سيادة المطران عطا الله حنا بمناسبة اختتام زيارته لتشيلي : " لن نكون في حالة احباط ويأس وسنبقى متمسكين بالامل والرجاء لاننا اصحاب قضية عادلة "

رام الله - دنيا الوطن
اختتم سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم زيارته الرسمية الى العاصمة التشيلية سانتياغو .وقد اختتم سيادة المطران زيارته بمؤتمر صحفي حضره عدد من الاعلاميين التشيليين يمثلون وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة حيث تحدث سيادة المطران في مؤتمره الصحفي عن زيارته لتشيلي ولقاءاته واجتماعاته ومحاضراته والتي هدفت الى ابراز عدالة القضية الفلسطينية وضرورة التضامن والوقوف الى جانب شعبنا حتى يتمكن من تحقيق امنياته وتطلعاته الوطنية  حتى يستطيع ان يعيش بحرية وسلام في ارضه ووطنه ، كما ابرز في لقاءاته واجتماعاته مسألة الحضور المسيحي في فلسطين وفي منطقة الشرق الاوسط بشكل عام .

قال سيادته في المؤتمر الصحفي بأنني اود ان اشكر جميع الذين ساهموا وعملوا من اجل انجاح هذه الزيارة لكي يصل الصوت المسيحي العربي الفلسطيني الاتي من القدس الشريف الى حيثما يجب ان يصل هذا الصوت .

قال سيادته بأن الصوت المسيحي الفلسطيني الوطني سيبقى صوتا مناديا بالعدالة والحرية لشعبنا الفلسطيني ولن نكون الا مع هذا الشعب منحازين لقضيته العادلة ومدافعين عن حقوقه ، لاننا ننتمي لهذا الشعب ولان قضيته هي قضيتنا وآلامه هي آلامنا وسعيه من اجل الحرية هو سعينا ، يؤسفنا ما يشهده عالمنا من تحريض وتطاول على شعبنا الفلسطيني ومحاولات لتجريم نضاله من اجل الحرية ، فهنالك ابواق اعلامية في الغرب تسعى للاساءة لشعبنا وتشويه صورته وكأننا جماعة من الارهابيين القتلة الذين لا نؤمن بقيم الحياة والرقي والمبادىء الانسانية السامية ، اقول لكم بأن شعبنا ليس كذلك ولن يكون كذلك فنحن لسنا جماعة ارهابية تؤمن بثقافة العنف والقتل ، نحن شعب يرفض الارهاب وهو ضحية الارهاب الممارس بحقه ، نحن شعب يحب الحياة ويعشق الحرية والكرامة ، ان شعبنا شعب متحضر وشعب مثقف يتحلى بالوعي والحكمة والانتماء الوطني الاصيل ، ومهما حرضوا على شعبنا الفلسطيني واساءوا لقضيته العادلة سيبقى شعبنا متمسكا بحقوقه وثوابته ولن نستسلم للظالمين الذين يمتهنون كرامة شعبنا في كل يوم ، نحن جماعة تنادي بالعدالة وتحقيق السلام الحقيقي بعيدا عن الاحتلال والعنصرية ، فمن حق شعبنا الفلسطيني ان يعيش مثل شعوب العالم بحرية وكرامة وامن وسلام، فالحرية هي هبة إلهية حباها الله للانسان عندما خلقه ، لقد خلقنا احرارا ويجب ان نعيش احرارا بعيدا عن الاستعمار والاحتلال والممارسات الاحتلالية الظالمة .

ستبقى القضية الفلسطينية هي اعدل قضية عرفها التاريخ الانساني الحديث ، فقد انهارت الانظمة الاستعمارية في سائر ارجاء العالم وبقيت فلسطين الارض المقدسة تنتظر ذلك اليوم الذي فيه تعود اليها حريتها لكي ينعم شعبنا بالحرية التي يستحقها ويناضل في سبيلها .

سيبقى المسيحيون الفلسطينيون العرب منحازون لقضية شعبهم ولن تكون بوصلتنا الا نحو القدس ، فنحن ننتمي الى هذه الارض المقدسة ومتعلقون بها ايمانيا وتراثيا وانسانيا ووطنيا ، لن يتمكن احد من اقتلاعنا من جذورنا الوطنية ، لن يتمكن احد من تشويه هويتنا وتاريخنا وانتماءنا لهذه الارض المقدسة ، فنحن فلسطينيون وسنبقى كذلك شاء من شاء وابى من ابى .

