سعر الزيت .. عنوان الصمود يدمره التجار .. فهل ستعمل الحكومة على إنقاذه؟

سعر الزيت .. عنوان الصمود يدمره التجار .. فهل ستعمل الحكومة على إنقاذه؟
خاص دنيا الوطن - عهود الخفش

ينتظر المزارع في محافظة سلفيت قطاف الزيتون على أحر من الجمر فرحاً من أجل تحسين وضعه المادي، ولكن سرعان ما تتحول فرحته إلى غصة وصراع نفسي، عندما تتداول أسعار الزيت بين المواطنين بسعر من قبل التجار في المحافظة.

(دنيا الوطن) تجولت في عدة بلدات وقرى في المحافظة لتكون محطتها الأولى في مدينة سلفيت واللقاء مع المزارع حسن، الذي تحدث إلينا قائلاً: "لا يوجد سعر موحد للزيت في المحافظة وحتى في محافظات أخرى، وكل منطقة السعر مختلف عن منطقة أخرى حتى بالقرية الواحدة هناك تضارب بالأسعار، فتترواح في سلفيت ما بين 21 _ 23 وهناك قلة قليلة جداً باعت الزيت بسعر 24 للكيلو الواحد، وهذه أسعار قليلة مقابل تعب المزارع، فهناك أسر فقيرة تعتاش على الزراعة وموسم الزيتون يعتبر لها منفس وحيد، فترضى أن تبيع زبتها في العصرة بسهولة لأنها بحاجة إلى المال، والتجار ما بيهمهم شيء وبدهم يتاجروا، ولكن للأسف على حساب الفقراء الذين لا حول لهم ولا قوة.

انتقلنا لمنطقة أخرى لنكون مع المواطن يوسف من بلدة كفل حارس، تحدث إلينا بصوت جهوري قائلاً: "المعاصر والتجار يلعبون في أسعار الزيت بدون حسيب ولا رقيب والحق يعود على الحكومة ووزارة الزراعة تحديداً، والتي لا تهتم بالمزارع بالأصل، جميعهم يتغنون في الإعلام أنهم مع المزارع ومع تعزيز صموده".

ويكمل: "70% من أراضي المحافظة مسيطر عليها من قبل الاحتلال للمستوطنات، والأراضي المتبقية معظمها قريبة عليها والوصول إليها بصعوبة وبتصاريح ولأيام محددة، وهذا يعني أن إنتاجنا من موسم الزيتون في تناقص مستمر لعدم الاعتناء بالأرض، وهناك تقصير وعدم اهتمام من قبل المؤسسات والمسؤولين، ومن هنا نطالبهم العمل على توحيد أسعار الزيت في منطقتنا، وأن لا يسمحوا للتجار باستغلالنا إذا أرادوا أن يعززوا صمودنا على هذه الأرض، أو تأسيس جمعية زراعية تشرف عليها معظم المؤسسات، وأن تكون مسؤولة عن شراء وتسويق الزيت للمزارعين وبأسعار مناسبة له بدلاً من استغلاله"

انتقلنا إلى بلدة كفر الديك لنكون مع المواطن عبد الرحيم (67 عاماً) والذي بدأ حديثه قائلاً: "أنا كمزارع أنتظر الموسم يوماً بيوم ويعتبر الدخل الرئيس لنا، وأجبر على بيع الزيت بأثمان رخيصة لأنني بحاجة إلى المال، والتجار يستغلون أوضاعنا دون رحمة، وقبل أيام بيع الكيلوا بـ 22 شيقلاً وهذا منخفض بالنسبة لنا لأن الأرض والشجرة لها علينا واجب من حراثة وتقليم وهذا مكلف، ومع هذا الرفض للأسعار نحن لا نطالب برفع سعر الزيت وإنما عدم السماح  باستيراده من الخارج، وبعد ذلك يرتفع سعره تلقائياً وهذا بحاجة الى قرار حكومي وجهات الاختصاص.. والحكومة غير مهتمة بنا".

توجهنا إلى مدير زراعة سلفيت المهندس "ابراهيم الحمد" تحدث إلينا عن موسم الزيتون خلال هذا العام قائلاً: "سلفيت تسمى بمحافظة الزيتون فيها 80 ألف دونم زيتون، ويعتبر زيت الزيتون من المحاصيل الرئيسة في المحافظة، وهي من المراتب الأولى المنتجة لزيت الزيتون، يتراوح الإنتاج ما بين 10-12 % من زيت فلسطين.

وعن إنتاج الزيت في المحافظة لهذا العام، تحدث قائلاً: "حسب الإحصائيات والفحوصات بالنسبة للإنتاج لهذا العام سيكون لا بأس به في إنتاجها لزيت الزيتون، بالرغم من التفاوت ما بين منطقة وأخرى في نفس المحافظة، وحسب التوقعات لانتاج زيت الزيتون لهذا العام أن يصل الإنتاج من 1400-1500 طن وهذا جيد بالنسبة لهذا الموسم، يستهلك منه 500 طن، وما تبقى الـ 1000 طن يعتبر فائضاً بالنسبة للمحافظة، لذلك تعتبر من المحافظات المصدرة والمنتجة للزيت. 

وبالنسبة لسعر زيت الزيتون يقول: "خاضع للعرض وللطلب ووزارة الزراعة ليست لوحدها من يتحمل مسؤولية سعره ووضع تسعيرة له كباقي السلع، وإذا تدخلت الحكومة في هذا الجانب لتحديد سعره يجب أن يكون هناك حماية لهذا المنتج تضم وزارة الزراعة، ووزارة الاقتصاد الوطني، والغرف التجارية، وجمعية حماية المستهلك بالتعاون مع مكاتب المحافظين.

وينهي الحمد حديثه للمزارعين قائلاً: على المزارعين أن يأخذوا الحيطة والحذر من اعتداءات المستوطنين، وخصوصاً عند مناطق الجدار والمناطق القريبة من المستوطنات، وأن يكونوا ضمن جماعات، وأن يكون معهم وسائل اتصال".