نبيل عمرو: المؤتمر السابع سيحدد خليفة الرئيس عباس .. سأترشح للمركزية وخلافي مع أبو مازن طال

نبيل عمرو: المؤتمر السابع سيحدد خليفة الرئيس عباس .. سأترشح للمركزية وخلافي مع أبو مازن طال
رام الله - خاص دنيا الوطن - من محمود الفروخ
أكد عضو المجلس الاستشاري لحركة فتح نبيل عمرو انه كان من اقرب المقريبن الى الرئيس الراحل ياسر عرفات ، وفي نفس الوقت من أكثر المختلفين معه ، وانه كان في ذات الموقع مع الرئيس محمود عباس، وخصوصا في أحرج الأوقات الا انه اختلف معه بعد ذلك واستمر الخلاف حد القطيعة لسبع سنوات لم يلتقيه ابدا ، وقال نبيل عمرو في حوار خاص مع مكتب دنيا الوطن برام الله انه على مدى السنوات السبع الماضية لم تجري اي محاولات للمصالحة بيني وبين ابو مازن موضحا انا لا احب كلمة مصالحة ففي السياسة يجري خلاف يمكن ان يتعمق ويستمر وأعتقد ان خلافي مع الرئيس محمود عباس هو الاطول زمناً في الخلاف بين اثنين قياديين كانوا في نفس الخط السياسي معا .

هل لك ان تحدد لنا سبب الخلاف مع الرئيس ابو مازن ؟

نعم...كان بفعل الموقف مني في المؤتمر السادس لحركة فتح حيث هاجمت نتائج المؤتمر السادس ، وما تلاه من اجتماعات للمجلس الوطني ، فتعمق الخلاف ووصل حد القطيعة .

هل هنالك اسباب سياسية للخلاف بينك وبين الرئيس عباس ؟

لا اعتقد .. فأنا والرئيس محمود عباس والرئيس الراحل ياسر عرفات من قبل ننتمي الى مدرسة سياسية واحدة واعتقد ان حركة فتح باجمالها تنتمي الى هذه المدرسة.

بما انك كنت قريبا من الاثنين فكيف تصف فتح في زمن الرئيس الراحل ابو عمار وكيف هي في زمن الرئيس ابو مازن عباس ؟

هنا يوضع في الاعتبار طول مدة قيادة عرفات لفتح، كما يوضع في الاعتبار عناصر القوة للحركة التي بلغت تحت قيادة عرفات اوج نفوذها الفلسطيني والعربي والدولي ، كانت تضم الآلاف من المقاتلين والكوادر ، وكانت تتواجد بقوة وعمق في كل التجمعات الفلسطينية ، ولا ننسى ان جمال عبد الناصر كان معها، وجاء وقت كانت تسمى فيه قوة اقليمية مركزية يحسب حسابها على كل المستويات ، وفي حقبة عرفات خاضت الحركة حروبا كبرى كانت تتكبد فيها خسائر جسيمة الا انها كانت تحقق نتائج سياسية مذهلة، غير ان ذلك لا يخفي ان الحركة كانت تواجه ضعفا بين مرحلة واخرى الا انها لم تفقد نفوذها داخليا وخارجيا، بدأ التراجع في زمن السلطة الوطنية ودفعت فتح ثمن خياراتها السياسية ، وراهنت على مسيرة السلام كي توصلها الى الدولة الا ان هذا الرهان سقط تماما في اول الطريق وتحديدا منذ اغتيال رابين، ودخلت فتح واحدة من اصعب مراحل وجودها ، حتى انها خسرت الانتخابات التشريعية الثانية امام حركة حماس ، وكان ذلك افدح مؤشر على تراجعها ، وما يبدو غريبا في الامر ان هذا التراجع تم على ارض الوطن وبين الجماهير الفلسطينية ، وحين تسلم محمود عباس قيادة فتح والمنظمة والسلطة في اليوم الثاني لغياب عرفات، وترافق ذلك مع الفشل المتواتر لعملية السلام على المسار الفلسطيني ، تكرس التراجع وتضاعفت الصعوبات وخسرت فتح الكثير من لحمها الحي والكثير من الانتخابات .

ما هو نصيب الرئيس عباس من المسؤولية عن هذه التراجعات لحركة فتح ؟

نصيبه بحجم مسؤوليته العامة ، فهو رئيس السلطة والمنظمة وفتح والدولة .

