تخلله اطلاق مشروع لتشجيع السياحة لفلسطين : الاراضي المقدسة تختتم مؤتمرها بواشنطن بنجاح

رام الله - دنيا الوطن
بنجاح كبير اختتمت مؤسسة الاراضي المقدسة المسيحية المسكونية مؤتمرها السنوي الثامن عشر الذي عقدته في العاصمة الامريكية واشنطن بمشاركة ثلاثمائة شخصية فلسطينية وعربية ودولية والذ تم عقدته تحت شعار نحو سندات جديدة من التضامن من أجل المساواة والازدهار والسلام” حيث تم خلاله اطلاق مشروع لتشجيع السياحة الدينية الى فلسطين والسياحة من اجل السلام بالاضافة الى توزيع جوائز المؤسسة السنوية وحفل موسيقي خيري.

وتم خلال المؤتمر تكريم وزيرة السياحة والاثار رولا معايعة تقديرا لها على جهوها وعملها من اجل تطوير السياحة الى فلسطين من خلال التعاون مع مختلف الجهات على المستوى الفلسطيني والاقليمي والدولي.

وشددت وزير السياحة والاثار رولا معايعة خلال كلمتها بالمؤتمر على اهمية العمل الذي تقوم به مؤسسة الاراضي المقدسة المسيحية المسكونية وباقي المؤسسات والكنائس في الولايات المتحدة الامريكية وكل دول العالم التي تعمل من اجل حقيق السلام العادل وتنمية الاقتصاد وتعزيز السياحة من اجل فلسطين.

واشار الوزيرة معايعة الى اهمية البرامج السياحية الفلسطينية موضحة أن هناك نموا وزيادة ملحوظة في عدد ليالي المبيت وفي عدد السياح القاديم لزيارة فلسطين من خلال البرامج السياحية الفلسطينية وهو ما ينعكس ايجابا على الواقع السياحي الفلسطيني وبالتالي الاقتصاد والمجتمع الفلسطيني .

وأعربت عن أملها لتحقيق السلام الجاد والحقيقي الذي يجلب معه العدالة، قائلة “السياحة تجلب السلام والسياحة تبني الجسور بين الأمم.”

وطلبت معايعة ان يتم تنظيم البرامج والحجوزات السياحية الى فلسطين من خلال منظمي الرحلات السياحية الفلسطينية، والبقاء في فنادق الأراضي الفلسطينية، وشراء المنتجات الفلسطينية مشددة على ضرورة العمل بروح الفريق بين مختلف المؤسسات والقطاعات من اجل تطوير السياحة الفلسطينية عن طريق تحديد الخطوات والاستراتيجيات العملية المقبلة.

وأوضحت معايعة أن فلسطين في هذه المرحلة من بناء الدولة تعتبر السياحة أحد القطاعات الاقتصادية الرئيسية لانه يوجد هناك إمكانية كبيرة للنمو الى جانب انها اداة لبناء الجسور وتحقيق السلام بين الأمم” وكررت دعوتها إلى جميع المشاركين في المؤتمر لزيارة فلسطين.

من جهتها قالت المؤسسة في بيانها الختامي للمؤتمر ان المشاركين فيه اتفقوا على اطلاق مشروع السياحة التضامنية من خلال السياحة الدينية حيث جرى قبيل اطلاق المشروع مناقشة العديد من القضايا من قبل ممثلي المنظمات الدينية والحكومية والدولية المشاركة في مناقشات المؤتمر لقيمة حول الحج إلى الأراضي المقدسة، وكيف يمكن أن تؤثر على رفاهية واستمرار المجتمع الفلسطيني المسيحي في فلسطين ومختلف أنحاء الشرق الأوسط.

واوضحت المؤسسة ان اهم انجازات المؤتمر لهذا العام إطلاق حملة السياحة من أجل السلام وهي محاولة لحملة في المؤسسات الدينية والكنائس والافراد لتشجيع السياحة الى فلسطين الصعيد الوطني الامريكي كما تضمنت نتائج المؤتمر وضع مبادئ توجيهية لجميع الكنائس والطوائف المختلفة بحيث تشمل زيارة الحجاج الى الأردن، وفلسطين والبقاء في بيت لحم و الأراضي الفلسطينية لزيارة الاماكن المقدسة الى جانب التعرف على جوانب الحياة الثقافية والروحية.

