منذ 20 يوما والجفتلك في ظلام دامس سبَب وضعا إنسانياً صعباً ووعودات بحل إشكالية الكهرباء في غضون ساعات

منذ 20 يوما والجفتلك في ظلام دامس سبَب وضعا إنسانياً صعباً  ووعودات بحل إشكالية الكهرباء في غضون ساعات
خاص بدنيا الوطن – رائد أبوبكر

منذ 20 يوما، وقرية الجفتلك في الأغوار الوسطى تعيش معاناة كبيرة، بسبب انقطاع الكهرباء عنها بعد اشتعال النار في إحدى محولات الكهرباء الرئيسية، والقرية بحاجة إلى محول جديد لكن الاحتلال يرفض، وبسبب هذه المعضلة، اضطر المواطن الخمسيني محمد بشارات "أبو عصام" العيش بشكل مؤقت في منزل ابنته في بلدة طمون قضاء طوباس حتى تعود الكهرباء، فهو يعيش على أجهزة الأكسجين والتي لا تعمل إلا بالكهرباء.

وقبل يومين، ودعت قرية الجفتلك المواطن ممدوح شاهين، في الأربعينيات من عمره، وكان يستعين بأجهزة الأوكسجين للتنفس، وكان خلال أيام انقطاع الكهرباء يتنقل بين منزله والمشافي لتلقي الأوكسجين، إلا أن جسمه لم يتحمل ذلك.

لم يتوقف الأمر هنا فقط، بل إن نسبة كبيرة من مناحي الحياة تعطلت، كالمدارس، والعيادة الصحية، والقطاع الزراعي، وتفاقمت معاناة أهل القرية في العديد من الجوانب، يقول رئيس مجلس قروي الجفتلك عثمان العنوز، أن  المنطقة تعاني منذ زمن طويل، فالتيار الكهربائي الممدود للقرية يأتي من محولات إسرائيلية تزود المستوطنات المحيطة بالجفتلك، لكن القدرة الكهربائية الكبيرة من حصة هذه المستوطنات، أما القدرة القليلة أو الضعيفة هي من نصيب هذه القرية، لكن الجديد الآن، هو أن التيار الكهربائي مفصول بالكامل منذ 20 يوما، لان إحدى المحولات الكهربائية التي تزود القرية تعطلت بعد اشتعال النيران فيها.

وأشار، أن انقطاع الكهرباء ليس على القرية بكاملها، حيث يبلغ عدد السكان 2500 نسمة، بل على 3 مناطق من خمس مناطق، وهي الشونة، والمصفح، وخلة الفولة، وحاولنا في السابق مد الكهرباء من منطقتي المثلث، وأبو عجاج، لإيجاد حل مؤقت، إلا أن الاحتلال يقف أمامنا بالمرصاد ويمنعنا، عدا عن منعه إدخال محول جديد بدل المتضرر، مع العلم أن القرية بحاجة إلى محولين وليس محول واحد.

وأوضح العنوز، أن بسبب ما تعانيه القرية هجر منها 50% من سكانها الى التجمعات السكانية القريبة، وان استمر انقطاع الكهرباء ستزيد هذه النسبة، عدا عن تراجع المنتوج الزراعي حيث يعتمد المزارعون لري مزروعاتهم على الكهرباء لضخ المياه من الآبار الارتوازية، وبعضهم في الوقت الحالي، يستعين بمولدات كهربائية، وبالتالي سيزيد مصروف الوقود عليه، مؤكدا أن الوضع في قرية الجفتلك لا يطاق.

وأضاف، أن منطقة الجفتلك معروفة بدرجة الحرارة العالية فيها وتنتشر جراء ذلك الزواحف والأفاعي التي تدخل ليلا منازل المواطنين وتشكل خطرا حقيقيا عليهم ولا ينتبه الأهالي لدخول الأفاعي إلى منازلهم بسبب عدم وجود مصدر إضاءة، وهناك العديد ممن تضرروا بلدغة الأفاعي، ولعدم وجود سيارة إسعاف خاصة بالقرية، يتم نقل المصاب إلى معسكر إسرائيلي قريب يتلقى الإسعافات الأولية ومن ثم يتم نقله ،أما عبر المركبات الخاصة أو حتى تصل سيارة الإسعاف، ونقله إلى اقرب مشفى إما إلى أريحا أو نابلس.

