الناس يحبونه ولا يقتنونه .. غزي يحول "الكرتون " التالف إلى لوحات تسلب العقل

الناس يحبونه ولا يقتنونه .. غزي يحول "الكرتون " التالف إلى لوحات تسلب العقل
خاص دنيا الوطن - سوزان الصوراني 

لم تكن حضارات التاريخ القديم سوى فن من فنون النحت، أبدعه القدماء من فراعنة وإغريق ورومان وبابليون، وانتقلت عبر الزمن إلى الإنسان الحديث الذي أبدع في تطوريها وكانت عبر التاريخ فناً يلقى رواجاً لدى جموع الناس.

لك أن ترى حياة أخرى في لوحة النحت الخشبية أو التي صنعت من الصلصال، ولك أن تتابعه أيضا وتلاحظ مدى الصعوبة التي يواجهها في عملية النحت ليُخرج لوحته للعيان، هذا ما وصف به أيمن الحصري فن النحت الذي عمد على امتهانه لما يزيد عن خمس سنوات.

يقول الحصري ذو السبع والعشرين ربيعاً، والذي تخرج من كلية الفنون الجميلة بجامعة الأقصى عام 2011 لـ (دنيا الوطن)، إنه أحب فن النحت منذ الصغر، وكان يصنع دائما مجسمات من الورق المقوى والكرتون التالف، كما أنه اعتاد أن يرسم الأشكال والمجسمات على رمال شاطئ البحر.

ويوضح الحصري، أنه يعتبر فن النحت الهواية الأولى التي يمكن له من خلالها تجسيد الأفكار والأشكال والشخصيات، مشيراً إلى أنه بدأ العمل في مجال النحت منذ 2008 في فترة دراسته الجامعية.

وأضاف الحصري: "بداية عملي في المجال كنت أتبع نظام الأفكار المألوفة التي تفتقر للتقليد مثل المنحوتات التراثية"، لافتاً إلى أنه بدأ بالعمل بشكل مختلف وأضاف أفكاراً جديدة ومتنوعة خرجت عن الطور التقليدي لفن النحت.

وأشار إلى أنه سعى في البداية لتوفير المواد الخام وإنحاز عملية النحت من خلال جهده الشخصي نظراً لولعه الشديد بالفن، مؤكداً أنه كان من السهل سابقاً شراء المواد الخام وبأقل الأسعار في حين أنها تشهد ارتفاعاً غير مسبوق هذه الأيام.

وتابع: "أقوم بعرض أعمالي على خبراء في فن النحت، وأسعى لتطوير عملي والاستفادة من كل ما هو متاح فنياً"، منوهاً إلى أن قلة الدعم المالي والفني لفن النحت يقف عائقاً أمام تطور هذا النوع من الفن في قطاع غزة.

ومن أهم اللوحات الفنية التي صممها الحصري "المومياء الطائر"، فيما صمم أكثر من لوحة تجسد المعاناة الفلسطينية والحياة اليومية التي يرى فيها الفنان أنها أصبحت بلا روح، مستدركاً: "الفراشة من أكثر الأشكال المستخدمة في فن النحت ونستمد منها عدداً من فنوننا"، وفق الحصري.

ولفت إلى أنه يستخدم في النحت الإسمنت ومادة الجبس لرسم جداريات تصّور رسالة وتجسد فكرة "إما أن تكون من وحي النحّات أو بطلب من الزبون"، حسب الحصري.

وأكد الحصري أن قلة المواد وعدم سماح الاحتلال بإدخالها هي واحدة من المعيقات التي تقف حائلاً أمام إبداعات الفن في غزة، منوهاً إلى أن النحت لا يمثل مصدراً للرزق في الوضع الحالي، وخاصة مع تردي الأوضاع الاقتصادية.