وزارة الاقتصاد تبحث تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري مع لوكسمبورغ

رام الله - دنيا الوطن
التقى معالي المهندس سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد مع معالي اتيان شنايدر نائب رئيس الوزراء ووزير الاقتصاد بحكومة لوكسمبورغ. بحث الجانبان خلال اللقاء أفاق التعاون الاقتصادي والاستثماري في عدد من القطاعات ذات الاهتمام المشترك.  كما تم التنسيق على تنظيم ملتقى أعمال بين البلدين في دبي العام القادم

حضر اللقاء، الذي عقد بمقر الوزارة بدبي، كلا من سعادة عبد الله بن أحمد آل صالح وكيل وزارة الاقتصاد لشؤون التجارة الخارجية والصناعة، وسعادة عبد الله سلطان الفن الوكيل المساعد لقطاع الصناعة، فيما حضر عن الجانب الأخر سعادة نيكول بنتنير-باكشيان سفيرة لوكسمبورغ لدى الدولة، وماغي ناغل المفوض العام للجناح اللوكسمبورغي بإكسبو 2020دبي، ودانيال دا كروز المدير العام لشؤون التجارة الخارجية والاستثمار بوزارة الاقتصاد

تناول اللقاء سبل بناء شراكات جديدة في قطاعات الخدمات اللوجستية والخدمات المالية والطيران والطاقة المتجددة وتكنولوجيا الفضاء، إضافة إلى تعزيز التعاون وتبادل الخبرات في مجالات الابتكار وتكنولوجيا الصناعات المتقدمة بما يخدم المصالح التنموية لكلا البلدين

قال معالي المهندس سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد، إن دولة الإمارات العربية المتحدة ودوقية لوكسمبورغ يتمتعا بعلاقات ثنائية قوية تحديدا على الصعيد الاقتصادي والتجاري، إذ يرتبط الجانبان بالعديد من القواسم المشتركة، خاصة فيما يتعلق بتبني سياسات اقتصادية قائمة على الانفتاح والشفافية، وتأسيس بنية تحتية وتشريعية محفزة ومشجعة لاستقطاب الاستثمارات، والتحول إلى وجهة دولية للمال والأعمال.

وتابع معالي الوزير أنه في ظل سياسات التنويع الاقتصادي التي تتبعها دولة الإمارات واجتهاد الدولة في تطوير اقتصاد مستدام قائم على المعرفة والابتكار، فإن الدولة تحرص على التعاون مع شركائها الدوليين في المجالات التي تخدم أهدافها الاستراتيجية خلال المرحلة المقبلة.

وأكد المنصوري على أنه في ضوء ما حققه الأداء الاقتصادي في لوكسمبورغ من طفرة على صعيد الخدمات اللوجستية والمالية والمصرفية، وتبني تقنيات صناعية متقدمة، والدخول في علوم تكنولوجيا الفضاء، ما يطرح مجالا واسعا بين الجانبين لبناء شراكات مثمرة وتحقيق نموذج متميز من التعاون وتبادل الخبرات في مجالات التعليم والبحث العلمي والرعايا الصحية.

وأكد معاليه على حرص الدولة على استقطاب استثمارات أجنبية وبناء شراكات نوعية تعزز من عنصر الابتكار في مختلف المشاريع الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، خاصة في القطاعات التي حددتها الدولة في ضوء رؤيتها 2021، وهم قطاعات الطاقة المتجددة والنقل والتكنولوجيا والتعليم والرعايا الصحية والمياه والفضاء. مشيرا إلى أنه في ظل الخبرات التي يتمتع بها الجانب اللوكسمبورغي فإن هناك فرص واعدة للتعاون في أغلب القطاعات المستهدف تطويرها، بما يخدم مصال الطرفين ويدفع بحجم التبادل التجاري بين الجانبين إلى مستويات أكثر تقدما.

وأشار إلى أن حجم التبادل التجاري بين الجانبين لايزال لا يعكس القدرات والامكانيات المتاحة، إذ سجل بنهاية عام 2015 نحو 165 مليون دولار، متوقعا أن تشهد تلك الأرقام المرحلة المقبلة المزيد من النمو.

وتابع أهمية مواصلة العمل على تعزيز التعاون في قطاع الطيران لما يطرحه من فرص ومجالات عديدة للاستثمار وذلك لتلبية الاحتياجات المتزايدة لهذا القطاع الحيوي، مشيرا إلى أن النمو المتزايد لحركة المسافرين عبر مطارات الدولة، إذ سجلت حركة الطائرات في المجال الجوي الإماراتي نحو 2250 حركة كمتوسط يومي خلال العام الماضي، ما يخلق الحاجة إلى حلول ابتكارية لتطوير الخدمات والتعامل مع العدد المتزايد من المسافرين.

