"التعليم البيئي" و"جودة البيئة" ينظمان أنشطة للمنتديات الخضراء

رام الله - دنيا الوطن
 نظم مركز التعليم البيئي / الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضيالمقدسة بالتعاون مع سلطة جودة البيئة حوارات للمنتديات النسوية، الني يطلقهاالمركز  منذ ثلاث سنوات في عدة محافظات.

حوارفي عنبتا

ففي بلدة عنبتا بمحافظة طولكرم، نفذ المركز حواراً  لأعضاء المنتدى النسوي بمقربيت النساء، الذي يتخذ من قلعة الحمد الله مقرً له وسط البلدة. واستعرض مدير"جودة البيئة" في طولكرم وقلقيلية م. عصام قاسم تطور الاهتمام العالميبالقضايا الخضراء، والذي بدأ عام 1972، في وقت كفل القانون الأساسي الفلسطيني بالمادة(33) البيئة كحق للأجيال القادمة، فيما خرج قانون البيئة إلى النور  عام1992.

وأضاف إن المنتديات النسوية والجمعيات والنوادي تساعد المؤسسة الرسمية في التعريف بمايشمله قانون البيئة من حقوق وواجبات، في وقت تُقابل البيئة بوعي متراجع ينعكسسلبًا على سائر مناحي الحياة.

وأكدقاسم أن البيئة لا تصان بالقانون لوحده، بل تحتاج إلى توعية ومسؤولية، والتعامل معالمحيط البيئي كصديق.

وأشارإلى أن تطبيق قانون البيئة في المحاكم الفلسطينية ليس بالكبير، بفعل العديد منالأسباب الموضوعية، وفي مقدمتها الجوانب الاجتماعية، وعدم اللجوء إلى القضاء في حلالخلافات القائمة على أساس بيئي في الغالب.

وذكرقاسم أن الوعي أمر بالغ الأهمية، فحرق النفايات ليس مسؤولية سلطة جودة البيئةبمفردها، بل يحتاج إلى تعاون، كحال النفايات وتقليل انتاجها وحرقها وتحويل الموادالعضوية فيها إلى أسمدة عضوية، وتدوير المواد البلاستكية والورقية والزجاح.

واستعرضت الناشطات التحديات التي تطرق بيئة عنبتا كالمجاري في وادي الزومر وما يتسببه منروائح وبعوض وفيضانات تختلط بالمياه العادمة، إضافة إلى مكب النفايات العشوائيبمفرق بلعا، ومسلخ الدواجن في أطراف البلدة، وتلوث الهواء بانبعاثات الورش الصناعية،ومخلفات مصانع مواد التنظيف.

ورد قاسم على الناشطات مشيرًا إلى وجود نظام للشكاوى البيئية، تتعامل به "جودةالبيئة" ويسعى إلى التخفيف من مظاهر التلوث.

وخرج الحوار بمبادرة لاستضافة مسؤولي المحافظة والبلدية وجهات الأختصاص الأخرى،والمطالبة بوضع حد للتعديات البيئية، من خلال منتدى نسوي عنبتا البيئي.

بدورها،أشارت مديرة "بيت النساء" جهاد سبوبة إلى أن نقاش الهم البيئي يهدف إلىالبحث عن حلول لما يعانيه المجتمع من خلال الالتقاء بالمسؤولين، ويساهم في التقليلمن آثار المشاكل البيئية السلبية على الصحة والحياة. مؤكدة أن توعية النساء بالمفاهيم الخضراء أمر ضروري ويسهل عملالمرأة في المنزل وأماكن العمل، من خلال اللجوء إلى البدائل الطبيعية والآمنةوتجنب الكيماويات.

نقاشفي جنين

وفيجنين، نُظم نقاش بيئي لناشطات منتدى نسوي مرج ابن عامر البيئي، ضم 20 ناشطةوجامعية وعقد في الجمعية النسائية الثقافية بالبلدة القديمة من المدينة.

وقدمتالمهندستان سيرين ربايعة وأماني أبو بكر من "جودة البيئة" عرضًا سريعًالقانون البيئة كحق وواجب، وتطور التشريعات الخضراء، وأبواب قانون البيئة وأبرز مايشتمل عليه من نصوص جاءت في 82 بندًا، في وقت تعد الحقوق البيئية من الحقوقالتكميلية، التي نتجت عن تطور المجتمع الإنساني.

وأضافتا:إن آلية الشكاوى سهلة، وتضمن سرية المعلومات، وتسعى إلى تصويب الأوضاع البيئية إلىسابق عهدها، ومعاقبة المتسببين بالتخريب والتلوث والاعتداء على عناصرها المختلفة.

وقدمت ناشطات "مرج ابن عامر" لائحة بأبرز التحديات التي تواجه المدينة، تضمنت:النفايات العشوائية وحرقها، والمجاري والقاذورات والزحف العمراني في مرج ابن عامر،وتربية الثروة الحيوانية والدواجن وسط المنازل، وانتشار هياكل المركبات القديمة،والقوارض والحشرات، ومناشير الحجر في قلب المدينة.