كما تم خلال المؤتمر تشكيل لجنة من مختلف الكنائس لأغراض مواصلة الحوار والتخطيط لدعم المسيحيين الفلسطينيين و الدفاع و دعم جميع المسيحيين في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وبالإضافة كسر الصورة النمطية للإسلام وتوحيد وحث جميع ابناء الأديان على التحدث بصوت واحد لدفع السلام والعدالة في الشرق الأوسط.

كما تضمنت توصيات المؤتمر تجديد الالتزام لدعم عمل مؤسسة الاراضي المقدسة المسيحية المسكونية لتوحيد العمل من أجل الصالح العام من لتحسين واقع المسيحيين الفلسطينيين.

بدوره قال راتب ربيع رئيس مؤسسة الاراضي المقدسة المسيحية المسكونية ان مشروع السياحة الدينية السياحة من اجل السلام هو مشروع لتعزيز السياحة الفلسطينية وتعزيز اهلنا في الاراضي المقدسة بفلسطين مشيرا الى ان المؤتمر هو فرصة لتشكيل اليات جديدة للتضامن مع إخواننا المسيحيين الفلسطينين.

وقال ربيع ان هذا النمط من السياحة ضروري سواء بالنسبة للرفاهية وتعزيز الوجود المسيحي في الارض المقدسة من جهة ولما فيه من اثر ايجابي وخير روحي للحجاج الذين يزورون الارض المقدسة.

واضاف ربيع ان مناقشات المؤتمر حول السياحة الدينية واهميتها ابرزت أهمية التاريخ الغني في الأراضي المقدسة الغنية والمتمثل بمواقعها الأثرية الرائعة، والتراث الثقافي المتنوع، والموااقع الدينية الاسلامية والمسيحية و التي تشكل أهمية تجعل من صناعة السياحة أساسيا للنمو الاقتصادي الفلسطيني وطعم روحي للحجاج المشاركين في هذه البرامج لانها تشكل معاني مهمة في التواصل مع المواطن الفلسطيني.

وتحدث ربيع عن رؤية المؤسسة لتعزيز السياحة الدينية والعمل المشترك مع منظمة الأمم المتحدة للسياحة العالمية لتشجيع الحجاج والسياح من جميع الخلفيات لزيارة الأراضي المقدسة.

واكد ربيع ان ورشات المؤتمر التي شارك فيها رجال دين وسياسيين ورجال اقتصادي وممثلين عن منظمة السياحة العالمية حيث تم مناقشة مختلف الابعاد في هذا البرنامج السياحي واهم الاليات لتجاوز التحديات للسياحة وابرزها التحديات الرئيسية التي تواجه صناعة السياحة والحاجة إلى العمل الاستراتيجي في ظل ظروف الصعبة الناجمة عن الاحتلال الإسرائيلي.

واشار ربيع الى ان النقاشات شهدت توافقا على أن السياحة هي ضرورية للنمو الاقتصادي والتنمية الشاملة، والاستدامة البيئية حيث اكد ميع المتحدثون على ان هذه الأهداف هي اهداف ضرورية لفلسطين و لصناعة السياحة في الأراضي المقدسة.

كما تطرق المتحدثون الى الواقع السياحي الحالي واليات تطوير الخدمات السياحية من خلال برنامج السياحة الدينية مشددين على اهمية تعزيز الاقتصاد وتعزيز الثقافة الانسانية لتكوين رسالة سلام حقيقي من خلال التواصل مع اهل الارض المقدسة الذين بالامكان ان يكونوا جزء من الرواية الانسانية مؤكدين ان برنامج الحجارة الحية هي جزء مهم من البرنامج لان الحجارة الحية والمقصود بها المواطن الفلسطيني اهم بكثير من الحجارة والاماكن لان الحجارة الحية هي روح وامتداد الحضارة المسيحية في الارض المقدسة فلسطين.

