رصاص تدريبات قوات الاحتلال يخترق الخيام وصهاريج المياه.. "لفجم" الهانئة تتحول لساحة حرب بعيداً عن أعين الكاميرا

رصاص تدريبات قوات الاحتلال يخترق الخيام وصهاريج المياه.. "لفجم" الهانئة تتحول لساحة حرب بعيداً عن أعين الكاميرا
صهاريج المياه
خاص دنيا الوطن ـ همسة التايه
ضجيج الغرباء يعج في المكان، آليات ومعدات عسكرية تجتاح الأرض دون استئذان، وأزيز الرصاص يدوي من كل حدب وصوب، فالخيام البالية مزقها عنف مقصود، وصهاريج قوية لم تعد تقوى على احتضان المياه، أجواء رعب حقيقية أفزعت سكان تجمع "لفجم" الرعوي الهانئ، الواقع سرق عقربا قضاء نابلس، والذي يشهد تدريبات عسكرية مستمرة لجيش الحتلال الإسرائيلي تستهدف أمن واستقرار الأهالي بعيداً عن أعين الكاميرات.

وجراء عمليات إطلاق النار الكثيفة التي أطلقها جيش الاحتلال أثناء عمليات التدريب خلال اليومين الماضيين، لم تسلم خيام كل من محمد ميادمة وثائر محمد وغلاب ميادمة، بالإضافة إلى تضرر صهريجين للمياه جراء إصابتهما بأكثر من 300 رصاصة، ناهيك عن مشارب المياه والمعالف والتنكات والبركسات التي دمرت بفعل الرصاص المقصود.

وأكد الباحث عارف دراغمة منسق "بيتسيلم" في منطقة الأغوار على استهداف الاحتلال الإسرائيلي لمنطقة الأغوار بشكل عام، حيث تجري وفي الآونة الأخيرة تدريبات عسكرية بشكل متواصل ومقصود في تجمع "لفجم" والهدف هو ترهيب الأهالي وترحيلهم.

وكشف عن أن تدريبات عسكرية كثيفة، أسفرت عن أضرار كبيرة، ألقت بظلالها على الأهالي بسبب الدمار واالخراب الذي خلفته، مؤكداً أن الاحتلال يستغل ذهاب الرعاة للمراعي ليصول ويجول في "لفجم" مطلقاً العنان لرصاصه اللعين الذي لا يرحم.

وأشار إلى أرض "لفجم" تعج بالرصاص الفارغ الذي تم إطلاقة على الأهداف الفلسطينية بغرض التدريب، بالإضافة إلى تناثر  الرصاص الحي والذي قد يجد ضالته في أي وقت.

وقال دراغمة: "المكان أشبه بحرب، والرصاص الفارغ يملأ المكان، وربما هناك قنابل لم تنفجر".

وأضاف:" عشرات الجنود جاؤوا قبله وسكنوا بتدريباتهم ورصاصهم بين أكناف خيام المواطن محمد ميادمة وخيام عائلته، ولم يجدوا سوى منشآته وصهاريج المياه والخيم الأخرى أهدافاً لتدريباتهم، مئآت الرصاصات اخترقت صهاريج المياه وخزانة الملابس لأطفاله لم تسلم، وحتى معالف الأغنام لم تسلم من الرصاص".

وبين أن الأهالي يتعرضون لاعتداءات مستمرة من قبل المستوطنين، الذين استولوا على مساحات كبيرة من أراضي السكان الأصليين، بالإضافة إلى تسميم الأغنام والمزروعات.
ويعيش أهالي التجمع حياة قاسية جراء حرمانهم من المياه لصالح المستوطنات الإسرائيلية المحيطة به، وعدم توفر الكهرباء، وانعدام مقومات الحياة.
ويحيط بالتجمع الذي يسكنه عشر عائلات، مستوطنتان أقيمتا على أراضي عقربا، وهما: "جيتيت" المقامة على امتداد المناطق الشفا غورية التابعة لعقربا، و"مخورا" التي تبعد 5 كم عن "لفجم".

ويواصل جيش الاحتلال اعتداءاته على سكان التجمع بمنعهم من البناء والتوسع، ويسلمهم إخطارات وقف بناء وهدم خيمام وبركسات وطوابين، تحت حجج وذرائع أن التجمع منطقة C، ويخضع أمنياً لجيش الاحتلال.

بدوره، أكد بلال عبد الهادي، نائب رئيس بلدية عقربا على أن "لفجم" منطقة رعوية تتعرض باستمرار لاعتداءات جيش الاحتلال الإسرائيلي، وإعلانها منطقة عسكرية مغلقة بحجة التدريبات العسكرية، مؤكداً أن الاحتلال لا يقوم بأي إجراء احترازي أو وقائي لتبليغ السكان ويستهدفهم بشكل مباشر، بهدف ترحيلهم وبالتالي إخلاء المنطقة للمستوطنين.

وأشار إلى أن البلدية تقف إلى جانب الأهالي، وقامت بترميم 20 بئر مياه جمع، إلا أنها لاتستطيع القيام مثلاً بشق طرق زراعية أو إدخال أدواتها ومعداتها لإغاثة الأهالي، كون المنطقة خاضعة أمنياً للجانب الإسرائيلي.

وأوضح أن منطقة "لفجم" تعاني التهميش غير المقصود، وذلك لسببين هما: صعوبة الوصول لها كونها منطقة عسكرية مغلقة يسيطر عليها جيش الاحتلال، بالإضافة إلى الاعتداءات المستمرة للمستوطنين الذين استولوا على السهول الخصبة.

وأكد أن مساحة "لفجم" تقدر بحوالي 20,000 دونم قام الاحتلال الإسرائيلي وقطعان مستوطنيه بالسيطرة على كافة الأراضي السهلية، لتتبقى فقط الأراضي الجبلية والتي يصعب استغلالها.

وناشد نائب رئيس بلدية عقربا الجهات المعنية والمسؤولة كافة، بضرورة دعم وتثبيت صمود المواطنين على أرضهم في "لفجم" ومساعدتهم بضرورة توفير تنكات وصهاريج وتراكتور لتسهيل عملية نقل المياه لاستخداماتهم المختلفة.