تنزيلات "وهمية" على الملابس بالأسواق تثير غضب المواطنين

تنزيلات "وهمية" على الملابس بالأسواق تثير غضب المواطنين
ملابس نسائية
خاص دنيا الوطن - علاء الهجين
لفت انتباه المواطن الثلاثيني حسن عيوش من مدينة غزة  لائحة تعلن عن تنزيلات مغرية على الملابس الشبابية عرضها صاحب احد المحلات التجارية بشارع عمر المختار.

العرض الخيالي على الملابس كان كفيل كفاية بإقناع عيوش لدخول المتجر لشراء احتياجاته من الملابس التي قد تصل أسعارها إلى نصف ما يباع بالمحلات الأخرى حسب العرض المعلن عنه, ولكنه سرعان ما تفاجأ من غلو الأسعار من صاحب وادر كان التنزيلات وهمية وفورا خرج من المتجر دون أن يشتري قطعة واحدة .

وتشهد أسواق قطاع غزة تراجعا ملحوظا في الحركة الشرائية للمستهلكين ما يدفع الكثير من أصحاب المحلات التجارية إلى الإعلان عن حملات تنزيلات تصل إلى 50 ٪ تحت عناوين "العروض الخاصة" أو "تخفيضات شاملة لا تفوتك" أو"تنزيلات الموسم" أو "اشتري قطعتين واحصل على الثالثة مجانا", لكن بعض المواطنين يشككون في حقيقة هذه العروض ويصفونها بالوهمية.

يوضح عيوش انه لحظة رؤيته الإعلان عن حملة تخفيضات على الملابس فورا اتجه للمحل المعلن ليشتري مستلزماته, لكنه تأكد أن تلك العروض هي بمثابة تحايل على المواطنين لإغرائهم بالتوجه لهذه المحلات.

ويؤكد أن أسعار ملابس العروض تفوق أسعار الغير معلن عنها بكثير بالمحلات الأخرى, فالتاجر يلجأ لرفع سعر القطعة أضعافا حتى يلهم الزبون بتخفيضات كبيرة.

ويضيف" سيخسر أصحاب المحلات معظم زبائنهم نتيجة التحايل عليهم بالأسعار, فأنا مثلا لن أذهب للمتجر الذي ألهمني بأسعار مخفضة ووجدت العكس حتى لو بالمجان, فأنا نظرت له بصورة سيئة".

عدد من التجار اتبعوا سياسة إعلان عن حملات عروض وتنزيلات على الملابس داخل متجرهم دون فرز بضائع التنزيلات ليوهموا الزبائن ويستقطبوهم, لكنهم يفاجؤا بأثر سلبي على عكس ما توقعوا.

المواطنة العشرينية أسماء صقر كانت إحدى ضحايا الإغراءات الوهمية التي سرعان ما كشفتها, بعد أن استدرجتها لائحة عروض وتنزيلات على "عبايا وجلباب" مغاير عن المعروض على واجهة المتجر, وحينما دخلت المحل وجدت المعلن عنها فعليا ملابس قديمة جدا لا تناسب لبس الفتيات بعمرها.

تقول صقر"  شعرت بالاستفزاز حينما رأيت الجلباب والعبايا المعروضة داخل المحل التجاري, فهي تختلف فعليا عن المعرضة خارج المتجر, فالعرض أولى أن يكون للسيدات بعمر الأربعين, شخصيا بت لا أثق ببعض التجار".

من جهته يوضح العشريني ياسر عرفات الذي عمل بأحد المحلات التجارية سابقا أن بعض أصحاب المتاجر يقومون بإعلان عن حملات عروض وتنزيلات بنهاية الموسم على الملابس الصيفية والشتوية, لكي يرغبوا زبائنهم بالشراء منهم ولا تتكدس بضائعهم القديمة وتصبح بلا قيمة حقيقية بالموسم القادم.

ويضيف" العروض التي يعلن عنها هي نفسها الأسعار الحقيقية للملابس, ولكنهم يفتعلونها لزيادة بيعهم, ولفت انتباه الزبائن لهذه الأسعار".

أما صاحب إحدى المحلات التجارية بميدان فلسطين إياد عياد يفسر توجه بعض التجار للإعلان عن تنزيلات وهمية على الملابس وخاصة نهاية الموسم هي لعدم تكدس البضائع عندهم  كونهم يريدون بيعها بأي ثمن, فالشخص دائما يميل إلى العروض والتنزيلات.

ويكشف أن التاجر يحتاج إلى سيولة ليقوم بشراء ملابس وتجهيزها للموسم الذي يليه, فيلجأ بعضهم الى فكرة العروض والتنزيلات كونها الأنسب لبيع اكبر قدر ممكن من الملابس حتى لو كانت بالتحايل على المواطنين.

ويرى الخبير الاقتصادي د. معين رجب أن الأصل في الإعلان عن عروض وتنزيلات  على الملابس يجب تطبيقها بكل تفاصيلها لترغيب المواطنين لشراء احتياجاتهم, ويمكن الذين يعانوا من أوضاع معيشية سيئة من الشراء كون الأسعار تناسبهم, وبالتالي تتحقق مصلحة الطرفين من الفكرة.

ويؤكد أن بعض التجار قد يلجأ للتحايل على المستهلك من خلال إعلان تنزيلات على سلعة قد تصل إلى 60%, أنها تعرض بنفس سعرها الأصلي, فهم بذلك يستهدفون المستهلك قليل الخبرة.

ويضيف" الأصل أن يكون سعر السلعة معلن عنها في الأوقات العادية, وعند النية عن وجود إعلان تنزيلات على بضائع الأصل أن يحصل على ترخيص من قبل وزارة الاقتصاد الوطني.

ويتابع" العروض والتنزيلات الوهمية لا تحقق أرباحا للتاجر كونها ستنكشف على الفور, وبالتعالي قد تعرض التاجر للمساءلات القانونية".