وقال متحدثون في المؤتمر من رجال دين انهم سيعملون على تعزيز مسألة السياحة الدينية من خلال شبكتهم في المؤتمر الأميركي للأساقفة الكاثوليك كم اقترح بعضهم إنشاء مكتب مركزي من شأنه تنظيم وتنسيق زيارات الحج الى فلسطين.

ودعا بعض المشاركين لتثقيف الجماهير الغربية ودول أخرى من خلال نشر مزيد من المعلومات حول الحياة اليومية في فلسطين وحول وجود المسيحيين الفلسطينيين والمواقع الاثرية المسيحية بالاضافة الى البرامج المختلفة من ثقافة وتجوال كما ايد اخرون فكرة الملحقين السياحيين الذين سيكون مسؤولين عن تعزيز الثقافة الفلسطينية والسياحة في الخارج.

كما ناقشت جلسات المؤتمر المختلفة قضايا الواقع الفلسطيني الصعب الناجم عن ممارسات الاحتلال الاسرائيلي و حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو التي تؤكد اجراءاتها على الارض انها غير معنية بعملية السلام واثر هذه الاجراءات على المواطن الفلسطيني حيث تم التاكيد على ان فلسطين نموذج متميز في التاخي الاسلامي المسيحي حيث ان الاحتلال الاسرائيلي لا يفرق بين مسيحي ومسلم في اجراءاته العنصرية بحق الفلسطينين.

كما تطرق المؤتمر في ورشاته ايضا الى واقع المسيحيين في الشرق الاوسط في ظل بروز الجمعات الارابية المتطرفة حيث تحدث الإمام يحيى هندي، وهو رجل دين مسلم في جامعة جورج تاون، مشيرا الى الجهود التي يتم بذلها لتحقيق الحوار بين الأديان .

و قال الإمام هندي أن دين الاسلام الحقيقي مع التعاطف والتفاهم والتاخي مشيرا الى ان كل ما يجري في الشرق الاوسط بعيد كل البعد عن الاسلام الحقيقي وانه هناك من يستغل اسم الاسلام وقال”نحن كمسلمين في فلسطين مسلمين ومسيحيين نعيش تحت الاحتلال وضغطه وممارساته وهذه الحياة توحدنا وتقربنا من بعضنا البعض لاننا نعرف وندرك حقيقة الدين الاسلامي والمسيحي التي تؤكد على التاخي والتسامح.

من جهته قال المهندس انطوني حبش المدير الاقليمي لمؤسسة الاراضي المسيحية المقدسة المسكونية ان المؤتمر الثامن عشر للمؤسسة هو جزء اصيل من عمل المؤسسة وسعيها للتعريف بالواقع الفلسطيني على مختلف الاصعدة مشيرا الى ان المؤتمر هذا العام ركز على موضوع السياحة الى فلسطين والارض المقدسة كون السياحة جزء مهم من اعمدة الاقتصاد الفلسطيني الفلسطيني ويمكن ان تكون مهمة في تطوير هذا الاقتصاد.

واشار حبش الى ان المؤسسة سعت وعملت على تطوير برامج مختلفة ومن بينها برامج مثل برنامج السياحة الدينية وبرنامج الحجارة الحية ومتحف بيت لحم مشيرا الى ان هدف المؤسسة هو العمل على تطوير قطاع السياحة الفلسطينية الخالصة اعتمادا على الكثير من البرامج والمواقع والانشطة الغير موجودة على البرامج السياحية حاليا حيث تسعى المؤسسة لوضع هذه البرامج الفلسطينية في برنامج سياحي فلسطيني يشكل حلقة وصل بين الحجاج لفلسطين واهلها .

واكد حبش على ان المؤسسة خطت في السنوات الاخيرة العديد من الخطوات من اجل خدمة ابناء شعبنا الفلسطيني من خلال برامجها المتعددة وهي تطلق برامج جديدة بهدف تعزيز صمود المواطن وتحسين ظروفه المعيشية بالتعاون مع مختلف الجهات الرسمية والشعبية والاهلية موضحا ان برنامج السياحة الدينية يتم بالتعاون مع وزارة السياحة والاثار مثمنا تعاون الوزيرة رولا معايعة وحرصها على انجاح كل ما يخدم قطاع السياحة الفلسطينية.