أمراض قاتلة تهاجم سكان تعز اليمنية

أمراض قاتلة تهاجم سكان تعز اليمنية
رام الله - دنيا الوطن-حسام الخرباش
تشهد محافظة تعز،وسط اليمن،تدهور حاد على المستوى الانساني والصحي في المحافظة الذي مر دمار الحرب وامراضها وجراحها على كل مناطقها.

وفي ظل النزاع المسلح الدائر في تعز نحو١٨شهر،توقفت معظم مستشفيات المحافظة اثر تضرر المستشفيات وتوقف الخدمات ونزوح الكوادر الطبيه وانعكاسات الحرب التي اصابت مؤسسات ومرافق تعز بحالة من الشلل.

ويعد مرض الكوليرا احد ابرز الامراض التي ظهرت مؤخراً باليمن، وتنتقل الكوليرا عبر الطعام والماء وهي مرض مُعدٍ يتسبب بإسهال مائي حاد وجفاف وقد يموت المريض بحال عدم تلقيه العلاج على يد اطباء.

كما تعتبر واحدة من أسرع الأمراض القاتلة المعروفة، ولا تظهر أعراض الإصابة ببكتريا الكوليرا  في المصابين بالعدوى بالرغم من وجود البكتريا في برازهم لمدة تتراوح من ٧أيام إلى١٤ يوماً بعد العدوى بعدها تظهر الاعراض وخلال فترة حمل الانسان للبكتيرياء يكون مُعدٍ للمرض سوى قبل ظهور الاعراض اوبعدها.

وكشف "رائد العبسي" منسق مشروع التواصل من أجل التنمية ( C4D) التابع لمنظمة يونسيف في بلدة المخا، إن مرض الكوليرا تفشى بين سكان بلدة المخا الساحلية بمحافظة تعز،وسط اليمن،لافتاً انه راصداً ٦٥حالة محتمله بالمرض.

ولفت العبسي، أن المرض تفشى بين سكان مدينة المخا الساحلية غرب تعز. مشيراً أن نحو ٥٦حالة مصابه بالكوليرا من الاطفال والنساء والرجال .

واكد العبسي، أن الخدمات الطبية في المخا شبه متوقفة وتفتقد المراكز الطبية للمختبرات القادرة على تشخيص المرض ومعالجتها بسبب انعدام الادوية الخاصة بالكوليرا وعدم وجود كوادر طبيه مؤهله لمواجهة مثل هذا المرض، لافتاً بان عشر حالات ارسلت الى محافظة الحديدة وتبين انها تعاني من الكوليرا.

واشار العبسي، بان عدد من السكان رجحوا ان تكون المياه التي تضخها مؤسسة المياه للسكان كل يومين هي مصدر للكوليرا لعدم تعقيمها مؤخراً بسبب غياب المختصين، حيث انه من المحتمل ان يكون الماء مصدر لنقل الكوليرا ويجب اخذ عينات منه وفحصها كإجراء احترازي لمعرفه مصدر الانتقال وتفادي الكارثة.

وأعلنت  منظمة الصحة العالمية،  الثلاثاء، ارتفاع عدد الحالات المصابة بمرض الكوليرا في اليمن إلى 18 حالة،في حين تم تسجيل ٣٤٠حالة يشتبه في إصابتها بالوباء نفسه.

وتوقعت المنظمة أن يصل عدد المصابين إذا لم تتوافر استجابة عاجلة، إلى ٧٦،٠٠٠ حالة إضافية في ١٥ محافظة،مؤكدة انها بحاجة الى أكثر من ٢٢ مليون دولار، منها مبلغ ١٦،٦ مليون دولار بصورة عاجلة لاحتواء الكوليرا باليمن وتوفير الرعاية والادوية لمن اصابهم المرض.

وفي وقت سابق ، ناشد ممثل اليونيسف في اليمن، جوليان هارنس، الجهات المانحة لدعم المرافق الصحية في كافة أنحاء البلاد، ورفع مستوى الاستجابة لاحتواء هذا المرض الخطير، خصوصا مع تدهور النظام الصحي في اليمن جراء استمرار الصراع".

السل"الدرن" القاتل ينتشر:

مرض السل ،هو احد الامراض التي تصيب الجهاز التنفسي وينجم السل عن جرثومة (المتفطرة السلية) التي تصيب الرئتين.

ينتشر السل من شخص إلى شخص عن طريق الهواء؛ فعندما يسعل الأشخاص المصابون بسل رئوي أو يعطسون أو يبصقون، ينفثون جراثيم السل في الهواء. ولا يحتاج الشخص إلا إلى استنشاق القليل من هذه الجراثيم حتى يصاب بالعدوى،ويمكن ان يتوفي المصاب بالسل بحال لم يتلقى العلاج والرعاية الصحية.