نلتفت الى سوريا التي يعصف بها الارهاب مدمرا ومخربا ومستهدفا الشعب السوري وتاريخه وثقافته وحضارته وصروحه الدينية والتاريخية ، كما ان هنالك مطارنة مخطوفون وهما سيادة المطران بولس اليازجي وسيادة المطران يوحنا ابراهيم ونحن نتمنى ان نسمع اخبارا سارة عن هذين الحبرين الجليليين ، كما وغيرهم من المخطوفين الذين يجب ان يعودوا الى ذويهم آمنين سالمين ، نحن مع سوريا في محنتها ونزيف سوريا هو نزيفنا جميعا ، كما ان ما يحدث في العراق وفي اليمن وفي ليبيا وفي غيرها من الاماكن يعنينا بشكل مباشر لان فلسطين هي قلب الوطن العربي وعندما يتألم اخوتنا العرب ويستهدفون نحن نكون معهم في آلامهم واحزانهم مع تمنياتنا وادعيتنا بأن تتبدل هذه الاوضاع وان يتوقف هذا العنف والارهاب وان تسود ثقافة الحوار والمحبة والتلاقي بين ابناء الامة العربية الواحدة .

يؤسفنا ويحزننا ويقلقنا ما يحدث في مشرقنا العربي من محاولات ومؤامرات هادفة لتفكيك مجتمعاتنا واثارة الضغينة والتشرذم والفتن في صفوفنا وبين ظهرانينا ، نحن نلحظ في الاونة الاخيرة ارتفاعا في وتيرة الخطاب الطائفي التحريضي التكفيري ولا يستفيد من هذا الخطاب الا اعداء الامة العربية الذين يريدوننا ان نكون مشرذمين مفككين لكي يتسنى لهم تمرير مشاريعهم في منطقتنا العربية ، ندعو لافشال كافة المؤامرات التي تهدف الى اثارة الفتن في مجتمعاتنا العربية ، ندعو للتصدي لثقافة التحريض الطائفي والمذهبي بثقافة المحبة والتعايش واللحمة والاخوة والتلاقي بين ابناء الامة العربية الواحدة ، كفانا ما حل بنا من نكبات ونكسات، فعلينا ان نوحد صفوفنا لكي نكون اقوياء بوحدتنا ، فوحدة العرب هي قوة لهم في دفاعهم عن قضاياهم الوطنية وفي مقدمتها قضية فلسطين .

المسيحيون المشرقيون الثابتون والصامدون في اوطانهم بالرغم من كل ما حل بهم لن يتخلوا عن انتماءهم وعن جذورهم وعن قيمهم وارتباطهم بهذا المشرق العربي .

المسيحيون العرب ليسوا اقلية في اوطانهم لا في فلسطين ولا في سوريا ولا في العراق ولا في اي بلد عربي اخر ، فالمسيحية عنصر اساسي من مكونات منطقتنا وهويتها الروحية والثقافية والتاريخية والوطنية ، والمسيحية بزغت من ديارنا ، وفلسطين الارض المقدسة هي مهد المسيحية ، ونحن نفتخر بأن وطننا هو ارض الميلاد والتجسد والفداء والقيامة والنور ، من فلسطين انطلقت المسيحية الى مشارق الارض ومغاربها والقدس هي المركز المسيحي الاساسي في عالمنا وهي ام الكنائس ومع احترامنا لكافة المراكز المسيحية شرقا وغربا تبقى كنيسة القدس هي الكنيسة الام وتبقى ارضنا المقدسة المكان الذي بزغ منه نور القيامة باعثا الامل والرجاء في القلوب ومبددا ظلمات هذا العالم وناقلا البشرية بأسرها من حقبة الخطيئة والموت والظلام الى حقبة الخلاص والنور والنعمة .

لن نتخلى عن انجيلنا وعن مسيحيتنا ، لن نتخلى عن انتماءنا للكنيسة الواحدة الجامعة المقدسة الرسولية ، وسيبقى المسيحيون المشرقيون العرب متمسكين باصالتهم الايمانية وجذورهم الروحية ومدافعين عن اوطانهم وفي مقدمتها قضية فلسطين قضية العرب الاولى قضية المسيحيين والمسلمين وكافة احرار العالم .