سيادة المطران عطا الله حنا في لقاء مع وسائل الاعلام التشيلية : " نحن دعاة عدل وسلام ونبذ للعنصرية والكراهية والارهاب "

رام الله - دنيا الوطن
قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس في لقاء مع وسائل الاعلام التشيلية اليوم بأننا اتينا من المدينة المقدسة حاملين معنا رسالة القدس التي ستبقى دوما رسالة سلام ومحبة واخوة ، رسالة ثبات وصمود في هذه الارض المقدسة بالرغم من كل الالام والجراح والمعاناة التي يتعرض لها شعبنا ، نحمل معنا رسالة شكر من شعب فلسطين الى تشيلي الصديقة التي وقفت دوما الى جانب شعبنا ودافعت عن عدالة قضيته ورفعت صوتها في كافة المحافل الدولية مطالبة بنصرة الشعب الفلسطيني والتضامن معه والوقوف الى جانبه من اجل ان يتمكن شعبنا من تحقيق امنياته وتطلعاته الوطنية .

نحن شعب وفي لاصدقائه في كافة ارجاء العالم ومن وقف الى جانبنا وآزر قضيتنا وقال كلمة حق في وجه جبابرة هذا العالم يستحق منا التقدير والاحترام والوفاء ، تشيلي بلد استقبل مئات الالاف من الفلسطينيين الذين تركوا فلسطين وخاصة منطقة محافظة بيت لحم كما وغيرها من الدول العربية المجاورة  في حقبة الامبراطورية العثمانية ، واتى الفلسطينيون الى هذه الديار واندمجوا في مجتمعها ولهم اسهاماتهم في كافة الحقول ولكنهم دوما كانوا متعلقين بوطنهم الام، لم يتخلوا عن فلسطينيتهم وعن انتماءهم لهذه الارض المقدسة وتعلقهم بوطنهم الام الذي تركوه مرغمين في حقبة الاضطهاد العثماني .

نقول لكم جميعا ولكافة اصدقاءنا في تشيلي وفي العالم بأن شعبنا الفلسطيني هو شعب متعلق ومرتبط بحقوقه وثوابته وحقه في ان يدافع عن وطنه ويستعيد حقوقه السليبة .

هنالك من يظنون في عالمنا وهم مخطئون في ذلك ان شعبنا وتحت وطأة الضغوطات والممارسات الظالمة سيتنازل عن حقوقه وسيرضخ للاملاءات الاحتلالية وهؤلاء هم مخطئون لان مسألة التنازل والتراجع ليست واردة في قاموسنا فنحن شعب متمسك بأرضه والارض بالنسبة الينا هي الكرامة والهوية والانتماء ، نحن شعب يعشق الحرية وفي سبيلها يقدم التضحيات وسنبقى متمسكين بانتماءنا لهذه الارض المقدسة مدافعين عن قدسنا ومقدساتنا وسنبقى دعاة عدل وسلام نعشق الحرية وندافع عن قضية شعبنا الفلسطيني التي نعتبرها اعدل قضية عرفها التاريخ الانساني الحديث .

المسيحيون الفلسطينيون يفتخرون بانتماءهم لمسيحيتهم المشرقية الاصيلة التي بزغ نورها من فلسطين ويفتخرون بانتماءهم للشعب العربي الفلسطيني المناضل من اجل الحرية هذا الشعب المتميز برقيه الانساني والثقافي والحضاري ، هذا الشعب الذي تميز دوما بوحدة ابناءه وتلاقيهم في ساحات النضال من اجل الحرية واستعادة الحقوق .

ان المسيحية في فلسطين مستهدفة من قبل الاعداء المنظورين والغير المنظورين لانه يزعجهم الصوت المسيحي الوطني الفلسطيني ، اعداءنا لا يريدوننا ان نتحدث عن فلسطين ولا يريدوننا ان نتحدث عن عروبتنا النقية ولا يريدوننا ان نتحدث عن قضايانا الوطنية ، هم يريدوننا ان نتقوقع وان ننعزل عن محيطنا الوطني وان نفكر بعقلية الطائفة المستضعفة والمضطهدة وليس بعقلية الانسان المنتمي الى هذه الارض وهويتها وتراثها وشعبها وقضيتها العادلة .

