اغيثوا الخليل بقطرة ماء يا سلطة المياه

اغيثوا الخليل بقطرة ماء يا سلطة المياه
صورة تعبيرية
خاص دنيا الوطن - رائد الاطرش 
لكل شخص الحق بالحصول على حاجته من مياه الشرب ذات الجودة المناسبة لاستعمالها وبأسعار محددة وفقاً لنظام تعرفة يصدر عن مجلس الوزراء. 

وعلى مقدمي خدمات المياه أن يقوموا باتخاذ الإجراءات المناسبة لضمان هذا الحق، هذا ما نصت عليه المادة رقم ( 5 ) في القرار بقانون رقم ( 14) لسنة 2014 بشأن المياه. 

فهل يطبق هذا القانون وخاصة المادة المذكورة على مدينة الخليل؟ المهندس جاد ابو اصبيح رئيس قسم المياه في بلدية الخليل قال: ان وضع المياه في مدينة الخليل سيء بشكل عام، حيث يصلها كميات محدودة لا تلبي الحد الأدنى من متطلبات المواطن والسبب ارجاء ملف المياه الى قضايا الحل النهائي بين الاحتلال ومنظمة التحرير الفلسطينية. 

وأكد ابو اصبيح ان الكميات الواردة لمدينة الخليل منذ توقيع اتفاق اوسلو – قبل قرابة ثلاثة وعشرين عاماً - لم يتم زيادتها، حيث يصل مدينة الخليل قرابة الـ 15000 كوب ماء بشكل يومي على مدار 5 ايام من الاسبوع، الا ان احتياج المدينة يومياً يبلغ 32000 كوب ماء، ومن المفترض ان تصل هذه الكمية للخليل بشكل يومي. مشيرا ً الى الاتفاق المبرم مع سلطة المياه والقاضي بتزويد مدينة الخليل بهذه الكمية ( 15000 كوب) على مدار 5 ايام من الاسبوع واليومين الباقيين يتم فيهما تزويد مناطق جنوب الخليل بالماء. 

وأضاف المهندس ابو اصبيح:" هناك عدة مطالبات من خلال تواصلنا مع سلطة المياه لزيادة حصة محافظة الخليل من المياه الواردة اليها من قبل الجانب الاسرائيلي، ولم تترجم هذه المطالبات على ارض الواقع، والكمية الواردة تساوي تقريباً الكمية الواردة في العام الماضي". 

وبين أبو اصبيح ان رئيس بلدية الخليل وأعضاء المجلس بالبلدي تدخلوا اكثر من مرة لدى سلطة المياه لزيادة الكمية للخليل وكان هناك وعود كثيرة، وبالمجمل العام لا يصل الخليل سوى الكميات الموضحة أعلاه. 

لو قمنا بعملية حسابية بسيطة لتوضيح الكمية المطلوبة للخليل على مدار الاسبوع وما يصلها سنلاحظ حجم الفرق الكبير، وبناء على ما ذكر رئيس قسم المياه في بلدية الخليل، فإن الخليل تحتاج على مدار الاسبوع الواحد الى 224000 كوب ماء ( 32000 كوب ماء الاحتياج اليومي * 7 ايام الاسبوع = 224000 كوب ماء احتياج الخليل اسبوعياً ) وما يصل مدينة الخليل اسبوعياً 75000 كوب ماء فقط ( 15000*5 ايام = 75000 ). وبذلك يتضح الفرق الكبير في الكمية التي تحتاجها مدينة الخليل ليصل العجز في الكمية الى 149000 كوب ماء من المفترض ان تصل الخليل اسبوعياً لا تصل. 

وعلق الكاتب والمحلل السياسي عادل شديد على موضوعنا قائلاً:" ما تعطينا اياه اسرائيل من المياه في العام الحالي اقل بكثير مما خصصته اتفاقية اوسلو قبل 23 سنة، مع العلم انه وبسبب الزيادة في السكان والاستهلاك الاصل ان تتضاعف كمية المياه بمرات، عدى عن انها مياه فلسطينية مسروقة ويبيعنا اياها الاحتلال وبسعره وهو من يحدد الكمية". 

وأضاف شديد، هذا يقودني للسؤال الذي لا يفضل الكثيرين سماعه كنتيجة لعقلية المكابرة والهروب من طرح الامور بشكلها الموضوعي، سلطة فشلت في ان تؤمن مياه يشرب بها المواطن، هل من مبرر لبقائها ؟ المواطنون في مدينة الخليل يطالبون باستمرار وبمختلف الوسائل المتاحة انقاذهم من العطش، وتزويدهم بكميات المياه المطلوبة، ولسان حالهم يقول: من لا يستطيع تلبية احتياجاتنا بالماء، ما الفائدة من وجوده على كرسي منصبه في مكتب انيق يشرب فيه المياه المعدنية؟