 مشيرا إلى أن القطاع التعليمي في القرية شبه معطل، ففيها مدرستان إحداهما تابعة لوكالة الاونروا من الصف الأول إلى الصف الثامن مختلط، والثانية مدرسة حكومية من الصف التاسع إلى التوجيهي، فالمختبرات في هذه المدارس معطلة عدا عن المستلزمات المكتبية كالطباعة والمراسلات الالكترونية وغير ذلك.   

وأشار، أن المجلس القروي تواصل مع الشرطة القطرية الإسرائيلية عبر وسطاء من محافظة أريحا، وسلطة الطاقة الفلسطينية، والارتباط العسكري الفلسطيني، لكن حتى اللحظة لم نلاحظ أي حلول لهذه الإشكالية، وخاصة أن القرية بحاجة إلى حلول طارئة، في ظل الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي، موضحا، أن القرية لا تدفع مبالغ مالية مقابل خدمات الكهرباء،  مؤكدا أن الأهالي مستعدون للدفع مقابل تحسين الخدمة ووضع محولات، وتم إرسال العديد من الكتب بهذا الخصوص ولكن دون رد أو تجاوب.

محافظ أريحا: حل الإشكالية في غضون يومين

بدوره، أكد محافظ أريحا والأغوار ماجد الفتياني، أن مشكلة التيار الكهربائي في الجفتلك من أولويات المحافظة لإيجاد الحلول الجذرية وبشكل نهائي، مشيرا إلى انه في غضون أل 48 الساعة القادمة سيكون الحل، وستتدخل سلطة الطاقة الفلسطينية وشركة النقل الحكومي، مبينا، أن سبب مشكلة الانقطاع الدائم للكهرباء في القرية هو اشتعال النيران في المحول الأساسي الذي يخدم نسبة كبيرة من سكانها نتيجة الضغط الزائد عليه، ولسوء الاستخدام أيضا، فالقرية بحاجة إلى تنظيم، ولوجودها في منطقة "ج" نواجه مشكلة في ذلك.

وأضاف، تم تركيب محول قدرته الكهربائية 400 أمبير، وتم رفع القدرة إلى 600، ومن ثم إلى 1200 أمبير، وعند اشتعاله رفض الجانب الإسرائيلي تبديله إلى محول جديد، وبعد حوار ومفاوضات معهم ستقوم سلطة الطاقة بوضع محول كهربائي قدرته 630 أمبير، وستقوم شركة النقل الحكومي بتوزيع هذه القدرة، وإعادة فحص تمديدات الكهرباء، خاصة، أن هناك تمديدات عشوائية، بالإضافة إلى أنه سيتم وضع عدادات، وكل هذه الأمور تحتاج إلى وقت من الزمن،  لكن همَ المحافظة الآن إيجاد حل سريع لانقطاع التيار الكهربائي.

وأكد المحافظ، انه تم وضع خطة كاملة لحل مشكلة التيار الكهربائي في الجفتلك بشكل جذري ونهائي، حيث نسعى إلى تركيب محول مركزي، وبقوة أعلى بكثير مما هو موجود الآن، مشيرا، إلى أن في منطقة الجفتلك ثلاث محولات رئيسية، أحدهم تابع لجمعية الحاصلات الزراعية، ويعاني من فوضى كبيرة في الاستخدام وبحاجة إلى تنظيم، ومحول آخر تابع لعيادة الصحة في القرية، أما الثالث وهو المتضرر، وسيتم تركيب محول آخر بديلا عنه، في غضون الساعات القليلة القادمة.

وشدد، أن الحكومة الفلسطينية تولي اهتماما كبيرا بالأغوار الفلسطينية، التي تواجه ممارسات إسرائيلية للضغط على السكان، بهدف الترحيل، والحكومة تسعى دائما إلى توفير ما يحتاجه المواطن الفلسطيني لدعم صموده على أرضه.