غزة: وقود حيوي من المُخلفات النباتيّة

غزة: وقود حيوي من المُخلفات النباتيّة
خاص دنيا الوطن - آلاء البرعي

في الوقت الذي يشهد فيه قطاع غزة ازمة وقود وكهرباء، يُبدع أحد الشٌبان الفلسطينيين شمال قطاع غزة في إنتاج الفحم الحيوي للاعتماد عليه في الطاقة والإنارة من المُخلفات الزراعيّة، وذلك من خلال تحويل المخلفات إلى نموذج بحثي نمطي صغير، يُمكن تحويله ليكون أول مشروع استثماري إنتاجي متميز في هذا المجال.

فكرة مميزة

المُهندس حسن زايد من شمال قطاع غزة، يتحدث عن فكرة المشروع: "بالرغم من نقص وندرة الإمكانات الفنية والتقنية في قطاع غزة إلا أنها لم تمنعني من تنفيذ الفكرة، فالهدف من المشروع هو الانتقال من مرحلة الأسمدة لمرحلة إنتاج الفحم الحيوي، فقمت بتجميع بعض العينات وتجفيفها بمعزل تام عن الهواء داخل المنزل، فتبيّن لي أن 70% منها يحتوي على فحم ممتاز يصلح للاستعمال ".

وشهدت صناعة الوقود الحيوي تطورات كبيرة منذ مطلع القرن الحالي، واستخدمت سابقاً بعض المنتجات الزراعية كالذرة وقصب السكر وغيرهما لإنتاج الوقود الذي استخدم لتشغيل محركات بعض وسائط النقل، وقد دعمت كثير من الجهات المختصة في قطاع الطاقة هذا النوع من الوقود.

مراحل الجيل الجديد

يُوضح المهندس زايد مراحل إنتاج الفحم كالتالي: المرحلة الأولى "نقوم بتجميع المخلفات الزراعيّة وكبسها بعد التجفيف والتقطيع ثم تسخينها في معزل عن الهواء إلي درجات حرارة عالية تصل إلى 500 ° م فيما يعرف" بالتقطير الإتلافي "، مما يُنتج أبخرة كثيفة يتم تجميعها لتتحول إلى سائل لونه بني مائل للأسود يحتوي على بخار الماء وعناصر كيميائية مختلفة" مُتوقعاً حدوث طفرة نوعيّة في القطاعين الزراعي والحيواني في حال استخدام خل الخشب في عمليات الإنتاج.

المرحلة الثانية: هي مرحلة فصل المكونات للحصول على ما يعرف "بخل الخشب" المستخدم حالياً في اليابان وشرق آسيا كمادة قاتلة للحشرات، وتضاف لأعلاف الحيوانات للحصول على إنتاجية أفضل، أما باقي المخلفات التي يتم عزلها فإنها تتحول إلى كربون، وهو المكون الأساسي لصناعة الفحم المضغوط والفحم الحيوي الذي يضاف للتربة لتحسين إنتاجيتها.
وبيّن زايد، أن المشروع يتميز بسرعة العائد المادي، لأنه لا يحتاج إلى عمليات تصنيع كبيرة أو طويلة الأمد، مع مراعاته لمعايير السلامة الصحيّة للإنسان، بالإضافة إلى أن الفحم الناتج يتميز بسرعة وطول فترة الاشتعل، موضحاً أن هناك محاولات جادة لصناعة الفحم النشط (Active charcoal(

نجاح تحدى العقبات

و ذكر زايد، أنه بعد نجاح التجربة الأولى، شرع بدراسة الفكرة من عدة جوانب، أهمها: الفائدة البيئية والمخاطر المتوقعة  والجدوى الاقتصادية منها وقراءة تجارب الآخرين في نفس مجاله، خاصة في دول شرق آسيا، مبيناً أنه تشارك مع زميله عصام الكيلاني في تطبيق الفكرة.
وعمِل المهندسان على دراسة كل ما يتعلق بالفحم النباتي وطُرق صناعته ومخرجات عملية التفحيم، وذلك بهدف تطوير المنتج النهائي، والحصول على أعلى جودة ممكنة تنافس المستورد منه، وتنال في الوقت ذاته قبول السوق المحلي وتتفهم قدراته الشرائية.
ويؤكد المهندسان، أنهما يعانيان خلال مرحلة إنتاج الفحم الحيوي من عدة عقبات أهمها: انقطاع التيّّار الكهربائي وضُعف التمويل المالي اللازم للمشروع، وبعض المشاكل الفنيّة، إلا أنه مازال يسعى لتسويق المُنتج إلى كافة البُلدان العربيّة والأسواق الخارجية.