هنالك اضطهاد يستهدف المسيحية في فلسطين وبوسائل متعددة معهودة وغير معهودة وهنالك من يحرضون علينا ويحرضون على الاصوات المسيحية الوطنية ويريدوننا ان نرتمي في الاحضان الاسرائيلية ، اوجدوا لنا من يتحدثون عن مسألة التجنيد في الجيش الاسرائيلي واوجدوا لنا من يتحدثون عن اسرائيل وكأنها حامية المسيحية في هذا المشرق واوجدوا لنا الكثير من وسائل التضليل والتشويه لكي يمرروا مشاريعهم في بلادنا ، مستهدفين المسيحيين في هويتهم ووطنيتهم وانتماءهم وهم يسعون لاقتلاعهم من جذورهم العربية الفلسطينية الوطنية، وهم سيفشلون في ذلك حتما .

لن نواجه داعش وغيرها من المنظمات الارهابية بواسطة الارتماء في الاحضاء الاسرائيلية، ولن نواجه التطرف الذي يعصف بمنطقتنا بخيارات غير صحيحة تسيء الى تاريخنا وهويتنا واصالتنا .

اقول لمن يجب ان يسمع ولمن يجب ان يعرف بأنه وبالرغم من كل آلامنا واحزاننا وما تعرضنا له وما زلنا نتعرض له في هذا المشرق بأننا سنبقى متمسكين بانتماءنا وجذورنا في هذه الديار ، لن نتخلى عن انتماءنا لهذا المشرق العربي بتاريخه وجذوره واصالته ، لن نتخلى عن عروبتنا النقية ، ولن نتخلى عن مسيحيتنا المشرقية وعن انجيل المحبة الذي نحمله في قلوبنا وفي ضمائرنا ، لن نتخلى عن فلسطين قضيتنا جميعا وقضية كافة احرار العالم ، لن تنحرف بوصلتنا باتجاهات اخرى وستبقى بوصلة وطنية عربية انسانية روحية فلسطينية .

اعداءنا يريدوننا ان نعيش في حالة ضياع وتشتت وازمة هوية وانتماء وهذا غير موجود عندنا فلا توجد عندنا ازمة هوية وانتماء ، فانتماءنا هو للمسيح الناهض من بين الاموات الذي بزغ نور قيامته على مشرقنا وعلى عالمنا لكي يبدد ظلمات هذا العالم وينقل الانسانية من حالة الظلام الى حالة النور ومن حالة الموت والخطيئة الى حالة النعمة والخلاص .

انتماءنا هو لفلسطين التي تقدست وتباركت بحضور السيد المسيح بالجسد ، نحن ننتمي الى كل حبة تراب من ثرى هذه البقعة المقدسة من العالم التي اسمها فلسطين ، فلسطين هي وطننا وهي قضيتنا ونحن ننتمي الى شعب فلسطين المناضل من اجل الحرية ، نكبة ونكسة فلسطين هي نكبتنا ونكستنا جميعا وآلام وجراح شعبنا هي آلامنا وجراحنا جميعا ، وسعي ابناء شعبنا من اجل الحرية هو سعينا جميعا .

معا وسويا نناضل من اجل فلسطين وشعبها وقضيتها وقدسها ومقدساتها ومعا وسويا وبوحدتنا الوطنية وتلاقينا الاسلامي المسيحي نواجه ظاهرة التطرف والتخلف التي تعصف بمنطقتنا والتي تستهدف كافة مكونات هذا المشرق العربي ، فهؤلاء أوتي بهم الى منطقتنا لكي يحرقوا الاخضر واليابس ، وعلينا ان نوحد صفوفنا فمواجهة التطرف والعنف والارهاب وثقافة الموت والرعب يجب ان نواجهها بثقافة المحبة والفكر الانساني والاخلاقي والروحي ، ليست كافية الحملات العسكرية والامنية من اجل القضاء على الارهاب والعنف والتطرف ، فهنالك حاجة لمواجهة ثقافية فكرية انسانية ، وفي هذا يجب ان نتعاون معا وسويا كمنتمين الى الديانات السمحة الموجودة في منطقتنا لان دياناتنا ليست اسوارا تفصلنا عن بعضنا البعض بل هي جسور محبة واخوة وتلاق بين الانسان واخيه الانسان .