"أمل" صحافية رياضية.. قامت بتغطية الدوريات المحلية بغزة.. ولكنها توقفت.. ما السبب؟

"أمل" صحافية رياضية.. قامت بتغطية الدوريات المحلية بغزة.. ولكنها توقفت.. ما السبب؟
الصحافية أمل بريكة
خاص دنيا الوطن- علاء الهجين
بدأت الفتاة العشرينية أمل بريكة بمتابعة  مباريات كرة القدم منذ أن كانت طفلة صغيرة، ومع مرور السنوات باتت تتابع  آخر أخبار الأندية العربية والأجنبية، حتى قادها شغفها الكبير لاختراق عالم الرياضة، فغدت من الصحافيات القلائل اللاتي دخلن هذا المجال.

استطاعت أمل بوقت قصير أن تكسر جل الحواجز والقيود التي عاقت طريقها كون مجالها شاق ومتعب بالنسبة لفتاة تريد اختراق عالم الرياضة وتغطية مباريات كرة القدم.

أمل لازالت مولعة بمتابعة مباريات كرة القدم وخاصة فريقها المفضل برشلونة، وباتت تعطي معظم وقتها لمطالعة الصحف المحلية والعالمية والمواقع الرياضية لمعرفة كل ما هو جديد على الساحة المحلية والأوروبية.

أمل محمد بريكة من سكان محافظة رفح جنوب قطاع غزة، ولدت وترعرعت في الحارة التي تقطن فيها عائلتها بالقرب من تلة زعرب، فهي تأتي في الترتيب التاسع لستة أخوة شباب وخمس أخوات، درست المرحلة الابتدائية في مدرسة رابعة العدوية، ثم انتقلت في المرحلة الإعدادية بين مدرستي عقبة بن نافع والقادسية، وبعد ذلك عادت إلي مدرستها القديمة  لتدرس المرحلة الثانوية، وكانت متميزة في جميع مراحل الدراسة.

وتغطي صحافة الرياضة جوانب كثيرة من المنافسات الرياضية التي يمارسها الأشخاص، ويمثل هذا النوع جزءاً لا يتجزأ من معظم المواد الصحفية بما في ذلك الصحف والمجلات والنشرات الإخبارية التي تبث عبر الراديو والتلفاز، في حين يوجد بعض النقاد الذين لا يعتبرون أن صحافة الرياضة تمثل نوعاً حقيقياً من الصحافة، غير أن شهرة الألعاب الرياضية في الثقافة الغربية قد برر إثارة انتباه الصحفيين ليس للأحداث التنافسية في مجال الرياضة فحسب، بل أيضاً للرياضيين أنفسهم والأعمال التجارية الخاصة بالرياضة.

تحدٍ واصرار

حين حصلت على شهادة الثانوية العامة وأرادت الالتحاق بقسم الإعلام رفض والدها قطعياً أن تدخل هذا المجال كونه متعب وشاق على الفتيات، ويحتاج إلى قوة شخصية وجرأة وقدرة على التحدي، وبعد تعنت والدها اختارت تخصص تربية الطفل وتخرجت منه الأولى على دفعتها بمعدل امتياز، ثم ساءت نفسيتها كون حلمها يكمن بدراسة التخصص الذي تعشقه.

توضح أمل أنها لم تستسلم لتعنت والدها بالرفض وظلت تحاول حتى حصلت على عقد عمل مدته 4 شهور، استطاعت أن تستثمر راتبها  وتلتحق بمجال الإعلام بجامعة الأقصى بغزة عام 2012، وتحملت المسؤولية والضغوط، وكانت والدتها تساعدها، حتى تخرجت عام 2015 بمعدل 83%, واجتهدت خلال فترة الدراسة كثيراً وحصلت على العديد من الدورات والخبرات في مجال دراستها، ثم حصلت على جائزتين: الأولى كانت المركز الأول في الصحافة الاستقصائية على مستوى جامعات قطاع غزة، والثانية كانت المركز الثاني على فلسطين في أفضل تقرير يتحدث عن مستويات العنف ضد المرأة.

البداية

وتشير إلى أن بداية عملها كصحافية رياضية عندما كانت في دورة تدريبية مختصة بالتحرير الصحفي الرياضي مع الصحافي الرياضي عماد يوسف،  وكان يعمل في الصحافة الرياضية، تحدث معها بضرورة الالتحاق بهذا المجال عملياً على اعتبار أنها مهتمة به كثيراً،  فعملت في  العام 2012 في موقع الأقصى سبورت لمدة عامين كاملين وقامت بتغطية الدوري المحلي في قطاع غزة في ذلك الوقت.

شهرة

وتوضح أنها بعد ذلك انتقلت لتعمل بالصحافة الرياضية، وغدت من المعروفات بالصحافة الرياضية، نظراً لأن الإعلاميات الرياضيات قليلات جداً  ونادراً ما يخضن في هذا المجال، ثم انتقلت للعمل بموقع كابيتانو الرياضي من عام 2014 إلي 2015 لتغطية الدوري المحلي لكرة القدم، وعملت فترة قصيرة في موقع الحقيقة سبورت، وكانت تتنقل بتلك الفترة للعمل بين 4 مواقع إلكترونية رياضية.

عدم إتاحة فرصة

وتؤكد أنها توقفت عن العمل بمجال الرياضة في الفاتح من عام 2016م بسبب عدم توفر فرصة عمل حقيقية بهذا المجال الذي يحتاج إلى الكثير من الجهد والوقت والمال للعمل به، في حين لو أتيحت لها فرصة عمل جيدة من الممكن أن تعود بشكل أقوى من قبل، كونها تتابع الرياضة من صغرها ولديها شغف كبير حولها.

وتضيف" ما يميز الصحافة الإخبارية عن الرياضية أن الأخيرة مهنة يحتكرها الرجال بشكل كبير جداً مقارنة بعدد الصحافيات اللاتي يعملن في هذا الجانب، ولكن لاحظنا في الفترة الأخيرة بدء قبول الصحافيات لهذه المهنة ومنهن من اتجهن إليها ما يجعلهن يعزفن عنها قلة الفرص المتاحة لهن من قبل المؤسسات الإعلامية الرياضية التي تفضل أن يعمل بها الرجال".

مواقف تعرضت لها

وتتابع" في إحدى الاحتفالات التي نظمها موقع الأقصى سبورت كنت أنا الفتاة الوحيدة بين كافة الحاضرين وشعرت بالخجل وقتها، كان من المفترض وجود توازٍ بين الحاضرين، وأن يكون هناك عنصر نسوي قوي".

وتطمح أمل بالعمل داخل مؤسسة إعلامية رياضية كبيرة تتبناها وتوصلها لتحقيق حلمها.

وتطالب وزارة الشباب والرياضة بضرورة توفير مكان مخصص للصحافيات، يساعدهن في ممارسة عملهن بحرية أكبر، إضافة إلى تبنيها الصحافيات الرياضيات الناشئات".