محلل مصري لـ (دنيا الوطن): عباس يناور الرباعية العربية ... ورؤية مصرية للتقارب مع غزة

محلل مصري لـ (دنيا الوطن): عباس يناور الرباعية العربية ... ورؤية مصرية للتقارب مع غزة
الرئيس عباس مع الرئيس السيسي
خاص دنيا الوطن - أحمد جلال 
قال المحلل السياسي المصري، والمختص في الشأن الفلسطيني، محمد جمعة، إن القيادة المصرية لديها توجهات جديدة للمقاربة مع قطاع غزة بعد أكثر من تسع سنوات من الخلاف، منوهاً إلى أن الرؤية المصرية تدفع باتجاه المقاربة مع قطاع غزة ومنحه المزيد من التسهيلات. 

وأضاف جمعة، في حديث خاص لـ "دنيا الوطن"، أن مصر بدأت تفكر بشكل جدي في تحسين العلاقات مع غزة وتقديم تسهيلات لها بما فيها فتح معبر رفح البري، مؤكداً أن الرؤية المصرية تأتي في إطار الدور المصري الفاعل في القضية الفلسطينية. 

وحول ما يجري تداوله عن الخلافات القائمة بين الرئيسين الفلسطيني محمود عباس والمصري عبد الفتاح السيسي، قال جمعة، إن خلافات في وجهات النظر بين الرئيس عباس والرباعية الدولية نتجت عن اختلاف الرؤى والأولويات بين الطرفين. 

وأوضح، أن مصر قلقة من عدم وجود "رقم 2" في السلطة الفلسطينية وحركة فتح، وأن غياب نائب لعباس يشير إلى احتمال نشوب صراع بين القامات الفلسطينية المتساوية، لافتاً إلى أن القضية تثير مخاوف كلٍ من مصر والأردن. 

وأشار جمعة، إلى أن القاهرة تتخوف من أمرين رئيسين، أولهما: سيناريو الفوضى وعودة تيار الإسلام السياسي مرة أخرى من البوابة الفلسطينية، خاصة في ظل صراع حركة فتح الداخلي وسعي حركة حماس للاستفادة منه، مبيناً أن الرباعية الدولية طرحت أفكارها وفق ذلك التخوف. 

ولفت إلى أن المسألة الثانية التي تثير مخاوف القيادة المصرية، "سعي الرئيس الفلسطيني للحيلولة دون بروز أي شخصية قد تظهر على أنها خليفة للرئيس عباس، بالرغم من نيته عدم الترشح لمنصب الرئيس في أي انتخابات مقبلة". 

ونوه جمعة، إلى أن مصر تتخوف من إجراءات نقل السلطة في الأراضي الفلسطينية، خاصة أنه سيجري تنحية القواعد الدستورية والقانونية، كما جرى بعد عام 2006 في غزة، مبيناً أنه من المرجح أن تعود قضية عدم الشرعية إلى الساحة الفلسطينية بدرجة كبيرة. 

ولفت إلى أنه لتجنب ذلك فإن الأمر يتطلب توافقاً داخلياً بين حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية، والعمل على ترتيب حركة فتح، مشدداً على أن تدخل الأطراف الإقليمية في الخصومة بين القيادي الفلسطيني محمد دحلان الرئيس عباس أثارت غضب الأخير.  

وتابع: "ترتيب السلطة الفلسطينية محل إلحاح من الرباعية العربية، وأبو مازن يسعى لترتيبها من خلال وجهة نظره، الأمر الذي أغضب الرباعية العربية في ظل مؤشرات تآكل شرعية السلطة والانفلات الأمني"، مشدداً على أن الرئيس عباس يناور من خلال ممارساته الدولية والإقليمية، ويعمل على مواجهة ضغوط الرباعية العربية من خلال المناورة بملف المصالحة مع حركة حماس. 

وبين جمعة، أن الخلافات بين عباس والرباعية العربية تأتي في ظل انسداد الأفق والشائعات التي أحاطت بصحة الرئيس عباس، مؤكداً أن العواصم العربية لديها تخوفات كبيرة تجاه الأوضاع السياسية الفلسطينية في حين أن مساحة التفاهم بين عباس والرباعية ما زالت قائمة، وفق تعبيره.