الحديث يدور الان حول مؤتمر فتح السابع وصدرت عنك تصريحات واقوال تبدي فيها تشاؤما حول عقد المؤتمر هل لك ان تذكر لنا اسباب التشاؤم ؟

في هذه الامور لايصح اعتماد التفاؤل والتشاؤم كمقياس، الا انني اقرأ المعوقات فأجدها ما تزال قائمة ، وكلما التقيت بمن لهم صلة بالاعمال التحضيرية للمؤتمر اسألهم.. هل هنالك من ضمانات اكيدة لمشاركة جميع اعضاء المؤتمر ، واقصد بالدرجة الاولى اعضاء غزة ، فهنالك سابقة تتعلق بالمؤتمر السادس حين منعت حماس اعضاء فتح من القدوم الى بيت لحم ، فارتبك المؤتمر وتأثرت نتائجه ، هذه نقطة لم الق بعد جواباً عليها، والنقطة الثانية، هل هنالك ضمانات كافية بأن لا يستنسخ المؤتمر السادس مرة اخرى ، وجميعنا يعلم انه في المؤتمر السادس وقعت الكثير من الخروقات والثغرات اكثر بكثر مما كان فيه من الدقة في الاداء والاجراءات ، لقد وقع السادس في حالة من الفوضى من الالف الى الياء ، وتوالد اعضاء المؤتمر عدة مرات حتى لم يعد احد يعلم كم كان عدد الاعضاء في ذلك المؤتمر .

كنت انت الناطق الرسمي باسم المؤتمر السادس، فماذا كان موقفكم من هذا الخلل الفادح ؟

اجتمعنا آنذاك كمجموعة تمثل المعترضين على سير اعمال المؤتمر السادس ، وقدمنا مذكرة للرئيس محمود عباس الذي انتخب بالاجماع رئيسا للحركة وانتدبنا الاخ ابو علي مسعود لتسليمه اياها ، واكتفينا برد الفعل هذا، ولم نجد للحركة مصلحة في تصعيد الامور ، واتفقنا على ممارسة دورنا من خلال المجلس الاستشاري لحركة فتح ، تاركين للقيادة الجديدة المجال للنجاح في مهمتهم الجديدة .

في اعتقادك هل نجحوا واقصد هنا اعضاء اللجنة المركزية في مهمتهم ؟؟

سأقول رأيي في هذا الامر داخل اروقة المؤتمر السابع في حال عقده ، وستتاح للاخوة اعضاء اللجنة المركزية فرصة ليتحدثوا فيها عن نجاحاتهم واخفاقاتهم ، فمن اهم وظائف المؤتمر المسائلة والثواب والعقاب .

اين وصلت التحضيرات لانعقاد المؤتمر السابع وهل سينعقد قبل نهاية العام ، اسألك على ضوء الاخبار التي نشرت حديثا حول الاتفاق على العدد بصورة نهائية وهو 1400 عضو ؟

لست متأكدا بان كل ما يتعلق بعقد المؤتمر قد انجز ، ولكن اذا ما توافرت النية لعقد هذا المؤتمر وخصوصا عند الرئيس محمود عباس ، فمن الممكن ان يعقد خلال ايام اي الامر في النهاية بيد الرئيس ابو مازن لعقده او عدم عقده .

هل الرئيس عباس مصمم كما ينقل عنه على عقد المؤتمر ؟

لا اعرف فأنا لست في الصورة ولا دور لي ولا دور لزملائي في المجلس الاستشاري في هذا المجال ونلقّط الاخبار من هنا وهناك وهذا لا يكفي لانضاج موقف.

هنالك مسألة المفصولين من فتح هل حلّت؟ ام انها ستزداد تعقيدا مع الايام القادمة ؟

آمل ان تحل بأسرع وقت ممكن ، لا اعرف شيئا عن الاجراءات المتعلقة بهذا الامر، الا ان فتح تشبه بيتا متفرد الخصائص، فيه باب ضيق للغاية للخروج وابواب واسعة للدخول ، قبل المؤتمر الخامس الذي عقد في تونس عاد كثيرون ممن كنا نظن انهم لن يعودوا على الاطلاق ، ولا يوجد ما يمنع تكرار ما حدث في المؤتمر الخامس ليحدث في المؤتمر السابع .

