خريطة التحالفات في المنطقة تنقلب: هل استبدل الرئيس عباس المصريين بالأتراك .. والإمارات بقطر؟

خريطة التحالفات في المنطقة تنقلب: هل استبدل الرئيس عباس المصريين بالأتراك .. والإمارات بقطر؟
صورة توضيحية
خاص دنيا الوطن - صلاح سكيك
اتسمت جولة الرئيس الفلسطيني "محمود عباس"، التي يجريها في الوقت الحالي لدولتي تركيا وقطر بالسرية التامة، حيث من غير المعلوم ماهية الملفات التي سيناقشها "أبو مازن" في جولته القصيرة، رغم تضارب أقوال قيادات السلطة حول زيارة الرئيس، وأنها لن تتمحمور حول موضوع المصالحة الفلسطينية مع حركة حماس، بالرغم من أن حماس مقربة من المحور التركي القطري.

في وقت سابق، كشف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني، أن الرئيس سيبحث ملف المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس، وموضوع المبادرة الفرنسية والجهود الدولية، لعقد مؤتمر السلام نهاية هذا العام، بالإضافة إلى تطورات القضية الفلسطينية والتحديدات التي تواجه القضية في الوقت الراهن.

هاتان الزيارتان المفاجئتان فتحتا جانباً من النقاش بين الخبراء والمحللين، حول طبيعيتها، وهدفها والملفات التي قد يحملها أبو مازن في جولته، في ظل زيادة نفوذ القيادي الفتحاوي المفصول، محمد دحلان، في المنطقة، ومع ازدياد الحديث عن وجود تقارب حمساوي- دحلاني، يهدف إلى إزالة أبو مازن من الخارطة السياسية الفلسطينية.
وبحسب الكثير من الخبراء، فإن الزيارة دبلوماسية بروتوكولية في ظل سعي الرئيس لتعزيز العلاقات بين دول المحور العربي والإسلامي، ولكن يختلف البعض حول طبيعة هذه الجولة المفاجئة بتوقيتها وبمحورها الجغرافي، حيث من المعروف أن القاهرة علاقتها متوترة مع أنقرة والدوحة بسبب جماعة الإخوان المسلمين، وكذلك العلاقة سيئة بين الأتراك والإمارات من بعد محاولة الانقلاب في تركيا.

دحلان كلمة السر

المحلل السياسي, د."ناجي شراب"، يرى أن زيارة الرئيس يمكن أن يتم وضعها تحت أمرين هامين وهما: قوة تركيا وقطر في الضغط على حركة حماس، وتحريك المياه الراكدة في ملف المصالحة الفلسطينية، حتى وإن نفت حماس وفتح، أن الجولة ليست لها علاقة بالمصالحة، مشيراً إلى أن الجانب الآخر في الزيارة هو تعزيز علاقة القيادة الفلسطينية مع الدول الصديقة، وهذا برتوكول معمول به في كل الدول.

وأضاف شراب، "في أي جولة أي رئيس في العالم يوجد مغزى أساسي لها، معتقدًا إن زيارة أبو مازن لتركيا وقطر، جاءت بسبب توتر العلاقة بين السلطة والرباعية العربية الممثلة بمصر والسعودية والأردن والإمارات بسبب الخلافات الفتحاوية الداخلية، وإزدياد دور محمد دحلان في المنطقة، ودعم هذه الدول له.

 لعبة التحالفات 

ولفت الكاتب السياسي، إلى أن الرئيس سيطلب من أردوغان والأمير تميم، أن يضغطا على دول الخليج بضرورة عدم التدخل في الشأن الفتحاوي في ظل علاقات سيئة بين السلطة وحكومات هذه الدول، خاصة مع التصريحات المتشددة من جميع الأطراف.

وأشار د.شراب إلى أن أبو مازن، يريد أيضاً أن يوصل رسالة إلى القوى الإقليمية المؤثرة في المنطقة، مفادها أن هناك متغيرات قد تحدث في العلاقة بين السلطة وهذه الدول في لعبة التحالفات، وبالتالي يوجد بدائل لا تقل أهمية عن سابقتها كاستبدال الإمارات بدولة قطر.

وتابع: "الرئيس بات يدرك أنه من الصعب تحقيق أي إنجاز سياسي في هذه المرحلة من حياته، بعد فشل المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي، وفشل موضوع التسوية، وبالتالي قد يذهب إلى تحقيق إنجاز يحسب له في ملف المصالحة مع حركة حماس قبل أن يترك قيادة السلطة الفلسطينية".

لا تحالف مع الأتراك

أما الكاتب والمحلل السياسي، البرفيسور، "عبدالستار قاسم"، فقال: إن سبب اختيار الرئيس عباس زيارة تركيا وقطر في هذا الوقت الحساس، يعود لخشيته من التغلل الدحلاني الواضح في المنطقة، واستمرار دعم دول إقليمية كبرى له، فبالتالي سيتحدث مع أنقرة التي لها علاقات جيدة مع الخليجيين لمحاولة وقف دعمهم الحالي لدحلان، وقد يطلب من الدوحة تقديم طلب لدول الخليج بعدم التدخل في الشأن الفتحاوي الداخلي. 
وأضاف، "هناك ملفات (خفية)، يحملها الرئيس في زياراته لقطر وتركيا، ومن غير الواضح إن كان ملف المصالحة على رأس أولويات القضايا التي سيطرحها".

وقلل البرفيسور قاسم من إمكانية قبول الأتراك التحالف مع أبو مازن لأسباب قد تتعلق بحركة حماس، مشيراً إلى أن خريطة التحالفات في المنطقة لن تتغير حتى وإن حدث بعض الفتور في العلاقات الدبلوماسية بين الأطراف العربية والسلطة الفلسطينية.