منزل صبري غريب تحاصره مستوطنة حداشاه غرب القدس من جهاته الأربع

منزل صبري غريب تحاصره مستوطنة حداشاه غرب القدس من جهاته الأربع
مستوطنة حداشاه غرب القدس
خاص دنيا الوطن - بهاء بركات
تختصر حياة المواطن الفلسطيني، أنس غريب، من بلدة بيت إجزا شمال غربي  القدس المحتلة، قصة معاناة الفلسطينيين منذ النكبة عام 1948.

بدأت معاناة العائلة كما يرويها أنس غريب أحد أفرادها بعد مصادرة 40 دونماً من أراضيهم في قرية بيت إجزا شمال غرب القدس، ووضع كرفانات سكنية للمستوطنين فيها، وهو ما قاد جده صبري للبدء بالإجراءات القانونية لاسترجاع الأرض وطرد المستوطنين منها، إلا أن محاولاته باءت بالفشل.

وبدأ المستوطنون بشن حملات من الاعتداءات والاستفزازات لطرد العائلة من المنزل والاستيلاء عليه، فيقول أنس لــ (دنيا الوطن)، "بدأت حملة الاعتداءات بضرب الحجارة على المنزل باستمرار، وإطلاق النار على السيارة، ثم اسكن بجوارنا مستوطن استأنف ما بدأ به غيره، فكان يحملنا مسؤولية الأذان وأصوات المدرسة القريبة وينتقم منا".

وأشار أنس إلى أن كل جهودهم لم تثني المستوطنين عن خطواتهم، بل بدؤوا يشقون طريقاً جديدة للضغط على العائلة للرحيل عن المنزل، حيث جاءت إحدى نساء المستوطنة بشيك موقع لجدي، وأخبرته أنه بإمكانه أن يضع أي مبلغ يريد مقابل إخلاء المنزل.
وأكد أنس على أن جده أصر على رفضه وحمل حفنة تراب من أرضه وقال: "لو قدمت لي إسرائيل كل ما تملكه لن أتنازل عن حفنة تراب من أرضي".

وأضاف أنس لـ (دنيا الوطن) أن سلطات الاحتلال لم تكتف بمحاصرة المنزل بوحدات استيطانية ومصادرة 40 دونماً من أرض العائلة، بل ووضعت عام 2007 بوابة إلكترونية يتحكم بها جنود الاحتلال بفتحها وإغلاقها، فحركة العائلة محكومة بمزاج جندي الاحتلال المتمركز بسلاحه على البوابة، يفتحها متى يشاء ويغلقها متى يروق له ذلك.
نساء العائلة لم تسلم من بطش الاحتلال فأم سمير تعرضت للاعتداء هي وأطفالها أكثر من مرة، كما وغابت عن أطفالها خلف قضبان سجون الاحتلال، وارتقى نجلها شهيداً وزوجها مات متأثراً بجلطات قلبية أصابته جراء اعتداءات المستوطنين.

ليال وأيام طويلة قضاها أبناء عائلة غريب مشردين، وجنود الاحتلال يطاردونهم من مكان إلى آخر، وبعد أن يملوا، يأتون ويستوطنون في المنزل.

أما الحاج صبري فكان يقضي أشهراً وأسابيع في مراكز التحقيق وسجون الاحتلال بعيداً عن العائلة، لتبقى أم سمير تحرس بيتها وأطفالها بغياب زوجها في أقبية التحقيق.

رحل الحاج صبري فهو في ذمة الله، بعد أن ترك منزله أمانة في أعناق أبنائه وأحفاده الذين يسيرون على خطاه متحدين مخططات استيطانية كبرى ساعية للبناء في أراضيهم المصادرة، وطردهم من منزلهم والاستيلاء عليه كمقدمة للاستيلاء على باقي أراضي قرية بيت إجزا.

فلا جار يشاطر عائلة غريب فنجان قهوتها، ولا طارق لبابها المزود بكاميرات مراقبة وبوابة عسكرية، فبين فكي مستوطنة "جيفعون حداشا" يقبع منزلهم المحاط من جهاته الأربع بسياج يفوقه ارتفاعاً تطل خلفه منازل المستوطنين المقامة على أراضي العائلة منذ 46 عاماً.
وتشهد عائلة غريب استقراراً مؤقتاً لوضعها، إلا أنها محرومة من ترميم المنزل أو الإضافة عليه، وسراً تحاول العائلة ترميم ما يتعطل في المنزل، لتكون عائلة غريب القصة التي تلخص معاناة شعب يقبع تحت الاحتلال.