تحليل: هل يتنحى الرئيس عباس بسبب الضغوطات العربية .. وهل خرج القرار العربي للإطاحة به؟

تحليل: هل يتنحى الرئيس عباس بسبب الضغوطات العربية .. وهل خرج القرار العربي للإطاحة به؟
الرئيس محمود عباس
خاص دنيا الوطن - صلاح سكيك
أدت ردود أفعال السلطة الفلسطينية الغاضبة، من التدخل العربي في ملف المصالحة الفتحاوية الداخلية، الكثير من الجدل والسخط في بعض الدول العربية الاقليمية، وتحديدًا الرباعية العربية المتمثلة بـ"السعودية ومصر والأردن والإمارات".

عضب القيادة الفلسطينية، والرئيس "محمود عباس"، من التدخل العربي اعتبره الإعلام العربي والخبراء، أن أبو مازن يبتعد رويدًا رويدًا عن المحيط العربي، ولا يريد حتى فتح هذا الملف الداخلي، الذي يعتبره العرب السبب الرئيسي في تفكك حركة فتح، وأضعف تأثيرها في المنطقة.

ولعل رعاية مصر لمؤتمر العين السخنة، والحضور الرسمي من الجامعة العربية، وتحذير فتح لأعضائها من المشاركة بهذا المؤتمر الذي وصفته بالمشبوه، وما صاحبه من ردود أفعال كان لها وقع الصدمة على القيادة الفلسطينية التي حتى الآن لم تُعلّق على الحضور العربي للمؤتمر ولا الرعاية المصرية له.
كل هذه العوامل أحدثت شرخًا في العلاقة بين السلطة الفلسطينية، وبعض الدول الإقليمية وعلى رأسها القيادة المصرية.

الشعب سيد قراره 

الكاتب السياسي "شرحبيل الغريب"، اعتبر تدخل الدول العربية في الشأن الداخلي الفتحاوي، غير مبرر على الإطلاق، مشيراً إلى أن تحديد موقع الرئيس أبو مازن يكون وفق القانون الأساسي الفلسطيني, وليس بتوصيات من دولًا عربية أو إقليمية. 
وتابع: "في حال أراد الرئيس الرحيل عن رئاسة السلطة، أو أصبح منصبه شاغرُا، فإن رئيس المجلس التشريعي هو من يتولى المرحلة الانتقالية، ورئاسة السلطة الفلسطينية مدة 60 يوماً، إلى حين عقد الإنتخابات الرئاسية، وإنتخاب رئيس جديد".

وأضاف الغريب، "لا تستطيع أي دولة عربية أو غير عربية، فرض سياستها على الشعب الفلسطيني، ولا بد لهذه الدول إحترام سيادة الدولة الفلسطينية، لأن الفلسطينيون أحرارًا في إختياراتهم وتوجهاتهم وتقرير مصيرهم, ولا يمكن لأحد أن يُملّي عليهم شروطًا، أو أن يكون حاجزاً بينهم وبين خيارهم الديمقراطي.
وتابع مستدركا: "الشعب الفلسطيني لن يقبل أن يًفرض عليهم أشخاصًا أو أسماءً لقيادة مرحلة مابعد الرئيس، حتى وإن حاول البعض إظهار نفسه أنه رجل المرحلة، فهذا انتقاصًا من إرادة الشعب وفق الكاتب.

حِراكٌ عربي خفي

أما المحلل السياسي، د."ناصر اليافاوي"، فذكر أن عدم تجاوب الرئيس عباس مع سياسيات دول الرباعية العربية، خلق نوعًا من الحراك الخفي، للعمل على إيجاد خليفته الذي ينسجم مع مصالح وتطلعات هذا الدول في المنطقة، فكل هذه الارهاصات خلقت مبررًا عند العديد من القوى المحيطة، بضرورة تغير الخارطة السياسية للسلطة الفلسطينية، واستبدال رأس هرم القيادة الفلسطينية, ممثلة بالرئيس محمود عباس.

ووفق اليافاوي، فإنه يرى، إن دول الرباعية العربية، وتحديدًا التي تقع في المحيط الجغرافي الفلسطيني، معنية أكثر بتنصيب شخص يمكن أن يتم تسليمه زمام الأمور في قطاع غزة، والضفة الغربية وقيادة السلطة الفلسطينية.

وأضاف، "كل الدلائل تُشير على أن الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي"، معنيٌ أكثر بتنصيب شخصيات فلسطينية مقربة منه لقيادة دفة السلطة، حيث أن السيسي بينه وبين بعض الشخصيات الفلسطينية علاقات شخصية وثيقة، ويسعى إلى التغلغل داخل الصف الفتحاوي، ليكون هناك قيادة شريكة له وحليف إستراتيجي على اعتبار أن فتح تمثل القوة الأكبر في الشارع الفلسطيني.
وتابع: "المملكة الأردنية أيضًا، لا تقل حماسة في هذا الشأن فهي تتماهي مع نفس التوجهات المصرية في المنطقة".

تجهيز الخطة العربية

ويعتقد اليافاوي، أن صلابة مواقف الرئيس عباس، وتمسكه بإستقلالية القرار الفلسطيني، وكونه يعتبر من الحرس القديم للثورة الفلسطينية، فإن "الإمارات ومصر والأردن"، وبإشراف سعودي وبعض الانظمة العربية, ستسعى لتجهيز خطة خلافة الرئيس عباس من خلال الانتخابات التشريعية، "انتخابات لبرلمان الدولة"، التي من المتوقع ان يتم الضغط لاجراءها في القريب العاجل.

وتهدف الصفقة العربية في الفترة القادمة بحسب المحلل السياسي اليافاوي، إلى التوصل إلى مصالحة فتحاوية بضغط عربي، ثم الإتفاق مع حركة حماس، على اجراء إنتخابات شاملة، "رئاسية وتشريعية"، مقابل منحها بعض التسهيلات والمزايا بغزة.
ولفت الكاتب إلى أن الخطوة التالية ستكون، هي إعادة تشكيل السلطة الفلسطينية، وحل بعض القضايا العالقة في غزة، وخاصة ملف الموظفين المُعيّنين من قبل حركة حماس, إلى أن يتم ترشيح بعض الشخصيات "المرضي عنها" عربيًا واقليميًا ودوليًا لتولى رئاسة السلطة كفترة انتقالية تمهد للخطوة الأخيرة.

وأشار اليافاوي، إلى أن الخطوة الأخيرة، ستكون العمل بكل قوة وحسب المخطط العربي، لفرض الشخصية المُجهزة في المطبخ الدولي والعربي، لتولى رئاسة السلطة والمتماهية مع قرارات الرباعية العربية وأمريكا، بهدف التوصل إلى إتفاق سلام وحل نهائي مع " إسرائيل ", بدعم من الدول العربية، ثم السيطرة على المؤسسات الفلسطينية ذات السيادة والسلطة الفلسطينية ورئاسة منظمة التحرير وقيادة “فتح"، وبالتالي تحقيق الإملاءات, وما تصبو إليه تلك الدول وخلفائها في المنطقة.