كنت ومحمد دحلان اشبه بقطبي حكومة عباس في زمن عرفات ، وانت تعرف الرجلين عباس ودحلان كشريك لهما في تجربة حكومة الثلاثة اشهر ، كيف تصف علاقتك بالاثنين الان ؟

بالنسبة للرئيس محمود عباس لم نلتقي منذ المؤتمر السادس حتى الان هناك قطيعه ، وقد بذل بعض الاصدقاء المشتركين جهدا بما وصفوه باعادة المياه الى مجاريها ولم يوفقوا في ذلك. اما بالنسبة للأخ محمد دحلان، فقد التقيته اخر مرة قبل اربع سنوات على هامش مؤتمر الحوار العربي الامريكي اللاتيني الذي انعقد في ابو ظبي وتحدثنا بصورة طبيعية في كل الامور وافترقنا ومنذ ذلك الوقت لم يتسنى لنا اللقاء ثانية .

هل تتوقع تسوية الامور بينه وبين الرئيس محمود عباس؟

في فتح كل شيء جائز .

قبل المؤتمر ام بعده؟

عندما اقول كل شيء جائز فالمدى الزمني لهذا القول يبدأ من الان والى ما لا نهاية.

هل تنوي الترشح لعضوية اللجنة المركزية لحركة فتح في المؤتمر السابع؟

بالتأكيد...ساترشح مرة اخرى لعضوية اللجنة المركزية لحركة فتح في حال عقد المؤتمر السابع

وكيف ترى فرصك في النجاح؟

اذا صار المؤتمر بصورة جيدة من البداية حتى النهاية فإنني سأقبل النتائج لي ولغيري كيفما كانت ، لا انوي الترشح لمجرد الحصول على عضوية اللجنة المركزية بل لأن لدي ما اقوله وافعله في المرحلة القادمة بشأن حركة فتح التي احبها وأؤمن بها "فتح" وبشأن المشروع الوطني الفلسطيني الذي شائت الاقدار ان اكون واحدا من مؤسسيه .

ما هي الشروط التي ينبغي توفرها كي ينجح المؤتمر السابع برأيك ؟

الشفافية اولا من الالف الى الياء ، وتكريس مبدأ المؤتمر سيد نفسه ، اي ان يكون حرا لا ضغوط عليه ولا تدخلات في مساره ونتائجه، ذلك ان مؤتمر فتح السابع سيكون اساسيا في صنع التركيبة الفلسطينية القادمة ليس على مستوى فتح وحدها وانما على مستوى السلطة والمنظمة.

هل تقصد بذلك موضوع الخلافة " خلافة الرئيس عباس" ؟

بالتأكيد ... ذلك ان مؤتمر فتح وهذا مجرد اقتراح من جانبي لا بد وان يعنى بترتيب علاقة فتح بصورة اوضح بمنظمة التحرير والسلطة ، واذا كان الرئيس محمود عباس سيستمر في موقعه وهذا ما ارجحه ، فيتعين على المؤتمر ان يحسم امر نيابة الرئيس وان يتوصل الى صيغة حول من يكونوا اعضاءً في اللجنة التنفيذية، كما ينبغي ان يضع المؤتمر اقتراحات حول المجلس التشريعي وان تتبنى فتح نظام القائمة وليس النظام المختلط وان ينص صراحة على انه في حال غياب عضو المجلس التشريعي بالوفاة او الاعتقال من قبل الاحتلال يحل محله من يليه في القائمة وبذلك نحافظ على المؤسسة حتى لو اعتقل او غاب نصف اعضائها الى حين اجراء انتخابات جديدة.

يجب ان يخرج مؤتمر فتح السابع عن النمطيات المتكررة ، وما زال امامنا وقت كافٍ لصياغة مقترحات بناءة متطورة تتصل بفتح وسياساتها وعلاقاتها مع المنظمة والسلطة. هنالك اجماع في فتح على اهمية واساسية التجدد وخصوصا على مستوى النظام الداخلي ، ذلك ان النظام الذي وضع قبل عقود يحتاج الى تطوير كبير كي يتلائم مع الوضع الراهن واهم شئ في هذا المؤتمر اي السابع انه سيحدد خليفة الرئيس عباس سواء في فتح او السلطة او المنظمة .