وأوضح الوزير أنه في ظل سياسات التنويع الاقتصادي التي تتبناها الدولة، ونجاحها في خفض مساهمة قطاع النفط إلى أقل من 70 % من الناتج المحلي الإجمالي، فإن الدولة تضع القطاع الصناعي على رأس أولوياتها خلال المرحلة المقبلة، وتعمل على تطويره واستقطاب صناعات نوعية غير تقليدية قائمة على الابتكار بما يسهم في إضافة قيمة مضافة للاقتصاد الوطني للدولة.

وأشار الوزير إلى استضافة أبو ظبي العام المقبل للقمة العالمية للصناعة والتصنيع، والتي تنظمها وزارة الاقتصاد بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية "يونيدو"، ودعا معاليه لوفد دوقية لوكسمبورغ للمشاركة في فعاليات القمة لما تمثله من منصة مميزة تجمع القادة وصناع القرار ورجال الأعمال وأصحاب المصانع للتباحث حول هذا القطاع الحيوي وتناول الفرص والتحديات وسبل تجاوزها، والاطلاع على أحدث التقنيات والتكنولوجيات المطبقة.

ومن جانبه، أكد معالي اتيان شنايدر نائب رئيس الوزراء ووزير الاقتصاد بحكومة لوكسمبورغ، حرص بلاده على تطوير أشكال التعاون مع دولة الإمارات، مشيرا إلى أنها شريك استراتيجي للوكسمبورغ بالمنطقة.

وأضاف وجود اهتمام واسع من قبل المؤسسات والشركات بلوكسمبورغ للتوسع بأعمالها في سوق الإمارات لاسيما في ظل سياسات الانفتاح والشفافية التي يتمتع بها، فضلا عن وجود تنوع بالقاعدة الاقتصادية يتيح مختلف الفرص التجارية والاستثمارية.

 وأشار إلى أن الإمارات شكلت نموذجا مميزا على صعيد خدماتها اللوجستية والبنية التحتية المتطورة، ما أهلها لتكون نافذة للوصول إلى أسواق المنطقة، فضلا عن تبنيها رؤية لتعزيز الابتكار ومجالات البحث العلمي بما يتفق وتوجهات الحكومة في لوكسمبورغ. وتابع أن لوكسمبورغ حققت تقدما ملموسا في مجالات علوم تكنولوجيا الفضاء، معربا عن رغبته في تعزيز أوجه التعاون مع دولة الإمارات في هذا الشأن وتوحيد الجهود من خلال تعميق الروابط بين المؤسسات البحثية والعلمية بين الجانبين بما من شأنه الوصول إلى الأهداف والنتائج المرجوة والتي تخدم المصالح التنموية.

وتابع وجود رغبة واسعة لتطوير شراكات في القطاعات التي تضمنتها رؤية الامارات 2021، خاصة في ظل ما حققته لوكسمبورغ من تطوير على صعيد الصناعات المتقدمة، والتقنيات التكنولوجية وتحديدا التكنولوجيا الخضراء.

وقال الوزير إنه يعمل على تنظيم زيارة لوفد اقتصادي وتجاري إلى دبي العام المقبل، معربا عن رغبته في التنسيق لعقد ملتقى للأعمال يسهم في تقريب مجتمع الأعمال من الجانبين ويستعرض أبرز الفرص الاستثمارية المتاحة.

ومن جانبه، رحب معالي المنصوري مؤكدا على أهمية تعزيز الروابط بين القطاع الخاص لما يلعبه من دور أساسي في فتح مجالات أوسع للتعاون الاقتصادي والتجاري الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستويات أكثر تقدما.

كما أشار وزير الاقتصاد بدوقية لوكسمبورغ إلى حرص بلاده على المشاركة في معرض اكسبو2020، في ظل انسجام أهداف المعرض مع توجهات لوكسمبورغ في بناء اقتصاد أخضر مستدام، لافتا إلى أن لوكسمبورغ من أوائل الدول التي وقعت مع إكسبو2020 بدبي، وأنها تطلع لتحقيق مشاركة فعالة ومميزة تعمل على تعزيز العلاقات القائمة بين البلدين وتفتح مجالات لشراكات أوسع في المنطقة أيضا.