة على الفور، فالطفل حتى إن كان عمره أيام، قادرًا على تمييز الكلام الإيجابي والسلبي، وهذه الكلمات تلتصق في ذهنه، وتترجم عندما يعي معنى الكلمات.

يمكنك زيادة ثقة طفلك بنفسه منذ أيامه الأولى، من خلال بعض الردود الإيجابية: "طفلتي لا تشبهني.. هي أجمل، طفلي لا يشبه أباه.. هو أكثر وسامة".

التحول إلى درع
عندما تكبر طفلتكِ الصغيرة ستكون مُدركة للكلمات السلبية، عندما تقابلين أحد هؤلاء المزعجين "انتي مطلعتيش بيضة زي أختك ليه؟"، ردي بحسم: "لكل إنسان جماله الخاص، وهي وشقيقتها قمر وشمس".

ابحثي دومًا عن ردود تعزز من ثقة طفلتك، وتصد أي نقاش آخر من الطرف الأخر، لا تخشي أن تجرحي مشاعر المتطفلين، حتى إن كانوا من الأقارب.

لاتتضعفي.. كل الأطفال حلوين
قد يمنحك الله طفلة بشعر مجعد، أو وزن زائد، أو بشرة داكنة، وقد تشبه أباها ولا تشبهك، لا تجعلي ضغوط المتطفلين والمنتقدين عليكِ، تحول علاقتك بطفلك وهدفك أن تظهريه أجمل لهم.

بعض الأمهات تعرض أطفالها الصغار إلى ضغوط نفسية كبيرة، من الانتقاد بالكلمات، أو حتى فرد الشعر بمواد ضارة للأطفال، أو حمية قاسية، ليس الهدف منها صحة الطفل، لكن فقط إرضاء الناس.

تذكري دومًا أنكِ الأهم بالنسبة لطفلك، وليس الأخرين، ركزي على عينيه عندما ينتقده أحد سينظر إليكِ، منتظرًا إنصافك وكلماتك الإيجابية التي ستبني ثقته بنفسه.

التعليقات