هذا وتزايدت حالات الاصابة بالسل"الدرن"بتعز،في ظل توقف مستشفى الدرن المتخصص بعلاج السل بتعز.

وقال مدير مركز مكافحة الدرن الدكتور"ياسين الاثوري"بان المستشفى تعرض لعمليه نهب واسعة من قبل مسلحين ولم يتبقى به شي كما توقفت مخصصات المستشفى في بداية الحرب،فيما نهبت السيارات التابعة للمستشفى،مشيراً الى تشكيل وحدة متخصصه بالسل بمستشفى الثورة بداخل المدينة واخرى بمستشفى الخليج بمنطقة الحوبان وعدم وجود اجهزة الفحص والتشخيص يمثل عائق امام هذه الوحدات

واوضح الاثوري،أن ١٨٢ حالة مصابة بالسل اكتشفت من قبل وحدة مستشفى الخليج منذ بداية العام الحالي كما اكتشفت٨٢حالة في مستشفى الثورة بالربع الثاني والثالث من العام الجاري،منوهاً بان نزوح المواطنين الى الارياف والمحافظات المجاورة تسبب بتراجع نسبة اكتشاف الحالات المصابة بالسل بنحو ٥٠٪.

واكد الاثوري، بان عدد من الادوية الاساسية للسل يقدمها الصندوق العالمي لمكافحة السل عبر وزارة الصحة العامة والسكان وتوقف العلاج عن التدفق لداخل المدينة بسبب حدة المعارك لفترات طويلة ويصل حالياً الى مستشفى الثورة بصعوبة.

واضاف"يعد مرض السل احد اخطر الامراض وبحال لم يتلقى المصاب العلاج الازم والرعاية الصحية يتحول حامل المريض الى معدي وينقل المرض الى الاشخاص المحيطين به عبر اللعاب والسعال والعطس ، ونسبة الوفاة بسبب هذا المرض تفوق الـ 50 % من نسبة من أصيبوا به والوضع الحالي وبقاء المستشفى متوقف يساعد على انتشار المرض بشكل كبير وسيتفاقم الوضع ان لم تقم المنظمات بإعادة تجهيز مستشفى الدرن بالاجهزة الازمة والمستلزمات والنفقات التشغيلية لاحتواء توسع انتشار السل بين السكان".

البعوض القاتل يهدد حياة المدنيين:

انتشر مرض الملاريا وحمى الضنك بتعز بشكل كبير منذ اندلاع المعارك بالمحافظة وتوفي عشرات المدنيين اثر الاصابة بالضنك والملاريا،ويصاب الانسان بمرض الملاريا بعد تعرضه للدغ انثى البعوض" أنوفليس" الحامل للمرض وتظهر علامات للملاريا بعد مضي سبعة أيام أو أكثر من تعرض المصاب بالمرض للدغة من البعوض، وتتسبب الملاريا بموت الانسان لاسيما الاطفال بحال لم يتعالج مبكراً من المرض.

اما حمى الضنك عبارة عن عدوى فيروسية تنتقل إلى الإنسان عن طريق لدغة بعوضة أنثى من جنس الزاعجة مصابة بالعدوى.

وتظهر أعراض المرض خلال فترة تتراوح بين٣ أيام الى١٥ يوماً،بعد تعرض المصاب بالمرض للدغة وبحال لم يتلقى المريض العناية الازمة والادوية فمن المحتمل حدوث نزيف له اثر نقص صفائح الدم  مايتسبب بوفاة المريض.

وفي هذا السياق،يقول الدكتور"أحمد الدميني"رئيس قسم الطوارئ بمستشفى الثورة الحكومي بتعز،ان المستشفى استقبل حوالي ٦الف حالة ملاريا وحمى ضنك ،خلال الربع الاخير من عام٢٠١٥،وهي اعلى نسبة منذ اندلاع الحرب بالمدينة كما استقبلت المستشفيات التي لاتزال تعمل مئات الحالات وحالات اخرى لم تتمكن من الوصول للمستشفيات وتوفيت بسبب عدم قدرتها على الوصول للعلاج بسبب المعارك اضافة الى الظروف الاقتصادية المنهارة لاسيما في الارياف،موضحاً ان مستشفى الثورة استقبل خلال الربع الثاني من العام الجاري١٥٠حالة ضنك وملاريا.

ويضيف الدميني،انه لايوجد سوى مختبر واحد يستطيع عمل فحص حمى الضنك وتكاليف الفحص ياهظة بالنسبة للمواطن الذي يعيش بموطن حرب،لافتاً بان الادوية الخاصة بالضنك تنعدم احياناً من الاسواق وبحال توفرت فالبعض غير قادر على شرائها،مطالباً المنظمات الدولية بضخ ادوية الضنك والملاريا بالمجان وتوفير مختبر متمكن لفحص الضنك ويعمل مجاناً لتسهيل علاج المصابين الذين يعانون من المرض والظروف الصعبة.