بالفيديو والصور: الأول من نوعه في الوطن العربي .. مهندسون يصنعون إسفلت صديق للبيئة

بالفيديو والصور: الأول من نوعه في الوطن العربي .. مهندسون يصنعون إسفلت صديق للبيئة
أسفلت صديق للبيئة
خاص دنيا الوطن - أسامة الكحلوت
انطلاقاً من فكرة خدمة المجتمع الفلسطيني ضمن تخصصهم في الهندسة المدنية في الجامعة الإسلامية، وحل بعض المشاكل التي تواجه البيئة، تمكن مهندسون من قطاع غزة من صناعة إسفلت مسامي يساعد على التخلص من المياه التي تتراكم في الشوارع وامتصاصها على الفور، ليحولها من فوق الأرض إلى تحتها. 
 واجتمع المهندسون الأربعة في إنجاح الفكرة وانطلاقتها على أرض الواقع.
وشارك في المشروع المهندس محمود أبو جياب، ومحمد أبو رحمة، وزياد الدحدوح، وعبد الكريم الدحدوح، وبإشراف من الأستاذ الدكتور شفيق جندية.

وقال المهندس محمود أبو جياب لـ (دنيا الوطن) إنهم توصلوا للفكرة خلال بحثهم عن فكرة لمشروع التخرج، تكون بمثابة حل لمشكلة بيئية، ولهذا اتجهوا نحو تطبيق الفكرة لترى النور، بانتظار التطبيق الفعلي واستخدامها في رصف الشوارع.

وفي تفاصيل المشروع، قال المهندس محمد أبو رحمة: "مشروع الإسفلت المسامي هو أحد أنواع الإسفلت الموجودة في الدول الغربية، وقد جرت عليه العديد من الدراسات كل حسب بيئته، حيث يتميز هذا النوع عن غيره بقدرته الهائلة على تمرير المياه من خلاله إلى الطبقات السفلى للإسفلت، وتختلف تركيبة هذا الإسفلت وطبقاته عن الإسفلت العادي من حيث التركيب والنوعية، مما يمنع حصول الفيضانات في الشوارع".

وتمكن الفريق من الوصول للنتائج بعد أشهر طويلة من البحث المستمر والتجارب الكثيرة التي قاموا بها كفريق هندسي، وكانت النتائج ترسل إشارات نجاح جيدة في البداية، وبعد تكثيف التجارب وصلت الفكرة إلى نتائج تضاهي ما وصلت إليه بعض الأبحاث العالمية.

ويتكون المشروع من خليط وعينة لمقطع من الإسفلت المقترح، يعمل على سريان المياه من خلاله بشكل فعال وسريع دون أن يضر في قوته أو تركيبته ثم ينتقل الماء إلى خزان حصوي أسفل الطبقة الإسفلتية، ومن ثم يقل المياه عبر قنوات خاصة للتصريف، كما ويمكن ترشيح جزء منه للطبقات الجوفية خلال مواد خاصة.

ومن فوائد مشروع الإسفلت المسامي، إعادة ترشيح مياه الأمطار إلى المياه الجوفية وتمنع حدوث الفيضانات في فصل الشتاء، وتمنح طبقة الإسفلت عامل أمان للسيارات لأنها تمنع انعكاس الضوء نتيجة خشونة السطح الواضحة لزيادة الاحتكاك وثبات المركبات على الطرقات، والتخفيف من حدة الأصوات الناتجة عن حركة المركبات، كما يقلل المشروع من استخدام أنابيب وقنوات صرف مياه الأمطار، وهذا كفيل بأن يكون المشروع مميزاً بحسب أقوال المهندس الدحدوح".

وأضاف: "كلفنا المشروع الكثير من الوقت والجهد للوصول للنجاح، بالإضافة لتكاليف أخرى، خاصة بتوفير المواد اللازمة للتجارب طيلة فترة المشروع، واستغرق أكثر من تسعة أشهر، منها خمسة أشهر كانت مخصصة للبحث، وتنفيذ المشروع بشكل عملي، ما بين تجارب المواد الخام من جهة وإعداد العينات كما لم يتم تطبيق المشروع في أي من الدول العربية، ويتم تطبيقه فقط في عدد من الدول الغربية بسبب فوائده الكثيرة.

وينوى الفريق الهندسي عرض المشروع في القسم الخاص بالمشاريع في المؤتمر الدولي للهندسة الذي تعقده الجامعة الإسلامية، متمنياً أن يتم تبني الفكرة وتطبيقها على أرض الواقع.

ويطمح الفريق الهندسي لتطبيق المشروع على أرض الواقع في قطاع غزة بشكل واسع لعدم وجود أي معيقات لتنفيذه، لتوفر جميع المكونات، ولقربه من مكونات الاسفلت العادي من حيث المكونات.

وأكد الدحدوح أن المشروع يحتاج فقط للدعم المالي فقط، وفي حال توفر التمويل سيعمل الفريق على تطبيقه وتطويره لحل مشاكل تصريف مياه الأمطار وتغذية الخزان الجوفي، والاستفادة من مياه الأمطار.