رام الله: منزل "عواد" الوحيد في "ترمسعيا" على مرمى حجر من مستوطنة "شيلو".. ومضايقات المستوطنين لا حدود لها

رام الله: منزل "عواد" الوحيد في "ترمسعيا" على مرمى حجر من مستوطنة "شيلو".. ومضايقات المستوطنين لا حدود لها
خاص دنيا الوطن ـ همسه التايه

لم تجد عائلة المواطن عواد عبد الله عواد سبيلاً أمامها  للرد على اعتداءات جيش الاحتلال الإسرائيلي وقطعان مستوطنيه، سوى الثبات بمنزلهم الواقع في قرية ترمسعيا شمال شرقي مدينة رام الله، والذي لا يبعد عن مستوطنة "شيلو" سوى خمسة أمتار.  

ورغم المضايقات المستمرة والمتواصلة بشكل يومي على المنزل الوحيد الواقع على مرمى حجر من المستوطنة بهدف تضييق الخناق على سكانه، إلا أن عائلة عواد  لاتزال تمارس حياتها الطبيعية بالمنزل وبكثير من المعاناة والضغط النفسي.

 تقول المواطنة أمل عواد (53 عاماً) من سكان المنزل الذي سكنت فيه لأكثر من خمسة وثلاثين عاماً لمراسلتنا: " بيتنا مكون من طابق واحد ويقع في منطقة C، مهدد من قبل الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين، ورغم أنه ملك لنا، ونقيم فيه منذ سنوات طويلة وورثناه عن أجدادنا، إلا أن الاحتلال منعنا من إقامة أي بناء إضافي جديد على المنزل، تحت حجج وذرائع لا صحة لها، وذلك لأن المنزل يقع في منطقة ملاصقة لمستوطنة شيلو، التي قتلت الحياة ".

وأضافت: " لم يكتف الاحتلال بمنعنا من ممارسة حقنا بالعيش بمنزلنا بحرية، بل قام مستوطنوه بتدمير أشجار الزيتون وتخريب الأرض الزراعية وقتلها بالمواد والمخلفات السامة".

وقد قام الاحتلال الإسرائيلي بتطويق المنزل بالأعمدة الكهربائية وكشافات الإضاءة للرصد، وزرعت جميعها بالكاميرات الموجهة بهدف رصد المنزل من جميع الاتجاهات والزوايا، بالإضافة إلى متابعة كافة التحركات، وتقوم دوريات متحركة وراجلة برصد واستجواب أفراد العائلة عند دخولهم وخروجهم وبشكل استفزازي وبدون أسباب تذكر.

وحول المواقف العديدة التي تعرضت لها في سبيل الضغط عليها وترك المنزل، أشارت المواطنة عواد "أم محمد" إلى قيام جيش الاحتلال ولأكثر من مرة بابتزازها من أجل بيع منزل عائلتها بالقول لها: (... شو رأيك توخذي مصاري وتطلعي من الدار، لترد بالقول ... حياتي وروحي فيها هاي الدار ... ومهما حاولت هاي الدار ما إلها ثمن".

ولم يكتفِ الاحتلال الإسرائيلي ببث سمومه وشن المزيد من الممارسات والإعتداءات القاسية، بل قام مستوطنوه بقتل زوجها الذي كان يهم للصلاة برصاص موجه أرداه قتيلاً.

 وتطالب "أم محمد" التي اضطرت للزواج من شقيق زوجها الشهيد لإعانتها في تربية أبنائها، كافة الجهات المعنية والمؤسسات الإعلامية والحقوقية بعدم نسيان قضيتها وزيارتها وعائلتها وفضح انتهاكات قوات الاحتلال أمام العالم أجمع ونقل معاناتنا التي تتفاقم بعيداً عن أعين الكاميرا، خاصة وأن اعتداءات المستوطنين لا تتوقف على الإطلاق.

 بدوره، أكد الشاب منور عواد (23 عاماً) أحد سكان المنزل الذي يضم 14 فرداً، أنه يتعرض وأفراد المنزل باستمرار إلى الاستجواب لعدة ساعات من قبل جيش الاحتلال، الذي يستخدم الأساليب الاستفزازية، بالإضافة إلى ممارسات المستوطنين المدججين بالسلاح، والذين يقومون بالصراخ وكيل الشتائم تحت حماية الجيش.

وأكد، أن جيش الاحتلال لا يفارق محيط المنزل مطلقاً، وبخاصة في ساعات الليل قائلاً: "أبلغنا جيش الاحتلال أنه ممنوع التجول والخروج من المنزل بدءاً من الخامسة فجراً وحتى الثانية عشرة ظهراً، وذلك لأن مستوطني "شيلو" يمارسون نشاطاتهم الرياضية.

وطالب الشاب عواد بضرورة الاطلاع على أوضاع عائلته التي تسكن بمحاذاة المستوطنة قائلاً: "بدنا حماية نحن موجودون في مكان خطر، داعياً إلى نقل معاناتهم والاهتمام بقضيتهم القديمة المتجددة، والتي لن تنتهي إلا بزوال الاحتلال وإنهاء السرطان الاستيطاني الممتد، والذي قتل الأرض الزراعية وصادرها.