وأشارت هيام عبد العفو أبو زهرة رئيسة الجمعية النسائية الثقافية إلى أن المنتدى مهم، كونالبيئة تمس مختلف الجوانب الحياتية. وأكدت أن النساء سيوجهن دعوة لأصحاب القرارلسماع ردود وحلول للتحديات البيئية التي تعانيها المدينة.

لقاءفي "خضوري"

وشهدت جامعة فلسطين التقنية (خضوري) حلقة نقاش ضمت 22 من أعضاء المنتدى الطلابي البيئي، وبدأتبإشارة من منسق الأنشطة الطلابية خليل أبو علبة قال فيها إن البيئة تمس حياةالمجتمع كله، وهي فضاء واسع  يتيح الفرصةأمام الطلبة لتقديم أفكار إبداعية تساهم في تجميل البيئة داخل الحرم الجامعيوخارجه.

وتطرق مدير "جودة البيئة" في طولكرم وقلقيلية عصام قاسم إلى أهمية قانونالبيئة، وضرورة المشاركة المجتمعية في تطبيقه، ومساهمة الوعي في تغيير المشهدالبيئي.

وأكدأن البيئة تتعرض لانتهاكات يومية وتعديات ناجمة في الأساس عن غياب الوعي، فيما جاءالقانون الوقائي بالأساس لحماية البيئة والدفاع عنها باعتبارها ملكية عامة، وغيرمشترط بتحقق المصلحة الشخصية في ملاحقة التعديات على عناصرها.

وبيّن قاسم أن  غياب الوعي الأخضر يترك تداعياتسلبية في كل مناحي الحياة، بدءًا من الإنتاج والاستهلاك غير المستدام، ومروراً بستيرادالبضائع الرخيصة المعتمدة في تصنيعها على (التكنولوجيا الصفرية) والتي تعني أنتكلفة الإنتاج لا تكاد تُذكر على حساب الجودة، وهو الحال الماثل في ألعاب الأطفال،وانتهاءً بما يشهده العالم من قلق متزيد لوقف استعمال الزئبق في الصناعات المختلفة.

وأوضح أن البيئة وعناصرها لا يمكن الاستغناء عنها، وهي متصلة بكل مناحي الحياة، ولانستطيع عزل أنفسنا عن محيطنا، في وقت نعيش علاقة مترابطة بين البيئة والتربية،ونشهد روابط  وثيقة بين البيئة والنصوصالدينية.

وقدّم الطلبة عرضًا للتحديات البيئة في تجمعاتهم: مدينة طولكرم، وكفر صور، وكفر جمال،وعنبتا، وعلار بالمحافظة، وكفر راعي وسيلة الحارثية وعرابة في جنين، وطمون بمحافظةطوباس، ومدينة أريحا. وقدموا تصورات لمبادرات يمكن تنفيذها داخل الحرم الجامعي،تساهم في تقليل إنتاج النفايات، وتنقل إلى الطلبة مفاهيم الإستدامة وإعادة التدوير،والإستفادة من المياه الرمادية والسوداء.

في سياق متصل، ينظم "التعليم البيئي" و"جودة البيئة" حواراتمماثلة منتصف الأسبوع الحالي ونهايته لأعضاء منتدى الإعلام البيئي ( ندى) فيالجامعة العربية الأمريكية في جنين، ومنتدى نسوي قلقيلية البيئي، ومنتدى نسوي بيتلحم البيئي.

توعية واستكشاف

بدوره،أكد المدير التنفيذي لـ"التعليم البيئي" سيمون عوض أن المنتديات تسعىإلى تطوير الوعي البيئي للنساء والطلبة والتمكين في المفاهيم الخضراء نظريًاوعمليًا، كما توفّر فضاء لمحاورة المسؤولين وصناع القرار والمطالبة بحق العيش فيبيئة نظيفة وخضراء وآمنة، إضافة إلى التعريف بالتنوع الحيوي لفلسطين عبر مساراتبيئية وجولات استكشافية، والتوقف عند التعديات التي  تطال البيئة.

وأضاف أن المركز نفذ للمنتديات في الماضي ورش تدريب وتمكين، وعروض أفلام بيئية، وحملاتنظافة تطوعية، وجولات استكشافية  للتعريفبالتنوع الحيوي لفلسطين، ومهارات تصنيع وتدوير للمخلفات المنزلية، وأيام للغذاءالصحي.

واختتم عوض: سينظم المركز  الشهر المقبل الملتقىالسنوي الأول للمنتديات في بيت لحم، يشمل محاضرات إرشادية، وحوارات خضراء مع مسؤوليسلطة جودة البيئة وهيئات اختصاص أخرى، ومراقبة طيور وتحجيلها، وزيارة لمتحفالتاريخ الطبيعي لفلسطين، وجولة في حديقة التنوع الحيوي، وفعاليات خضراء مختلفة.